الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كتاب كولومبيا يحملون ارثاً ثقيلاً من العنف \r\n

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

يلقي النزاع المتفجر منذ نصف قرن في كولومبيا ظلاله على الاعمال الادبية في هذا البلد، بحيث بات جزءا الزاميا من الهوية الثقافية المعاصرة فيه.


واقر عدد من الكتاب المجتمعين في مهرجان "هاي فيستيفال" الدولي للادب، الذي اقيم اخيرا في مدينة كارتاخينا المطلة على الكاريبي، ان العنف المسلح المتفجر في بلدهم بات يشكل مصدرا اساسيا للالهام.


وتقول الكاتبة بييداد بونيه المولودة في العام 1951، والتي شهدت في عمر الخامسة عشرة انطلاق التمرد الشيوعي المسلح المتمثل بحركة "القوات الثورية الكولومبية المسلحة" (فارك)، اكبر الميليشيات التي تقاتل الحكومة في كولومبيا "يهمني كثيرا البحث في مصادر العنف في هذا البلد".


وتضيف في حديث لوكالة فرانس برس "نحن الكتاب في كولومبيا، نشعر في أعماقنا اننا غير قادرين على تجاهل هذا العنف".


فهذا البلد واقع منذ خمسة عقود في اعمال عنف تتواجه فيها ميليشيات شيوعية وتشكيلات شبه عسكرية ذات توجه يميني متطرف، وتجار الكوكايين، والحكومة، في نزاع اسفر عن مقتل مئات الالاف من الاشخاص.


ينتمي الكاتب خوان غابرييل فاسكيز الى جيل آخر، وهو على غرار مواطنيه المولودين في السبعينات من القرن العشرين "متأثرون جدا بالعنف" في هذا البلد الذي احتل بسرعة رأس قائمة الدول المصدرة للكوكايين في العالم.


ويقول لوكالة فرانس برس "سبب ذلك اننا ولدنا ونشأنا في ظل تجارة المخدرات التي تحولت الى قطاع منظم للجريمة والارهاب".


وفي رواية بعنوان "ضجيج الاشياء التي تقع" نالت جائزة الفاغوارا المرموقة في العام 2011، يتخيل الكاتب قصة بطلها شبح زعيم المخدرات الكولومبي الشهير بابلو اسكوبار الذي قتل برصاص الشرطة قبل عشرين عاما.


ويضيف "اذا تأمل احد ادب القرن العشرين، سيلاحظ ان الروايات التي كتبت ما هي الا محاولات للحصول على اجابات حول الاسئلة التي نطرحها، لماذا جرى ذلك؟ وما هي التحولات التي انعكست علينا، ولذلك يبدو طبيعيا ان يواصل الادب الكولومبي تناوله لمواضيع المخدرات والارهاب وبابلو اسكوبار".


ولا يبدو ان هذا الفصل الادبي من تاريخ الثقافة الكولومبية مرشح لان يطوى قريبا، رغم بدء محادثات السلام في العام 2012 في كوبا بين الحكومة الكولومبية والتمرد الشيوعي، في ظل استمرار المعارك على الارض.


ويرى الكتاب المجتمعون في المؤتمر ان هذه الروايات عن العنف تؤدي دور التنفيس عن القراء، وقد تكون لها آثار حميدة على مسار السلام.
ويقول الكاتب الكبير هكتور اباد "عندما يروي احد قصة ما، يحاول ان يجعل القارئ يعيش مشاعر الشخصية ذات المعاناة، واعتقد ان الهدف ايضا هو الانعتاق من هذه القص وعدم استعادة ذكراها على الدوام".


ويروي هذا الكاتب في رواية له بعنوان "النسيان الذي نسير اليه" قصة والده الطبيب الذي قتل على يد الميليشيات اليمينية بسبب افكاره التقدمية.
ويبدو ان كل الكتاب يشتركون في شيء، بشكل ارادي او غير ارادي، وهو السير على خطى الكاتب الكولومبي الكبير غبريال غارسيا ماركيز.


ويقول هكتور اباد "بالنسبة للكثير من كتاب جيلي يشكل ذلك عبئا يلقي بثقله عليهم ويزعجهم كثيرا. اما انا فاشعرعكس ذلك".


اما بييداد بونيه فهي تعتبر ان الاديب الحائز جائزة نوبل للاداب الذي اكتشفت اعماله في سن الثامنة عشرة، يشكل "حضورا ورفقة" لها اعطياها القوة لخوض مجال الكتابة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم