الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مذكرة الابرهيمي للوفدين السوريين في محادثات جنيف\r\n

المصدر: "رويترز"
A+ A-

سلم المبعوث الدولي الى سوريا الأخضر الابرهيمي مذكرة للوفدين الحكومي والمعارضة خلال الجولة الثانية للمفاوضات التي استؤنفت اليوم. 


في ما يلي نص المذكرة الصادرة عن الابرهيمي في السابع من شباط: 


"الأمل كبير أن تكون الجولة الثانية من المفاوضات الدائرة في إطار مؤتمر جنيف 2 ابتداء من يوم الاثنين المقبل (اليوم) مثمرة بما يخدم مصلحة الشعب السوري ويساهم في رفع المعاناة التي يتألم منها ويوقف العنف بجميع أشكاله ويفتح المجال لبناء سوريا الجديدة التي يتطلع لها الشعب السوري بجميع أطيافه.
وتتضمن هذه المذكرة بعض الأفكار يستخلص منها جدول للاعمال خلال الاسبوع المقبل كما تتضمن بعض الاقتراحات الخاصة تنظيم الاجتماعات. والأمل أن يساعد ذلك على تحصيل الفائدة الممكنة منها آخذين بعين الاعتبار ما أمكن استخلاصه من الدورة الماضية.
مبادئ  بيان جنيف 1
وأكدت الجولة الأولى على تواضع انجازاتها أن مؤتمر جنيف 2 قائم أساسا على بيان جنيف الصادر في 30/ 06/ 2012 ويهدف إلى تطبيق بنوده كلها سعيا لانهاء الأزمة السورية وإعادة السلم والاستقرار إلى سوريا وجميع أبنائها.
ويحتوي بيان جنيف على عدد من المبادئ الاساسية والبديهية التي لا يختلف عليها اثنان في سوريا وهي مستلهمة في معظمها من روح ميثاق الامم المتحدة إن لم تكن من نصه. وهذه المبادئ تشكل القاعدة الصلبة التي ستستند إليها المفاوضات بين الطرفين السوريين وهي:
1) وحدة سوريا شعبا وأرضا.
2) احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها ويشمل ذلك نبذ التدخلات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة.
3) مستقبل سوريا يحدده الشعب السوري وحده.
4) التوصل إلى وقف جميع أشكال العنف بما يشمل نبذ الإرهاب ومكافحته.
5) العمل على خلق جو يوفر الأمن والأمان للجميع ويحقق الاستقرار والهدوء في كل أنحاء سوريا.
6) الكرامة حق لكل انسان وكذلك تأمين الحماية لجميع أطياف الشعب السوري بعيدا عن الثأر من أي فرد أو جماعة وتقديم يد العون والاغاثة لكل من يحتاج إليها دون تمييز كما يتم بذل كل الجهود من أجل الافراج عن كل المعتقلين والمحتجزين والمخطوفين والبحث في مصير المفقودين.
7) استمرارية مؤسسات الدولة وتطمين العاملين فيها والمحافظة على الخدمات العامة وضمان مواصلة تقديمها للناس تحت قيادات تبعث على الثقة.
بالاضافة إلى ما سبق فإن بيان جنيف يشير أيضا إلى بعض السمات المتصلة بالرؤية الشاملة الخاصة بمستقبل سوريا والتي ستنعكس في الاتفاق النهائي الذي سيصدر في هذا المجهود:
1) أن تكون الدولة ديمقراطية وتعددية حقا تفتح المجال واسعا لكل التيارات السياسية وتمكن كل الاطراف من التنافس النزيه والعادل والمتساوي في أي عملية انتخابية.
2) الالتزام بمبادئ حقوق الانسان.
3) مساءلة من هم في الحكم.
4) سيادة القانون واحترام المواثيق والقوانين الدولية.
5) أن يتمتع كل فرد بفرص متساوية.
6) نبذ الطائفية والتمييز بين الناس على أسس عرقية أو دينية أو لغوية أو أي أسس أخرى.
7) تطمين الطوائف الصغيرة أن حقوقها ستكون مصانة.
8) المصالحة الوطنية والصفح والعدالة الانتقالية.
والمسألة الرئيسية في هذه المفاوضات هي كيف يتمكن السوريون المشتركون في هذا الجهد من التوصل إلى حل نهائي للازمة السورية بالاعتماد على المباديء الاساسية والرؤية المستقبلية المشار إليها أعلاه والبنود الاتية هي الأخرى من الامور التي لايصعب الاتفاق حولها:
1) الهدف هو التوصل إلى اتفاق سياسي من خلال تنفيذ بيان جنيف.
2) تنفيذ جميع الخطوات المنصوص عليها في بيان جنيف 1 ومنها انشاء هيئة الحكم الانتقالية وتزويدها بجميع الصلاحيات التنفيذية وانهاء العنف بأشكالة والحوار الوطني والمصالحة الوطنية والاجراءات الدستورية والموافقة عليها.
3) ويتم ذلك كله حسب جدول زمني محكم.
4) العمل على خلق جو مناسب للتوصل إلى حل سياسي في أقرب وقت ممكن.
5) وذلك كله من خلال عملية يقودها السوريون أنفسهم.
6) ضمان مساهمة فعلية للمرأة في جميع مراحل العملية السياسية.
ويتضح مما سبق أن هناك أرضية واسعة يمكن الارتكاز عليها والانطلاق منها إلى المواضيع الرئيسية في البيان وهي كما تأكد أثناء الحديث الذي جرى في الجولة الأولى:
1) الاتفاق بشأن هيئة الحكم الانتقالية وتحديد صلاحياتها الكاملة وتعيين أعضائها والبحث فيما يلزم من تحضيرات واجراءات من أجل تمكينها من أداء مهامها والاشراف على الخطوات التالية أثناء المرحلة الانتقالية.
2) وضع حد للعنف بكافة أشكاله بما في ذلك ما يلزم من أجل محاربة الارهاب والقضاء على جميع مظاهره.
ولا شك أن الشعب السوري قد نفد صبره وهو ينتظر نهاية العنف ومظاهره الفتاكة التي تنهال عليه في شكل صواريخ وقنابل وسيارات مفخخة بل وسلاح كيماوي فقضى ما يزيد عن مئة ألف بكثير من أبنائه وتحطمت منازلهم وعم الخراب مدنهم وقراهم وهجر الملايين منهم ودمرت مستشفياتهم ومدارس أولادهم بل وأصاب الدمار حتى ماضيهم المجيد فهدمت المساجد والكنائس العتيقة وتعرضت آثارهم للتدمير والسرقة.
فهل يتمكن الطرفان القادمان إلى جنيف ابتداء من يوم 10 شباط المقبل من المساهمة ولو بالشيء القليل في تخفيف مظاهر العنف بوقف استعمال بعض أنواع الاسلحة والتوصل إلى وقف القتال في بعض الاماكن ولو لمدة قليلة وفتح الطرق أمام قوافل الاغاثة إلى كل محتاج خاصة في الاماكن المحاصرة؟
ومهما يكن من أمر فلن يتم التوصل إلى وقف شامل للعنف إلا في إطار الاتفاق الشامل الذي يتطلع إليه الشعب السوري كله والأمل كل الأمل أن تكون اجتماعات جنيف هذه خطوات ثابتة نحو ذلك الهدف. وتجدر الاشارة هنا إلى قائمة الاسئلة الخاصة بموضوع العنف والارهاب التي وزعت على الوفدين أثناء الجولة الأولى والتي تتطلب المزيد من النقاش.
أما عن هيئة الحكم الانتقالية فقائمة الاسئلة التي وزعت على الوفدين المرة الماضية صالحة هي الاخرى لمواصلة الحديث حولها في هذه الجولة الثانية. وإنني لأدرك تمام الادراك أن موضوعي إقامة هيئة الحكم الانتقالية وإنهاء العنف ومحاربة الارهاب هما أهم الموضوعات التي يجب معالجتها من أجل تطبيق بيان جنيف تطبيقا كاملا كما أن الموضوعين هما أكثر الموضوعات تعقيدا وحساسية وستتطلب معالجة كل من الموضوعين جلسات عدة ومناقشات طويلة.
غير أن مستقبل هذه العملية السياسية وإمكانية انجاحها يتطلبان اعلانا واضحا من البداية أن لدى الطرفين الارادة السياسية الكاملة والقوية للتعامل مع هاتين القضيتين بما يتطلبه الامر من شجاعة واصرار ومثابرة وانفتاح من أجل التوصل إلى الحلول الناجة لكل المسائل مهما كانت معقدة وشائكة.
يبقى سؤال أخير: من الأهم ولمن الأولوية: انهاء العنف ومحاربة الارهاب أم اقامة هيئة الحكم الانتقالية؟ لاشك أن أي تقدم نحو إنهاء العنف أو أي تقدم في محاربة الارهاب من شأنهما أن يساعدا على خلق الجو المناسب للتقدم في تحقيق التوافق المطلوب حول هيئة الحكم الانتقالية.
ومن الناحية الأخرى فلا شك أيضا أن التقدم في تحقيق التفاهم اللازم حول هيئة الحكم الانتقالية سيساعد في التقليل من العنف ثم انهائه وكذلك التعاون في محاربة الارهاب ومن هنا أهمية التعامل مع الموضوعين بالتوازي.
وبالاضافة إلى هذين الموضوعين الهامين يمكن النظر في بندين آخرين أثناء الجولة الثانية وهما:
1) مؤسسات الدولة بين الاستمرارية والتغيير
فمن ناحية يتم النظر في طبيعة العلاقة بين هيئة الحكم الانتقالية ومؤسسات الدولة الأساسية الاخرى ومن ناحية أخرى ينظر الطرفان فيما تحتاجه تلك المؤسسات من اصلاح وتغيير وما يلزم اتخاذه من خطوات واجراءات لضمان استمرار عمل مؤسسات الدولة وتمكينها من مواصلة أو استئناف تقديم خدماتها للناس في إطار البيئة الناشئة عن الاتفاق الذي يؤمل أن يتم التوصل اليه في جنيف.
2) الحوار الوطني والمصالحة الوطنية:
يتطلع الشعب السوري بنخبه وتنظيمات المجتمع المدني فيه وعامة الناس إلى مؤتمر جنيف وما سيتحقق لهم من جراء اجتماعات الطرفين السوريين. كما يريد الكثيرون ومنهم والمرأة والشباب والمثقفون أن تسمع آراؤهم فيما يخص مستقبل بلادهم.
... جدول الاعمال المقترح:
- انهاء العنف ومحاربة الارهاب.
- إقامة هيئة الحكم الانتقالية.
- مؤسسات الدولة بين الاستمرارية والتغيير.
- الحوار الوطني والمصالحة الوطنية.
أسلوب العمل في لقاءات الجولة الثانية:
لم ينتج عن الجلسات العامة أثناء الجولة الأولى نتيجة تذكر ولذا فلعله يكون من الافضل هذه المرة أن تنظم اجتماعات منفردة يكون الاول على الساعة العاشرة مع وفد المعارضة والثاني على الساعة الحادية عشرة والنصف مع الوفد الحكومي. ولعله من الأفضل تأخير الجلسات العامة إلى اليوم الثاني أو الثالث على أمل أن تنتج الجلسات المنفردة بعض النتائج الايجابية. كذلك يمكن أن يزور الممثل الخاص المشترك رئيس كل من الوفدين مساء يوم الأحد للاتفاق على التفاصيل الاجرائية وغيرها.
وفي الختام فالأمل كبير أن تجرى الحوارات خلال الاجتماعات المقبلة في أجواء يسودها الاحترام المتبادل والاستعداد للاستماع للرأي الآخر وتجنب الاتهامات".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم