الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بالتفاصيل والأرقام... كواليس العرض المدني وكلفته

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
بالتفاصيل والأرقام... كواليس العرض المدني وكلفته
بالتفاصيل والأرقام... كواليس العرض المدني وكلفته
A+ A-

بعد 44 سنة على اندلاع الحرب في لبنان و30 سنة من التنافس السياسي الذي أودى بالبلاد إلى شفير الإفلاس، استفاق الشعب في تشرين الأول 2019 وتوحّد حول مطالب محقّة أعادت مفاهيم المواطنة الجامعة في ظلّ العلم اللبناني من دون سواه.

في ذكرى الاستقلال الـ 76 اتجهت الأنظار تارّة إلى اليرزة حيث الجيش الأمين والمؤتمن على حماية البلاد وطوراً نحو بيروت حيث المدنيّون ينشدون الحياة ويتّحدون في عرض تاريخي يجمع أطياف المجتمع بكافة فئاته.

في ساحة الشهداء الصورة راقية تتجلّى بأبهى حللها وتدهش الداخل وبلاد الإغتراب، فينهال بعض الممتعضين باتّهامات يصوّبونها على العرض المدني، ملمّحين إلى التمويل والتعبئة وافتعال حريق رمز الثورة بالرغم من الكشف عن هويّة الفاعل.


تواصلت "النهار" مع سامي صعب صاحب شركة Phenomena للإعلانات وهو أحد المنظمين لدخول كواليس التحضيرات ليوم الاستقلال، فشرح كيف نشأت الفكرة وكيف نظّم الاحتفال. يروي أنه ضمن مجموعة في "واتساب" مؤلّفة من رجال أعمال ثوّار يؤدون واجباتهم المدنية. اقترح عليهم فكرة العرض في يوم الاستقلال ولاقت الترحيب. وحين عَلِمَ أنّ Women in Front لديها رؤية مشابهة تواصل معها فعرضوا سويّاً المشروع على مجموعات أخرى لديها مقترحاتها. وَحَّدَ الجميع جهوده حول "العرض المدني" وتعاونوا فأقاموا التجهيزات في ثلاثة أيّام. يسردُ: "لم تتمكّن الفِرَق من التمرين للعرض يوم الخميس 21 تشرين الثاني لأنّه يوم عمل، فتَقَرَّر اللقاء يوم الحدث بين الساعة 12 ظهراً والثانية بعد الظهر". عمليّاً، ساهمت المجموعات بحسب اختصاصاتها في الإعداد وأطلقت مبادرات مختلفة "تمّ التعاون بفرح وشغف وبقناعة ممّا أتى بالنجاح".


بُنِيَ العرض على أفواج المجتمع اللبناني بغية تسليط الضوء على غناه بقطاعاته واختصاصاته وطاقاته البشريّة. فيَعتَبِرُ صعب أنّ الرسالة للسلطة كانت واضحة إذ أنّها على مدى 30 سنة لم تقدّم لللبنانيين نموذجاً واحداً ناجحاً "أمّا نحن الذين يعتبروننا ثوّاراً أو عفويين أو فوضويّين، فقادرون أن نصنع أعمالاً رائعة". يُضيف: "نظّمنا لكنّنا تركنا مجالاً للعفويّة، فالناس بحاجة للتعبير ولقد أبدعوا. لم تكن الفكرة لتنجح لولا مشاركتهم وحماسهم وتضامنهم. كنّا قد خططنا أن يسير المشاركون ضمن مربعات منظّمة تضمّ كلّ منها 75 شخصاً غير أنّ الأعداد أتت مضاعفة".

يعلّق صعب مُعِدّ حَمَلات التيار الإعلانيّة في 2009 على تقرير الـOTV الذي يزعم أنّ تكلفة الحدث لامست المئة ألف دولار، قائلاً: "ربما لا تدري المحطة أنّ الشعب العظيم قادرٌ على تمويل نفسه بنفسه"، مشيراً إلى أنّ المصاريف بَلَغَت 11.665.000 ليرة لبنانية توزّعت بين 50 طير حمام وأعلام الأفواج والصوتيات والضوئيات والفرقة الموسيقية والحواجز الحديد والأعلام اللبنانية العملاقة. التقديمات كثيرة، منها من Auto Khaled والقيّمين على الـTV mapping والـDJ الذين تطوّعوا لإحياء الاحتفال. حرصاً على الشفافية، أعَدّ مع سائر المنظمين وثائقيّاً حول كلفة العرض المدني لإبرازه للرأي العام. فما يقومون به إنّما هو لأولادهم ولإعطاء أجمل صورة عن لبنان. الأفواج أحضرت قمصانها، طناجرها، أكسسواراتها، شعاراتها، زيّها... والناس أتوا إلى الساحة من تلقاء أنفسهم رافعين أعلامهم اللبنانية ولم تُحجَز لهم الباصات. تألّفت مجموعات الأفواج في تطبيق "واتساب" وقام صعب من ناحيته بتصميم وطباعة رموز الأفواج مع اختصاصيين. يعبّر: "لم أر مشاركة مماثلة من قبل. كانت الناس تبكي وأنا رأيت الدموع في عيونهم؛ يبتسمون بالرغم من أنّ البعض منهم لن يتقاضى راتِبه آخر الشهر. شعروا للمرة الأولى بالاستقلال وشاركوا به".


ويشكر صعب كلّ من عمل معه من ميرنا سابا وسمير صليبا وجويل أبو فرحات ووائل حمدان والناس الذين تعرّف إليهم وسهر وتعب معهم للتنظيم، خاتماً: "اتّفق الجميع على هدف واحد فنجح العرض. ليتَ السلطة تتعلّم أنّه لو أجمعت على هدف واحد لنَجَحَت. من هنا نطالب بحكومة اختصاصيّين مستقلّة تحبّ بلدها فتنجح بأعمالها".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم