السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

طلاب جامعات لبنان يصرّون على الاستمرار: "من الآخِر بطّلنا خواريف" (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
ريجينا الأحمدية
طلاب جامعات لبنان يصرّون على الاستمرار: "من الآخِر بطّلنا خواريف" (صور وفيديو)
طلاب جامعات لبنان يصرّون على الاستمرار: "من الآخِر بطّلنا خواريف" (صور وفيديو)
A+ A-

"يا بو عقال وكفية حيّي الثورة الشعبية"، هذا الشعار الذي رفعه الطلاب من مختلف الجامعات اللبنانية تحت جسر الرينغ اليوم. أصبح الطلاب جزءاً لا يتجزّأ من ثورة 17 تشرين الأول. الثورة التي ربما راهن البعض على انطفائها بعد أيام من اشتعالها، أصبحت في يومها الـ 27 يداً بيد، عمالاً وفلاحين وطلبة.

الطلاب الذين أصبحوا يفقهون العمل السياسي بكل جدارة، والذين، رغم التهديدات التي يواجهونها من جامعاتهم، يصرّون على إكمال المسيرة ويشددون على أنه "لا مشكلة إن خسرنا فصلاً لكن سنربح وطناً بفصوله كلها".

ورغم صوت إحدى الطالبات المبحوح، إلا أنّها هتفت ورقصت فرحاً عندما رأت الحشد من الجامعات الأخرى يتوجه نحوهم. وهي التي أوضحت لـ"النهار" أنّ "هناك بعض الأشخاص في جامعتها منعوا الطلاب من التظاهر أمام المبنى". ولأنّهم أصحاب رسالة وحق، اجتمعوا مع زملائهم من مختلف الجامعات تحت جسر الرينغ ليتوجهوا بعدها إلى ساحة رياض الصلح. وأضافت الطالبة نفسها التي رفضت أن تذكر اسمها أنّ "رسالتنا أننا موجودون ونشكل جزءاً من هذه الثورة ونفتخر، هم يجبروننا على حضور صفوفنا بأساليب مختلفة، لكن لن نردّ عليهم، لأننا مشغولون بتحقيق مستقبلنا بأيدينا ولن ننتظر أحداً كي يحققه لنا".

وشرحت طالبة مناضلة أخرى مشمئزة من أسلوب القمع الذي يتعرضون له في كليّتهم أنّهم لا يذكرون أسماءهم خوفاً على منحهم الدراسية التي أعطيت لهم وفقاً لانتماءاتهم الحزبية "وليس وفقاً لكفاءتنا أو علاماتنا". وأردفت رافعة رأسها فخراً "لن أفصح عن هويتي لكنني لن أخاف من النزول إلى الشارع والتعبير عن رأيي. ونحن من سيكتب تاريخ لبنان الحديث". وختمت بجملة تختصر الكثير من الكلمات "من الآخِر بطّلنا خواريف".

هم طلاب يعلمون كيف يصوّبون أسهمهم ويحترمون الوقت. وخلال حديث جانبي بينهم اعتبروا أنّ تظاهرهم بعد انتهاء دوام الدراسة لن يجدي نفعاً، "منشلّ البلد لنعمل بلد".



أمّا رفيف صوني، طالبة الجامعة اللبنانية الدولية التي شددت على أنّ ليس لديها أيّ مشكلة بالتعريف عن نفسها، فأكدت أنّ طلاب لبنان هم يد واحدة "سنصنع طلاب 17 تشرين الذين شكلوا عصب الشارع"، مشيرة إلى أنّهم سيكررون "الحركة الطلابية التي كانت قائمة في الستينيات والسبعينيات والتي ساهمت في التغيير وبالتالي ستكون الكلمة الفاصلة لنا".

ومن بين تلك الأصوات الشابة التي هزّت جسور لبنان أجمع، واجتمعت تحت جسر التوحد واللاطائفية وإعادة صنع وطن، رفع شاب صوته مطالباً بحكومة اختصاصيين تمثلهم "نريد أشخاصاً تهمهم المصلحة العامة وليس المصلحة الخاصة"، مشدداً على أنّ من سيمثلهم داخل السلطة سيعمل لأجلهم وليس لأجل "البريستيج والحكم والتحكّم".

طلاب بلدنا يرفعون أصواتهم لتغطي على نشاز أصوات الفساد والقمع. أصواتهم راقية، مثقفة، متعلمة، مصرة كي تصل إلى الآذان المسدودة منذ أعوام وعقود. مستمرون، أولئك الذين يشكلون وجه لبنان الذي يتجدد، ومتحمسون على تفصيل بلد يناسب مقاساتهم كشعب وليس على مقاس مصالح من نهبوه وجوّعوا مواطنيه. إنّه زمن العمال والطلبة والفلاحين على أمل أن ينقلوا البلد إلى زمنه الذهبيّ.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم