ما علاقة إمرأة تدعى "كايلا مولر" بعملية قتل البغدادي؟

أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين إنه تم إطلاق اسم "كايلا مولر" على عملية قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، تخليداً لذكراها وذكرى الأميركيين الآخرين الذين قُتلوا على أيدي التنظيم. وأوضح أوبراين أن الجنرال مارك ميللي من هيئة الأركان المشتركة هو من اختار اسم كايلا للعملية، فمن هي وماذا تعرفون عنها؟

في الواقع، مولر، هي ناشطة أميركية تعمل مع منظمات الإغاثة الإنسانية، قبل احتجازها كرهينة لدى"داعش"، وهي من مواليد العام 1988. وبحسب المعلومات الاستخبارية التي كشفها مسؤولون أميركيون، فإنها تعرضت للاعتداء الجنسي مراراً من قبل زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي. وقد علمت أسرة كايلا بأمر اغتصابها من قبل البغدادي ثم مقتلها، في حزيران عام 2015. وقال والدها كارل مولر في تصريحات صحفية حينها "لقد أبلغونا أن البغدادي قد تزوجها ونحن جميعاً نعلم ماذا يعني ذلك". كما قالت مارشا والدة كايلا إن "ابنتها لم تتزوج من ذلك الرجل، بل أخذها البغدادي عنوة، لقد اغتصبها وأساء إليها وكانت تعود باكية من غرفته". وكانت كايلا اختطفت أثناء عملها مع منظمات إغاثية في مدينة حلب بسوريا، في آب عام 2013. في المقابل، ادعى التنظيم الإرهابي في عام 2015، بأنها قُتلت في غارة جوية أردنية في شباط من ذلك العام، غير أن الولايات المتحدة تحمّل التنظيم مسؤولية مقتلها.

ونشرت محطة "إي بي سي" الأميركية تفاصيل عملية اختطافها نقلاً عن مسؤولين، وقالت إن البغدادي نقل عاملة الإغاثة الإنسانية إلى منزله بعد أن رآها في مجمع أبو سياف، المسؤول المالي في التنظيم والمشرف على عملية بيع النفط والغاز في السوق السوداء شرقي سوريا. وأشار مسؤولون أميركيون إنهم حصلوا على هذه المعلومات عما تعرضت له كايلا أثناء احتجازها، من فتاتين إيزيديتين كانتا سبيتين في مجمع أبو سياف وعثر عليهما داخل المجمع أثناء العملية الأميركية التي استهدفته. وأفادتا أن مولر كانت لبعض الوقت مع زوجة المسؤول المالي في التنظيم، أم سياف، التي اعتقلت خلال الغارة التي نفذتها قوة أميركية خاصة على المجمع.

يشار الى أن مئات الشابات والفتيات، ومعظمهن من الأيزيديات، اللواتي أُسرن في سنجار بشمال العراق، كن سبايا تعرضن للاستعباد الجنسي على أيدي مسلحي التنظيم الإرهابي في المناطق التي سيطر عليها. وقدمت الفتيات الأيزيديات معلومات استخبارية استخدمتها الولايات المتحدة لاستجواب زوجة أبو سياف، التي أفصحت عن الكثير من المعلومات عن العديد من قادة التنظيم وأماكن وجودهم.

ونشأت كايلا مولر وترعرت مع عائلتها المؤلفة من والديها وشقيقها الأكبر في بريسكوت بولاية أريزونا في الولايات المتحدة. عملت بعد تخرجها مع منظمات الإغاثة الإنسانية في شمال الهند والأراضي الفلسطينية. وفي عام 2012، قررت السفر إلى الحدود التركية السورية للعمل في عمليات الإغاثة مع المجلس الدنماركي للاجئين ومنظمة "دعم الحياة" الإنسانية. وفي 4 آب 2013، اختطفت على أيدي مسلحين من تنظيم داعش بعد خروجها من مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود. وفي شباط 2015، أفادت تقارير أنها قتلت في غارة جوية أردنية، لكن الولايات المتحدة أكدت أنها قُتلت على أيدي مسلحي التنظيم.