الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عزلة مشاعر

المصدر: النهار
نورهان البطريق
عزلة مشاعر
عزلة مشاعر
A+ A-

أحياناً، لا ننعزل عن أشخاص، إنما عن تلك المشاعر التي نكنّها لهم ولا نستطيع التخلص منها إلا بالعزلة؛ أن نبتعد عنهم لبعض الوقت حتى تتفاوض مع هذه المشاعر، نبوح لها أن أصحابها لا يستحقونها، ونود أن نرحل عنهم حتى لا تُستنزف طاقتنا أكثر من ذلك، فنظل نرجوها كثيراً ألا تقف عائقاً أمامنا، وألا تعترض طريقنا، نستحلفها أن يكون الوداع هذه المرة بلا رجعة، وألا نعيد الكرّة ونلجأ إلى كفّارة لليمين حتى يمكننا أن نعود إليهم مجدداً، ويا للأسف، إننا في كل مرة ننساق وراءها من دون إرادة منا، ونستمر في مجاراتها رغماً عنا.

أحياناً، نحتاج إلى الوحدة لكي نسمح لعقولنا أن تتصدر الموقف، فتذكّرنا بما خلّفته تلك العلاقات من متاعب، والتي من شأنها أن تبعث لقلوبنا رسائل تدعونا للنسيان حتى تضرب بتلك المشاعر في مقتلٍ إلى أن نستفيق من غفوتنا.

ثمة علاقات أشبه بالتنويم المغناطيسي، تظل تحت تأثيرها طالما أنك على تواصل معها، تبذل فيها مجهوداً جباراً للحفاظ عليها، تظل تعطي أكثر مما تأخذ، تتغاضى حتى تستمر، تتغافل حتى تبقى، تتناسى وتلتمس الأعذار للحد الذي يجعلك توهم نفسك أنهم لم يكونوا يقصدون ما صدر منهم من أفعال، إلى أن تأتي اللحظة التي تقرر فيها أن تختفي من بينهم رويداً رويداً، فتبتعد نهائياً، ومن ثم تتضح الرؤية وتبدأ تتعرى لك حقيقتهم، وحينها ستكتشف كم كنت ساذجاً عندما كنت تقدّم لهم كل شي، في الوقت الذي لم تحصل فيه على أي شيء قط.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم