اشترِك في نشرتنا الإخبارية
قتل أربعة متظاهرين أمس بقنابل الغاز المسيل للدموع في بغداد، حيث تواصل قوى الأمن قمع موجة احتجاجات على رغم الضغوط السياسية والديبلوماسية لوضع حد لأزمة اجتماعية تعد الأكبر في البلاد منذ سقوط نظام الرئيس السابق الراحل صدام حسين.
وباتت بغداد أشبه بساحة معركة، وسط أزيز الرصاص الحي ودوي قنابل الغاز المسيل للدموع الذي يكون أحياناً بلون بنفسجي أو أخضر أو برتقالي.
ولا يزال جنوب البلاد ذو الغالبية الشيعية مصاباً أيضاً بشلل جزئي جراء حركة واسعة من العصيان المدني.
وبدأت الأمم المتحدة هذا الأسبوع وساطة لإخراج البلاد من دوامة العنف. وتشكو شريحة من العراقيين بينهم سياسيون من سيطرة إيران على مفاصل القرار التي أرست اتفاقاً يبقي السلطة وينهي الاحتجاجات "بكل الوسائل المتاحة".
وتدعو المنظمات الحقوقية قوى الأمن إلى وقف استخدام هذا النوع "غير المسبوق" من قنابل الغاز المسيل للدموع التي يبلغ وزنها عشرة أضعاف وزن العبوات العادية وتخترق جماجم المتظاهرين.
وقال أحد المتظاهرين: "ألم تقل لهم المرجعية ألا يستخدموا الرصاص الحي؟"، في إشارة الى دعوة المرجع الديني الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني إلى الحفاظ على "السلمية".
وطرحت الأمم المتحدة عبر رئيسة بعثتها في العراق جانين هينيس-بلاسخارت خريطة طريق حظيت بموافقة السيستاني، مقسمة على مراحل، تدعو إلى وضع حد فوري للعنف، والقيام بإصلاحات ذات طابع انتخابي، واتخاذ تدابير لمكافحة الفساد في غضون أسبوعين، تتبعها تعديلات دستورية وتشريعات بنيوية في غضون ثلاثة أشهر.
ولإيصال أصواتهم، أعاد المتظاهرون الخميس اقفال المدارس ومعظم الإدارات الرسمية في الحلة والديوانية والكوت في الجنوب.
وفي الناصرية، فرض منع للتجول في منطقة الغراف بشمال المدينة، ونشرت تعزيزات أمنية للسيطرة على الأوضاع.
وفي مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة، أقفل التجار محالهم في السوق القديمة المتاخمة لمقام الإمام علي الذي يزوره ملايين الشيعة سنوياً.
