الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الرغبة الجنسية لدى النساء أكبر وأشمل من رغبة الرجال متنوّعة وأكثر لباقة... فالمرأة تقول بعد والرجل كفى!

رلى معوض
A+ A-

ما هي الرغبة الجنسية عند المرأة؟ هل هي نداء غرائزي لإدامة النسل او للذة البحتة؟ ما الذي يميزها عن الرجل، وكيف تتفاعل الهورمونات في الجسد لتقود الرغبة الى فعل اللذة؟ الرغبة الجنسية من الناحية البيولوجية التطورية ترتبط ارتباطاً وثيقا بقدرتنا على التلاقي والتزاوج، وبالتالي الرغبة قد تكون متشابهة بين الأنثى والذكر، ولكن يبدو من الدراسات انها اكثر قوة وتنوعاً عند الأنثى منه عند الرجل، كما أوضح لـ"النهار" الاختصاصي في الطب النسائي والصحة الجنسية الدكتور فيصل القاق. فالرجل وان كان مدفوعاً بنشر السائل المنوي بدافع الإنجاب انما الأنثى مدفوعة اكثر لأسباب إضافية وأساسية، منها التنوع البيولوجي المرتبط بنوعية تزاوج مميزة والدافع الآخر هو الرشاقة الإنجابية التي تسعى اليها المرأة ضمن فترة محددة نتيجة قصر المدة الإنجابية في عمر المرأة ومحدوديتها ضمن الدورة الشهرية.


اما السبب الرئيسي لانتشار مقولة ان الرغبة الجنسية عند الرجل اكثر هي من اختراع المجتمع الذكوري، لأن هناك أولاً كلفة بيولوجية وتطورية باهظة كي يرعى الرجل مواليد من غير جيناته، وثانياً، ان يحد من قدرته التنافسية في التزاوج. مثلاً بعد العلاقة الجنسية يلجأ الرجل الى النوم او الاستكانة نتيجة تغيرات هورمونية في الدماغ بعد النشوة، بينما تبقى الشريكة راغبة وجاهزة لدورات اخرى واستكمال العمل الجنسي. ولذلك ارتأى المجتمع ان يحد من رغبة المرأة الجنسية بطريقتين، الزامها بالإنجاب، ووضع وصمة مجتمعية على هذا السلوك الأنثوي في حال وجوده. ولا نسعى الى القول ان رغبات المرأة جامحة وغير ذلك، إنما نريد ان نوضح ما هو الشائع وهو ان ليس لديها رغبة اما محدودة مقارنتها بالرجل. ويبقى ان نؤكد على اهتمام الاثنين بموضوع احادية العلاقات للإنجاب والقدرة للتمتع بها على جميع الأصعدة، طالما حرص الشريكان على ذلك يومياً وليس في الفالنتان.
اما الاختصاصي في الغدد الصم والهورمون الدكتور شارل صعب فأوضح ان الرغبة الجنسية هي النداء الغرائزي لإدامة النسل البشري وهي ايضاً نداء للذة البحتة. وقال انه في العالم الحيواني تتبع الرغبة الدورة الهورمونية، مثلاً عند الهررة كل ٦ اشهر. أما عند الانسان فمع التطور الذي حصل على مراحل حياته منذ آلاف السنين الى اليوم، لعبت عوامل عديدة، منها البيئية، والثقافية والدينية، دوراً حيوياً في تطور الرغبة، فأصبحت شبه دائمة طالما كان الانسان فاعلاً على الصعيدين الجسدي والنفسي. الا ان هناك عوامل خارجية تكتم هذه الرغبة وتحدها، منها التقاليد والعادات وبعض الثقافات كالحاجة فقط الى التناسل كما هو حاصل عند اتباع بعض الديانات. اما العوامل الداخلية فهي عوامل هورمونية في مفهومها الواسع، من الهورمونات التي يفرزها الدماغ مثل الـ"اوسيتوسين" والـ"اندورفين"، وهما المسؤولان عن اللذة والشعور بالراحة، مروراً بالهورمونات التي تفرز في بعض الحالات الحرجة عند المرأة كما عند الرجل كالـ"أدرينالين"، حيث تتسارع دقات القلب، ويتعرق الانسان، ويفتح بؤبؤ العين، وتزيد افرازات الـ"استروجين" الى إفرازات اخرى عديدة، وبالتالي الإفرازات المهبلية عند المرأة، والإفرازات الهورمونية الذكورية كالـ"تيستوستيرون" وهورمونات اخرى لدى الرجل تزيد من ضخ الدم في العضو الجنسي الذكري فينتصب، وبالطبع هذه العملية الهورمونية تترافق مع عوامل اخرى، مثل الإعجاب والزمان والمكان. ويشار الى ان هذه العملية هي الحالة الطبيعة المعروفة، الا أنها قد تتأثر بحوادث خارجية او عوامل نفسية او مرضية.
التحليل النفسي، كما تحدث عنه المحلل النفسي الفرنسي جاك لاكان يقول إنّ رغبة المرأة تعبر عن نفسها بطلب المزيد، بينما يكتفي الرجل بسرعة.
و يقول المحلل النفسي الدكتور شوقي عازوري ان الرغبة عند المرأة تقودها الى العلى اذ لا حدود لها ولا ضوابط، وهناك لدى المرأة رغبة الامتلاء بالعضو الذكري، ليس لفراغ اناتومي، بل نوع من إعجاب يؤدي بها الى طلب المزيد. وللأسف لا تصل غالبية النساء الى قمة اللذة لخوف عندها وعند شريكها الجنسي يدفعهما الى اللجوء للنشوة السريعة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم