الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل قلتم "الشيّاح – عين الرمّانة"؟ تتمّةٌ لا بدّ منها

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
هل قلتم "الشيّاح – عين الرمّانة"؟ تتمّةٌ لا بدّ منها
هل قلتم "الشيّاح – عين الرمّانة"؟ تتمّةٌ لا بدّ منها
A+ A-

أنهيتُ مقالي الأخير، الذي نشرته في صبيحة السابع والعشرين من تشرين الثاني 2019 هذا، بالمقطع الآتي: "هل قلتم حكومة مستقلّين؟ سَفَلَةُ هذا الزمان وهذا المكان، يردّون على شعبهم الثائر بالآتي: أمامكم، إمّا الرضوخ للأمر الواقع وإمّا محور "الشيّاح – عين الرمّانة". فاختاروا!".

عطفًا على هذا المقال، أكتب بعيد ظهر اليوم نفسه، ما يأتي:

"فَشَر".

"فَشَر" أنْ نختار، وأنْ يختار الثوّار، بين الرضوخ للأمر الواقع الذي تفرضه هذه الطبقة الحاكمة الفاسدة، وبين محور "الشيّاح – عين الرمّانة".

أمامنا، وأمام الثوّار، خياراتٌ كثيرةٌ، أوّلها رفض هذه المعادلة الرعناء، وآخرها الثورة على هذه المعادلة الرعناء.

أمامنا، وأمام الثوّار، أساليب لا حدّ لها في الرفض، وفي الثورة، وأشكالٌ، ومستوياتٌ، ومراتبُ، ومحطّاتٌ، وأوقاتٌ، وأزمنةٌ، وتوقيتاتٌ، مصعّدةٌ تصعيدًا رؤيويًّا، ومنهجيًّا، خلّاقًا.

رفضٌ وثورةٌ لانهائيّان، من أقصى الجمهوريّة إلى أقصاها.

ومن أعلاها إلى أدناها.

رفضٌ لهذه الكارثة المتمادية التي تُدعى طبقة أهل السلطة والحكم والفساد.

وثورةٌ على هذه الكارثة المتمادية التي تُدعى طبقة أهل السلطة والحكم والفساد.

وصولًا – في الوقت المناسب - إلى العصيان المدنيّ، السلميّ، العاري، الأعزل؛ نساءً ورجالًا، أطفالًا وشيوخًا، شابّاتٍ وشبّانًا؛ إضرابًا عن كلّ شيء، عن العمل في كلّ شيء، وإقفالًا للأفران والمخابز ومتاجر الموادّ الغذائيّة والمياه والمطاعم ومحطّات الوقود، وامتناعًا عن الطعام والشراب، وإنْ يكن حتّى الموت، إكرامًا للحرّيّة!

هذا كلّه، وغيره كثيرٌ (يُقال في حينه ويُعلَن في حينه)، أشرف من الرضوخ لخيار الرضوخ للأمر الواقع أو لمحور "الشيّاح – عين الرمّانة".

أكرّر: "فَشَر" أنْ نوضع، والثوّار، أمام خيارٍ كهذا الخيار.

فما حصل على "الرينغ"، وفي "مونو"، وفي ساحات اللعازاريّة والشهداء ورياض الصلح، وفي بعلبكّ، وفي صور، وفي بكفيّا، وفي طرابلس، وفي... محور الشيّاح – عين الرمّانة، وما قد يتكرّر، ويحصل في غيرها من المناطق، لن يثنينا، ولن يثني الثوّار، عن الرفض، وعن مواصلة الثورة.

وصولًا إلى أبغض الحلال: الموت شَرَفًا. إكرامًا للحرّيّة.

إعرفوا جيّدًا أنّهم فاقدو الأعصاب. متوتّرون. منفعلون. مرتبكون. "يخترعون" طرقًا باليةً، منتنةً، لاغتيال الثورة، ولشرذمة الثوّار!

إنّهم يحشرجون.

ألَا تدركون أنّهم يحشرجون؟!

سَمّوا واحدًا منهم رابط الجأش!

مَن الرابط الجأش – بينهم – الذي ترتكب جماعاته الرعناء (بمعرفته الكاملة وتحت أيديه وأسماعه وأنظاره) ما ترتكبه من أفعالٍ رعناء، بل أفعالٍ خطيرةٍ، بل أكثر من خطيرة، تستدعي إثارة النعرات والغرائز والعصبيّات الدينيّة والطائفيّة والمذهبيّة، ونصب المتاريس، واستعادة خطوط التماسّ، وإشعال نيران الفتن والاقتتالات والحروب؟!

هؤلاء السَّفَلَة ليسوا هم الذين يفرضون على الثوّار، وعلينا، الخيارات القاتلة.

الثوّار الرؤيويّون، الأحرار، المستقلّون، الأشاوس، الأنقياء، الأبطال، هؤلاء يرفعون الحرّيّة في أيديهم وقبضاتهم العارية، العزلاء، ونحن "نرضخ" للحرّيّة. فقط للحرّيّة.

إنْ هي إلّا تتمّةٌ لا بدّ منها للمقال المنشور في صبيحة السابع والعشرين من تشرين الثاني 2019 هذا. فاقتضى التنويه.

مستمرّون.

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم