الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل فعلاً يمكن البحث عن علاقات عاطفية في تطبيقات المواعدة؟

جاد محيدلي
هل فعلاً يمكن البحث عن علاقات عاطفية في تطبيقات المواعدة؟
هل فعلاً يمكن البحث عن علاقات عاطفية في تطبيقات المواعدة؟
A+ A-

تقول تطبيقات ومواقع المواعدة إنها تعتمد على البيانات التي يدلي بها المستخدم في استطلاعات الرأي واختبارات الشخصية للعثور على شريك الحياة المناسب له. لكن هذه المزاعم يصعب التحقق من صحتها لأن الخوارزميات التي تستخدمها هذه المواقع للتوفيق بين المستخدمين تخضع لحقوق الملكية الفكرية، ولا تكشف الشركات عن أسرارها لأحد. إذ يعتمد مجال المواعدة عبر الإنترنت برمته على سرية المعلومات وتطوير الخورازميات التي تتبنأ بشريك الحياة المناسب بناء على سلوكيات المستخدمين ومعلوماتهم. وقد طور بعض الباحثين خوارزمياتهم الخاصة لاختبار مدى قدرة هذه المواقع على التنبؤ بإمكانية حدوث انجذاب عاطفي بين الطرفين. وفي إحدى الدراسات طلبت سامانثا جويل، أستاذة مساعدة بجامعة ويسترن بكندا، وزملاؤها، من بعض الناس الإجابة عن أسئلة صاغتها على غرار الأسئلة التي تطرحها تطبيقات ومواقع المواعدة على المستخدمين عن صفاتهم الشخصية ومواصفات شريك الحياة المفضل.

وبعد مجموعة من اللقاءات العابرة بين شركاء الحياة المحتملين التي استغرق كل منها أربع دقائق، سأل الباحثون المشاركون عما إذا كانوا شعروا بميل عاطفي نحو أي من الأشخاص الذين واعدوهم. وجمع الباحثون المعلومات الكافية التي يمكنهم البناء عليها للتوقّع بإمكان حدوث انجذاب عاطفي بين الطرفين. إذ استطاع الباحثون أن يحددوا مدى جاذبية شريك الحياة المحتمل، استناداً إلى عدد الأشخاص الذين أعربوا عن إعجابهم به وكذلك ميول المستخدم، استناداً إلى عدد الأشخاص الذين أعرب عن إعجابه بهم، وما إن كان سلساً وواسع الأفق أو صعب الإرضاء. إلا أن جويل اكتشفت أن الخوارزميات تتنبأ بميول المستخدم وجاذبية شريك الحياة المحتمل، لكنها لا تتنبأ بمدى إمكان حدوث انجذاب عاطفي بين الطرفين. وترى جويل أن الانجذاب العاطفي ليس مجموعة للصفات الشخصية والمواصفات المفضلة التي يذكرها الشخص، فقد يذكر الشخص على سبيل المثال أنه يفضل شريك حياة خفيف الظل وقد يذكر أحد المستخدمين أنه خفيف الظل، لكن تقدير خفة الظل يختلف من شخص لآخر، وكذلك الجمال والثقافة.

وفي إحدى الدراسات التي أجرتها جويل، سأل الباحثون عن المواصفات المنفرة التي قد تجعلهم يصرفون النظر تماماً عن شريك الحياة المحتمل، مثل التدخين أو التدين. وبعد فترة، أنشأ الطلاب صفحات للمواعدة واختير بناء عليها شركاء الحياة المحتملين. وبعد أن عرض الباحثون على المشاركين ترتيب موعد مع شركاء الحياة المحتملين، كشفوا لهم عن معلومات إضافية عنهم، تضمنت صفتين على الأقل من الصفات المنفرة التي لا يقبلونها في شريك الحياة. وذكر الباحثون أن 74% من المشاركين تغاضوا عن عيوب شركاء الحياة المحتملين بعد أن اتفقوا على مواعدتهم. فعندما تتاح لنا فرصة جدية لمقابلة شخص أبدى إعجاباً بنا، قد نتحلى بالمرونة ونغض الطرف عن عيوبه. وتقول جويل إن العيوب كثيرا ما تظهر في اللقاء الأول أو الثاني أو الخامس، وقد لا تكتشف أن الشخص مدخن أو أنه يتصف بخصلة مستهجنة إلا عندما تلتقيه وجها لوجه أو بعد عدة لقاءات. فنحن نميل إلى إخفاء خصالنا البشعة في اللقاء الأول.

وتقول راتشيل لويد، خبيرة العلاقات بشركة "إي هارموني": "نحن نبحث عن القيم الأساسية للمستخدمين، ونحاول بناء عليها التوفيق بين الأشخاص ذوي الخصال المتشابهة. وأثبت أبحاث عدة أنه كلما زادت الصفات المشتركة بين الشخصين، زادت فرص نجاح العلاقة بينهما". كما حلل باحثون من جامعة أكسفورد بيانات المشتركين في تطبيق "إي هارموني" البالغ عددهم 150 ألف مشترك، واستعانوا بنتائج أبحاث جويل عن العيوب غير المقبولة في شريك الحياة. وخلص البحث إلى أن الأشخاص كانوا أقل اكتراثاً بالتدخين واحتساء الخمر مما يتوقعون. وتقول جويل إن العلاقات طويلة الأجل التي تزعم مواقع المواعدة عبر الإنترنت أنها تحاول بناءها، تتطلب تتبع الناس لسنوات طويلة لجمع معلومات عنهم. والمشكلة أيضا أننا نعجز عن تحديد المواصفات التي نريدها في شريك الحياة، أو التي تجذبنا إليه أو تجعلنا نقع في حبه، ولذلك، فإن العثور على العلاقات العاطفية لا يجب بالضرورة أن يكون عبر التطبيقات المواعدة، لا بل حتى إن هذه التطبيقات لا تقدم لك أي شيء عاطفي، بل هي فقط تعرّف شخصين على بعضهما البعض كأي تطبيق آخر في مواقع التواصل الاجتماعي، فالانجذاب العاطفي لشريك الحياة المحتمل لا يمكن التنبؤ به مسبقاً عبر مجموعة صفات أو ما دمنا لم نتحدث إليه أو نقابله.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم