الثورة الشعبية كي لا تهدر إنجازاتها... السلطة تُشعل الشارع: الحريري أم غيره؟

ليس تفصيلاً ما حققته الثورة الشعبية اللبنانية خلال 13 يوما من الانتفاضة التي عمت مختلف المناطق واستقطبت جيلاً جديداً غالبيته من طلاب الجامعات وطالباتها وتلامذة المدارس. شكلت استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري إنجازها الملموس وفي الوقت ذاته هزّت أركان الطبقة السياسية، قبل أن تتخذ الامور مسارات مختلفة ومغايرة عن أهداف الثورة من دون أن تتمكن من القضاء على نواتها حتى الآن، إلا إذا تمكنت الاصطفافات الطائفية من حرف مسار الثورة وأخذها الى صراعات السلطة.بعد 14 يوماً من الإنتفاضة بدا واضحاً أن تركيز السلطة وقواها السياسية المتحالفة في الحكم الآن تسعى إلى إحداث شقاق في الثورة الشعبية، ويقول سياسي خبير متابع أن الهجوم المضاد الأول بدأ بالتأخر في معالجة الوضع الحكومي والبدء بالاستشارات النيابية الملزمة، ثم رمي أسماء بالجملة مرشحين لرئاستها، والتريث في إعادة الدفع باسم الحريري أم غيره للتكليف وتشكيل الحكومة، وهو ما أحدث بلبلة في الشارع السني الذي انتفض مطالباً بأن يدفع الجميع الثمن وليس الحريري وحده، وذلك بالرغم من أن الانتفاضة قالت كلمتها خلال 13 يوماً بكل الطاقم الحاكم والرئاسات والطبقة الحاكمة، فيما شكلت استقالة الحريري الإنجاز الاول والذي استغلته السلطة لإعادة تكريس موازين قوى طائفية جديدة تسعى إلى إنهاء مفاعيل الاستقالة شعبياً وتوظيفها للإمساك بالحكم والقرار.أقصر الطرق لزرع الشقاق في بنية الثورة الشعبية وتفكيكها...