الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"ديبلوماسيّة الأصهار الثلاثة" تشكِّل القناة الخلفيّة لعلاقة ترامب بأردوغان

"ديبلوماسيّة الأصهار الثلاثة" تشكِّل القناة الخلفيّة لعلاقة ترامب بأردوغان
"ديبلوماسيّة الأصهار الثلاثة" تشكِّل القناة الخلفيّة لعلاقة ترامب بأردوغان
A+ A-

ألقى الكاتبان ديفيد دي. كيركباتريك وإريك ليبتون ضوءاً على الخفايا التي تتحكم بعلاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتركيا، فقالا إن الموقف المتكيف الذي يتبناه سيد البيت الأبيض حيال تركيا، يكمن في قناة خلفية غير عادية تتمثل في ثلاثة من أصهاره اقترنوا بالسلطة وهم يضطلعون الآن بأدوارٍ رئيسية في ربط أنقرة بواشنطن.

أحدهم، هو وزير المال التركي بيرات ألبيرق، صهر رجل تركيا القوي الرئيس رجب طيب أردوغان، والذي يشرف على علاقة تركيا بالولايات المتحدة. والآخر، هو محمد علي يالجينداغ صهر رجل أعمال تركي بات شريكاً لـ"منظمة ترامب"، ويعمل الآن على تعزيز صورة تركيا لدى إدارة ترامب. والثالث، هو جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره البارز، والذي يملك صلاحيات غامضة وواسعة في الوقت نفسه في ما يتعلق بالسياسة الخارجية.

وقد طور الثلاثة، سواء فردياً أو بالتنسيق، خط اتصال غير رسمي للعلاقة بين ترامب وأردوغان، الذي زار البيت الأبيض الاربعاء، بعد أسابيع من التوغل العسكري التركي في شمال سوريا. ووقت تعرض ترامب لانتقادات من الحزبين في الكونغرس بسبب سلسلة من المواقف المؤيدة لأردوغان، أظهرت العلاقات بين الرجال الثلاثة كيف أن العلاقات غير الرسمية وغير المرئية بين الرئيسين، قد ساهمت في تشكل السياسة الأميركية في منطقة متقلبة من العالم.

وذكّر الكاتبان كيف أن أردوغان توقع في مقابلة تلفزيونية في وقت سابق من هذه السنة، أن يعيد الحوار بين صهره ألبيرق وكوشنر العلاقات المضطربة بين واشنطن وأنقرة "الى المسار" قريباً. ويطلق ألبيرق على عمله مع كوشنر صفة "الديبلوماسية الخلفية".

وفي ما يتعلق بصفقة الصواريخ الروسية، والعقوبات المصرفية وشؤونٍ أخرى، اختار أردوغان كلاً من ألبيرق والشريك التركي لترامب في أعماله محمد علي يالجينداغ، مبعوثين إلى الإدارة الأميركية، واحياناً من طريق كوشنر، وذلك استناداً إلى مسؤولين أتراك وتسجيلات عامة. وعلى سبيل المثال، جاء ألبيرق إلى واشنطن لحضور مؤتمر نظمه يالجينداغ في "فندق ترامب الدولي". وفي خضم هذا الحدث دعا كوشنر ألبيرق إلى اجتماع طارئ في المكتب البيضوي، حيث نجح صهر أردوغان في إقناع ترامب بإرجاء العقوبات الأميركية على تركيا لشرائها صواريخ أرض-جو روسية من طراز "إس - 400".

ورأى الكاتبان أن ترامب وأردوغان يفضلان العلاقات العائلية والتجارية كقنوات حلفية، كما يقول مستشارون لأردوغان، ويعود ذلك في جزء منه إلى الشكوك التي تراودهما في الوكالات الحكومية التي يعتقدان أنها تتآمر عليهما. وتعبير "الدولة العميقة" صدر أول الأمر في تركيا منذ عقود، وقبل أن يبدأ مؤيدو ترامب بترداده في الولايات المتحدة. ويقول مستشارو أردوغان إن الرئيس التركي هو من لفت ترامب إلى أن الرجلين يخوضان كفاحاً مشتركاً ضد قوى متمترسة في حكومتي بلديهما.

ونقلا عن إريك إيدلمان الذي سبق له أن تولى منصب وكيل وزارة الدفاع في عهد الرئيس جورج دبليو بوش "أن ترامب يستبدل العلاقات الرسمية بين الدول في حالات كثيرة بعلاقات صداقة عائلية أو بعلاقات حميمية". وأضاف: "من المؤكد أن أردوغان يفضل هذا النوع من العلاقات، ذلك أنه هو نفسه يدير نظاماً رأسمالياً بواسطة مقربين منه... لكن هذا ما يجب أن يكون مصدر قلق لكل الأميركيين".

وتعود علاقات ترامب بتركيا، بحسب الكاتبين، إلى أكثر من عقد، إذ بدأت بدعوة من يالجينداغ لتنفيذ مشاريع في اسطنبول. وكان والد زوجة يالجينداغ، أيدين دوغان، يخطط لبناء ناطحتي سحاب ومركز تجاري. وأقنعه يالجينداغ، بان الشركة العائلية يجب أن تعثر على شريك عالمي. وفاوض يالجينداغ على استخدام اسم "سي إن إن تورك" على شبكة التلفزيون العائدة إلى العائلة، وسافر إلى نيويورك لإقناع ترامب باستعارة اسمه لناطحتي السحاب. ودشّنت الناطحتان عام 2012 باسم "برجا ترامب في اسطنبول"، بعدما دفع رسم استئجار الإسم والذي تراوح بين خمسة ملايين وعشرة ملايين دولار في السنة الأولى، ليتدنى بعد ذلك إلى ما بين مئة ألف ومليون دولار في السنوات التالية، وذلك وفقاً لما تضمنته السجلات المالية لترامب.

وأفاد الكاتبان أن ترامب، عندما كان يتعرض لانتقادات داخلية قوية بسبب سياساته حيال تركيا، ولا سيما في ما يتعلق بالتخلي عن أكراد سوريا وصفقة الصواريخ الروسية، هدد في لحظة ما بـ"تدمير" الاقتصاد التركي، ثم أعلن عن حزمة عقوبات ما لبث أن تراجع عنها، وأخيراً دعا أردوغان إلى البيت الأبيض. ووجهت وزارة العدل اتهامات جنائية إلى "بنك هال" التركي. لكن وزارة الخزانة لم تفرض عقوبات عليه. وعندما وصل أردوغان إلى الولايات المتحدة الاربعاء كان صهره برفقته، في حين أن يالجينداغ سبقهما إليها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم