السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

علي جابر لـ"النهار": الانتفاضة حياة داخل الشباب وحصولها حتمي رغم أي خيبة

المصدر: "النهار"
ديانا سكيني
ديانا سكيني
علي جابر لـ"النهار": الانتفاضة حياة داخل الشباب وحصولها حتمي رغم أي خيبة
علي جابر لـ"النهار": الانتفاضة حياة داخل الشباب وحصولها حتمي رغم أي خيبة
A+ A-

أي خيْبات لا تثنينا عن إكمال المسار. حديقتنا الخلفية مليئة بشابات وشبان حوّلوا غضبهم وروداً تنعشُ وجداناً أنهكه عناد الرجعية والتسلط والفساد.

شابات وشبان جميلون، ومثقفون، ومبدعون مهما كالوا في حقهم من شتائم! شابات وشبان محرّضون على الحلم وصانعو قوته. هكذا تجدهم استدرجوا من يطرق باب العقد السادس الى ساحة مشتعلة بالألوان وبصخب روعة الأشياء الأولى والموسيقى والقبضات المصممة. الساحة تهادن ولا تستسلم، ذلك أن صلابتها مستمدة من وقائع التغيير الحتمي، ومن الوعي كاسر القيود، مهما طال الزمن. انظروا اليهم، دون الثلاثين من أعمارهم، يحملون هواتفهم الذكية، ويقرأون ويتماثلون ويتأثرون. انهم الآن يعون أكثر. يحتاجون الى الانتماء الى من هو موجود في ساحة التغيير. يقرأ المدير العام لمجموعة "أم.بي.سي" علي جابر في المشهد الانتفاضي والشبابي والاعلامي. هو ابن الجنوب اللبناني الذي حمل طموحه وأنجز في بيروت ودبي، ابتعد وبقيَ قريباً، فوّت فرصاً للاصلاح، لكن الأمر لا يعني أن يفرضَ على ابنه اليوم هزيمة جيله، على ما يقول في لقاء أجريناه معه في "فايسبوك النهار"، وكان آتياً للتو الى الاستوديو من ساحة التظاهر.

في رأيه، الجهل الأساسي لدى السياسيين يكمن في عدم المعرفة الوافية بوسائل الاتصال الحديث التي تتيح ديموقراطية المعرفة لشباب تسكنه القوة والعنفوان. الوسائل نفسها ستتيح ولادة ظاهرة "الفومو"، أو الخوف من ألا يكون الانسان منتمياً الى المكان الذي يشهد الحدث، في قراءة جابر. كما أن "النيو ميديا"وليدة تقدم تكنولوجي يساهم في صناعة تغيير حتمي.

ويبقى للاعلام التقليدي دوره الأساسي في تقديم المعلومة الموثوقة. وحذارِ، في رؤية جابر، من أن يتجاهل الاعلام موجة الشعب العارمة وصوته وانتفاضه من أجل حقوقه، فيتخذ موقفاً معارضاً أو متجاهلاً له. الثمن سيكون كبيراً. القرار ليس ملك الشاشة، انه ملك الشعب الذي يرفع من شأن وسيلة اعلامية أو يخفضه. والاعلام معني بحماية الحراك حين يكون متواجداً في ساحاته وشاهداً عليه. هنا يرفع جابر من مسؤولية الاعلام، فـ"هناك دينامية وصلت الى الذروة حرام أن تنكسر، حرام أن تكون وسائل اعلامية سبباً من أسباب الانكسار".

والانكسار يكون أحياناً على شاكلة خيبة، أي ألا تتمكن الانتفاضة الشعبية من تحقيق أهدافها. و"ربما نكون أمام خيبة كبرى، وحتى اذا وصلنا الى خيبة كان يجب على الشباب أن يخوضوا هذه التجربة لأنها تعبّر عن الحياة في داخلهم"، ومهما كانت الأخطار جارفة، يبقى ما يحصل رائعاً. يبقى ما يحصل شيئاً يجب أن يحصل، وفق جابر. يبقى شيئاً يجب أن يستمر مهما طالَ الصبر.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم