الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أهالي هونغ كونغ أطلقوا صرخة من أجل التغيير: هل تصغي بيجينغ؟

المصدر: "أ ف ب"
أهالي هونغ كونغ أطلقوا صرخة من أجل التغيير: هل تصغي بيجينغ؟
أهالي هونغ كونغ أطلقوا صرخة من أجل التغيير: هل تصغي بيجينغ؟
A+ A-

أطلق أهالي #هونغ_كونغ، خلال الأسبوعين الماضيين، صرخة واضحة من أجل التغيير بإلحاقهم هزيمة كبيرة بالحكومة في الانتخابات المحلية ومع نزول أكثر من عشرة بالمئة منهم للتظاهر بشكل سلمي الأحد، لكن هل ستصغي بيجينغ.

ويصادف الاثنين مرور ستة أشهر على اندلاع حركة قلبت سمعة المركز المالي الصيني المعروف بالاستقرار والذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، مع مشاهد غير مسبوقة لأعمال عنف ذات طابع سياسي.

لكن الأسبوعين الماضيين شهدا تراجعا كبيرا في الصدامات وأعمال النهب -- وهو شرط أصرت قيادة المدينة الموالية لبيجينغ أن يسبق أي حوار مجدٍ.

والسؤال الذي يتردد لدى كثيرين يتعلق بما إذا كانت رئيسة السلطة التنفيذية كاري لام -- وبيجينغ -- سيستغلان الفرصة للحوار قبل أن يتفجر الغضب مرة أخرى.

وقالت بوني ليونغ، الشخصية البارزة ضمن الجناح الأكثر اعتدلا في الحركة المطالبة بمزيد من الديموقراطية لوكالة فرانس برس إن "تجاهل أصواتنا سيجعل كرة الثلج تكبر أكثر فأكثر وسيكون هناك تداعيات لذلك".

بدأت فترة الهدوء النادرة خلال الاستعدادات للانتخابات المحلية في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر -- الانتخابات الوحيدة التي تجري بالاقتراع العام.

وتمكن ملايين الناخبين من إخراج أحزاب موالية للمؤسسات من السلطة، وانتقلت جميع المجالس المحلية باستثناء مجلس واحد، إلى المعسكر المؤيد للديموقراطية.

وأطاحت عملية التصويت بتصريحات الحكومة عن "غالبية صامتة" تعارض الاحتجاجات.

لكن يوم الأحد، شهدت المدينة واحدة من أكبر التظاهرات في أشهر، وقدر المنظمون عدد المشاركين بنحو 800 ألف، في مشهد يظهر الاستياء العام الذي لا يزال يغلي تحت السطح.

والتظاهرة التي حصلت على موافقة نادرة، كانت سلمية في غالبيتها. وأضرمت نيران محدودة أمام محكمتين رئيسيتين كما استخدمت الشرطة غاز الفلفل لتفريق عدد من المارة كانوا يتجادلون.

لكن لأول مرة منذ منتصف آب، لم يتم إطلاق الغاز المسيل للدموع.

قال جيمي شام، من "الجبهة المدنية لحقوق الانسان" أحد منظمي الاحتجاجات، إن الكرة الآن في ملعب الحكومة.

وصرح للصحافيين: "يجب أن نذكر الحكومة بأن 800 ألف شخص عدد كبير جدا جدا".

واضاف: "على كاري لام أن تصغي إلى مطالب أهالي هونغ كونغ في أقرب وقت".

وشهدت هونغ كونغ تظاهرات تتزايد فيها أعمال العنف في أكبر تحد تمثله المدينة لبيجينغ منذ أن أعادتها بريطانيا عام 1997.

ونزل الملايين إلى الشارع في احتجاجات أججتها سنوات من المخاوف المتزايدة من أن الصين بصدد إلغاء الحريات الممنوحة للمدينة.

ومن مطالب حركة الاحتجاجات إجراء تحقيقات مستقلة في تعاطي الشرطة مع التظاهرات، والعفو عن الموقوفين وإجراء انتخابات حرة بالكامل.

لكن المؤشرات الى استعداد لام لتغيير موقفها قليلة.

ومنذ الهزيمة الانتخابية، قدمت إداراتها التزامات غامضة للاصغاء إلى مطالب الشعب، لكن من دون تنازلات ملموسة.

كذلك تراجعت نسبة التأييد لها إلى أدنى مستوى فيما تتعرض الشرطة لانتقادات.

ويبدو أن الجناح الأكثر تشددا في الحركة الاحتجاجية، يجلس في المقاعد الخلفية في الوقت الحاضر.

وكان المتظاهرون المتشددون قد تعهدوا بالعودة إلى عرقلة حركة النقل فجر الإثنين في حال عدم تلقي جواب من لام. لكن تهديداتهم لم تنفذ.

وقال منتدى شبيه بموقع ريديت ينسق عبره المتشددون تحركهم، برزت نقاشات حول ما إذا كانت العودة إلى الأساليب التي عرقلت حركة أهالي هونغ كونغ في الشهرين الماضيين، ستؤدي إلى رد فعل معاكس.

وكتب أحد المشاركين على الموقع: "كثيرون يعتقدون أن التحرك فجرا تحول إلى حركة مزعجة للسكان من دون أن يكون له تأثير بالضغط على الحكومة".

ويفكر آخرون في تحرك نقابي تقليدي.

وقال مونغ سيو-تات، رئيس اتحاد النقابات التجارية المؤيدة للديموقراطية إن أكثر من 30 نقابة جديدة اتصلت لتقديم المساعدة في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف لوكالة فرانس برس: "عدد كبير منهم يضمّ موظفين وحرفيين ومديرين، ربما لم يروا في السابق ضرورة لتوحيد الجهود، لكن استيقظوا بعد الحراك".

وازداد عدد الاعتقالات بشكل كبير في تشرين الأول ومطلع تشرين الثاني، بخاصة بعد قيام الشرطة بتطويق الاف من المتظاهرين الأكثر تشددا في حرم جامعة.

لكن تتزايد المخاوف من عودة الاضطربات في حال عدم تقديم لام وبيجينغ غصن زيتون.

ومساء الأحد، دعا منظمو المسيرات المتظاهرين للعودة إلى منازلهم، ونزع أحدهم قناعه عن وجهه.

وصرخ: "تقودون المسيرات منذ 30عاما، لكن ماذا حققتم".

وأضاف: "ما زالت لدينا خطط للكثير من الأشياء التي نرغب في القيام بها من أجل هونغ كونغ".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم