مشهدية الحراك تعلن بدء معركة الرئاسة

المشهد السياسي في البلد، الذي بدأ في السابع عشر من تشرين الأول والمستمر الى الآن، تمحور ولا يزال في جوهره على حراك مدني نظيف ووطني انتفض على واقع سياسي عفن وفاسد داخل سلطة الدولة وأجهزتها... واقع تقوده طبقة سياسية منذ ثلاثين سنة نهبت وسرقت الوطن وسلبت اللبنانيين عيشهم الكريم فانصاعوا لسلطة الزعران ... قياداتها ومسؤولوها هم اقرب الى زعماء مافيا ورجال عصابات وقبائل عائلية من رجال دولة ورجال وطن.لكن المضحك المبكي في هذا المشهد هو ان الشرفاء من ابناء الحراك المدني الذين نزلوا الى الشارع ولا زالوا، ظنوا ان بنزولهم سيكونون قادرين بين ليلة وضحاها على تغيير واقع سلطة القهر والاستئثار والسرقة... ولم يكونوا يعلمون ان هناك من اندس بينهم من أحزاب وقوى سياسية ومدنية لإفشال حراكهم الوطني حتى لو كان هؤلاء يرددون معهم شعاراتهم نفسها.ومن ينظر الى مشهدية الحراك في كل الساحات منذ أيامه الأولى، يخرج بنتيجة واحدة انها "كرسي الرئاسة" التي تقود البلد من جديد الى الفوضى الأمنية... فالانفجار.منذ بدء الحراك المدني الى اليوم، كان المشهد السياسي في ساحات العاصمة وطرقاتها وباقي المدن والمناطق اللبنانية يتمحور على أربعة:اولا: تهشيم صورة جبران باسيل بكل أنواع السباب والنعوت البذيئة؛ حيث نال هو وحده نسبة 90 في المئة من غضب الشارع، والعشرة في المئة الأخرى توزعت على باقي القيادات والمسؤولين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى شاشات التلفزة.ثانيا: التركيز على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتحميله وحده المسؤولية...