السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

فؤوس أعدمت حرج الصنوبر بين أيطو وكرم سدّة والماعز أكملت...

طوني فرنجية
A+ A-

كلما اشتد الصقيع والبرد دفعت الاحراج والغابات الثمن باهظاً. فالتدفئة على الحطب لا تزال الأقل كلفة هذه الأيام، وخصوصاً اذا كان الحطابون أصحاب البيوت الذين في امكانهم التوجه الى الاحراج ساعة يريدون وكلما احتاجوا الى الحطب، وهم يعملون بعيداً من الاعين من دون اي خوف، وخصوصاً ان الرقابة معدومة اصلاً.


وصلت المناشير والفؤوس في الايام الماضية الى حرج الصنوبر الممتد بين ايطو وكرم سدة، نزولاً حتى سرعل في قضاء زغرتا – الزاوية، وبلغت اماكن كانت تعتبر في نظر البعض "بكراً او عذراء" لم تمتد اليها يد الغدر بعد. لكن المفاجاة كانت كبيرة، وخصوصاً ان الحطابين ليسوا وحدهم الغزاة، بل ان قطعان الماعز فاجأت المتوغلين في الحرج للوقوف على ما فيه من ازاهير واعشاب واشجار وبراعم تفتحت قبل الاوان جراء "صيفية الشتاء".
سعيد قبشي من فريق "اهدن ادفانتشرز" احد الناشطين البئيين الذين ذهلوا لهول الكارثة، فجع من المنظر الذي رآه، "الماعز تسرح وسط الحرج وكلما توغلنا في داخله كنا نشاهد جذور الاشجار التي قطعت والاغصان الصغيرة الى جانب الجذوع مرمية على الارض. وتبين لنا من خلال الجولة ان الاغارة على الحرج لم تتم دفعة واحدة بل على مراحل عدة وانها مستمرة". وأضاف: "قطعان الماعز لم تترك وراءها لا اخضر ولا يابساً، وهذه الحال أفاد منها الرعاة في مثل هذه الفترة من السنة بسبب الصحو وتغيرات المناخ. لذا نناشد الجميع الوعي والمحافظة على الاخضر، وخصوصاً ان الحرج في قسم كبير منه كان تعرض لحريق كبير، وتعمل البلديات حالياً بالتعاون مع الناشطين البيئيين والجممعيات على اعادة التحريج، علماً ان الرعي اكبر عدو للغرسات الجديدة".
هي حال ليست فريدة، لكن استشراءها امر خطير، وخصوصاً ان الصقيع يشتد وان الرعاة يعتبرون الرعي يخفف عنهم أكلاف العلف.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم