الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل تدخل الصين على خطّ أزمة مفاوضات سدّ النهضة؟

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسر خليل
هل تدخل الصين على خطّ أزمة مفاوضات سدّ النهضة؟
هل تدخل الصين على خطّ أزمة مفاوضات سدّ النهضة؟
A+ A-
وتقول التقارير إن بيجينغ وافقت على الطرح الإثيوبي الذي يقترح إشراكها كمراقب دولي محايد، على اعتبار أنها تتمتع بعلاقات جيدة من دول المنبع والمصبّ، ويصعب على القاهرة، بشكل خاص، رفض انضمامها للمحادثات كطرف دولي جديد.

وتشير التقارير إلى أن دخول الصين على خط الأزمة، قد يكون الهدف منه عرقلة المفاوضات وليس حلّ المشكلات القائمة، والمتعلقة بشكل أساسي، بسنوات ملء خزان السد خلال 6 سنوات، ما قد يؤثر على حصة مصر المائية من مياه نهر النيل، وينقلها إلى مرحلة الشحّ المائي الشديد.

أميركا لن تقبل

يقول الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة السودان ووادي النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية لـ"النهار": "أتصور أن الولايات المتحدة لن تقبل بهذا المسعى إن وُجد، من الأساس، لأنها لن تمنح الصين نفوذاً مجانياً في هذه المسألة على حساب صورة واشنطن في المنطقة وفي إفريقيا بشكل عام".

ويضيف رسلان: "لا ننسى أن التدخل الأميركي لم يكتسب زخماً إلا بعد إعلان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أنه مستعد للوساطة، لو وافقت الأطراف. كما أن الصين في إستراتيجيتها الحالية بإفريقيا بشكل عام تبتعد تماماً عن لعب أدوار سياسية، وتركز تماماً على المدخل التنموي والاقتصادي، ولا تشغل نفسها بالقضايا أو الأزمات الداخلية في دول القارة السمراء".

ويرى الخبير في الشؤون الإفريقية أنه "لم يطرأ جديد في هذا الأمر كي يجعل الصين تنخرط في مثل هذه الوساطة الحساسة، تالياً، أتصور أن التقارير الصحافية المنشورة حول هذا الأمر ما هي إلا أحاديث تمّت صياغتها في صورة إخبارية".

آبي أحمد والمعارضة

يرى الدكتور محمد عز الدين، رئيس مؤسسة النيل للدراسات الإفريقية، "أن الصين أكثر ذكاء من أن تدخل في هذه الأزمة، فهي تتمتع بعلاقات جيدة مع إثيوبيا، ولديها علاقات قوية بمصر، لذا فإنها لن تقدم على هذه الخطوة الشائكة، إنها تركّز بشكل أكبر على تعاملاتها التجارية ومصالحها الاقتصادية".

ويشير عز الدين إلى "أن الأزمة كانت قد بدأت تتحلحل بعد اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وظهرت من خلاله حسن النوايا بين الطرفين".

وحول الضغوط التي يواجهها رئيس الحكومة الإثيوبية، واستغلال المعارضة لمشروع سدّ النهضة في الضغط عليه، قال الباحث رئيس مؤسسة النيل: "إن المعارضة تستغل التأخر الذي شهده المشروع منذ تولي آبي أحمد مقاليد السلطة، لكنه ليس الرقم الوحيد في المعادلة، فهناك الكثير من الضغوط التي تمارس ضده".

"رئيس الوزراء الإثيوبي يواجه احتجاجات كبيرة، لا سيما من قوميته، الأورومو، لكن في الأيام المقبلة سوف تحدث تغيرات مهمة، بعد إعلان الناشط السياسي محمد جوهر نيته الترشح في الانتخابات المقبلة، ومحاولة اعتقاله، ما فجر التظاهرات في أكثر من إقليم، ومقتل قرابة 70 شخصاً خلال هذه الاحتجاجات، كل هذه عوامل ضاغطة على آبي أحمد وقد تساهم في التأثير على معادلة السدّ والأوضاع داخل إثيوبيا بشكل عام".

"الحقوق المائية"

وتشكل أزمة سدّ النهضة في مصر قصة محورية، وقال السيسي في أعقاب تعثر مفاوضات جرت بين وزراء الريّ بالدول الثلاث في القاهرة، شهر تشرين الأول الماضي: "إن الدولة المصرية بكل مؤسساتها مُلتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية في مياه النيل، ومستمرة في اتخاذ ما يلزم من إجراءات على الصعيد السياسي وفي إطار محددات القانون الدولي لحماية هذه الحقوق، وسيظل النيل الخالد يجري بقوة رابطًا الجنوب بالشمال برباط التاريخ والجغرافيا".

وتبلغ حصة مصر من مياه نهر النيل 55 مليار متر مكعب سنوياً، وإذا نفّذت أديس أبابا خططها لملء خزان السد خلال 6 سنوات، فسوف تنخفض هذه الحصة بمقدار 12 مليار متر مكعب، وهو ما قد ينقل مصر من درجة الندرة المائية إلى حدّ الشحّ المائي الشديد، فمياه النهر تشكل قرابة 90% من مصادرها المائية.

ويسعى المصريون لإقناع الإثيوبيين بزيادة سنوات ملأ الخزان إلى ما بين 8 و10 سنوات كي لا تتأثر حصتهم من المياه، ويقول خبراء إن قرابة مليون فدان من الأراضي الزراعية المصرية قد تتأثر سلباً وتتعرض للبوار إذا نفّذت أديس أبابا مخططها في تعبئة السد.

وإذا حدث ذلك فإن الأمر سوف يتجاوز شح المياه إلى الغذاء الذي تستورد مصر نسبة كبيرة منه من الخارج في الوقت الراهن، وقد تتزايد الأزمة حدة في السنوات المقبلة، إذ من المتوقع أن يرتفع عدد السكان المصريين من 100 مليون نسمة حالياً إلى قرابة 120 مليوناً بحلول العام 2050.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم