السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ثلاث صور نصّبتها "التايم" على انستغرام ناطقةً باسم الثورة... غضب وحظرٌ

مايا كنج
ثلاث صور نصّبتها "التايم" على انستغرام ناطقةً باسم الثورة... غضب وحظرٌ
ثلاث صور نصّبتها "التايم" على انستغرام ناطقةً باسم الثورة... غضب وحظرٌ
A+ A-

لا شكّ أنّ الثورة اللبنانية اليوم أظهرت مشهداً لم يتوقّعه كثيرون. مشهد توحّد الشعب في وجه المطالب المعيشية والفساد والفقر والسرقة. مشهد رائع جديد بعيداً من السياسة والأديان والطائفية. لا ينفي البعض وجود بعض المظاهر المشوّهة للثورة وأعمال شغب افتتحت الثورة، إلّا أنّهم يعتبرون أنّ الثورة لا تكتمل ولا تنجح من دون شغب.

تصدّرت الانتفاضة اللبنانية أخبار الصحف والمواقع العالمية المختلفة، وكانت أصداؤها متفاعلة.

للثورة مشهدان، مشهد الثوّار والعمّال والفقراء والكبار في السنّ الذين يطالبون بحقوقهم، ومشهد "المندسّين" ومفتعلي أعمال الشغب. مجلة "التايم" لم تختر على صفحتها في "انستغرام" سوى المشهد الثاني، ففتحت النار على نفسها من اللبنانيين.

وقعت المجلة في اختيار غير صائب بعدما نشرت في حسابها عبر "إنستغرام" صوراً علّقت عليها كالتالي:  

[[embed source=instagram id=https://www.instagram.com/p/B37Q6HVDt4y]]

يعتبر المحتجون اللبنانيون أنّ السياسيين سرقوا منهم عشرات المليارات من الدولارات بمساعدة قوانين السرية المصرفية. خرج مئات الآلاف إلى الشوارع خلال الأيام الستة الماضية، في أكبر احتجاجات تجتاح البلاد منذ أكثر من عقد. بدأت التظاهرات في 17 تشرين الأول بعد أن أعلنت الحكومة عن فرض ضرائب جديدة، بما في ذلك رسوم شهرية بقيمة 6 دولارات على المكالمات على التطبيق المجاني مثل تطبيق "الواتساب"، الأمر الذي فجّر غضب عقود من الفساد وسوء إدارة الحكومة والمحسوبية. في الأيام الأولى، تجمّع معظم الشباب على الدراجات النارية، وحطّموا زجاج المتاجر وأحرقوا الإطارات في وسط الشوارع، مردّدين الهتافات ضد الحكومة. ولكن في 20 تشرين الأول، تحوّل هذا المشهد إلى أجواء احتفالية جريئة. أنشد الرجال والنساء والأشخاص من جميع الأعمار والطبقات والأديان أغاني وطنية بينما أضاءت الألعاب النارية السماء فوقهم. في اليوم التالي، خرج مئات الآلاف في أكبر يوم من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد. وفي هذه الصورة، يظهر الشباب وهم يحطمون زجاج المتاجر في بيروت.

[[embed source=instagram id=https://www.instagram.com/p/B37XcIYlK-E]]

ما هي مطالب المحتجين في لبنان؟ تم إلغاء الضريبة المقترحة على مكالمات تطبيق "واتساب" بعد ساعات من بدء التظاهرات، لكن هذا لم يمنع الشوارع من الاكتظاظ. الاقتصاد اللبناني في حالة ركود، وحذّر الاقتصاديون من انهيار كامل. يبدو أن الاحتجاجات كانت انتفاضة بلا قيادة لها هدف مشترك واحد: إسقاط الحكومة. لم ينجُ أي سياسي من غضب المتظاهرين، إلّا أنّ وزيراً واحداً كان هدفاً للهتاف الأكثر شعبية وهو وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وذكرت المجلة العبارة التي يتم التداول بها بنطاق واسع تجاه باسيل، وأوردتها بعباراتها النابية بالعربية ولكن بكلمات أجنبية، وعادت وفسّرت معناها: "هيلا، هيلا، هيلا هيلا هو جبران باسيل....". وهي إهانة مباشرة لوالدته، ولكنّها تعني بشكل أساسي الوزير نفسه". وتابعت المجلة: "بدأ الشباب يردّدون اللّحن بشكل عفوي حتى وهم جالسون في المقاهي. ويقول المتظاهر مايكل شمعون (29 سنة) "هذه إهانة من المستوى العالي. إلى هذا المدى الناس غاضبون". وفي هذه الصورة، تظهر امرأة مشاركة في التظاهرة في بيروت.

[[embed source=instagram id=https://www.instagram.com/p/B37eQ5wFm3s]]

كيف استجابت الحكومة اللبنانية للاحتجاجات؟ في 21 تشرين الأول، أي بعد أيام من تصوير هؤلاء الشباب في بيروت، أعلن رئيس الوزراء سعد الحريري عن مجموعة من الإصلاحات التي شملت خفض رواتب السياسيين إلى النصف، ومزيد من المساعدة للأسر الفقيرة، وإنشاء هيئة لمحاربة الفساد وإدخال تحسينات على البنية التحتية والكهربائية المتهالكة في البلاد. تم التعهد باسترداد الأموال العامة المسروقة أيضًا. وقال الحريري "حركتكم هي التي أدّت إلى هذه القرارات". تابع المتظاهرون خطابه بالقرب من مسجد المدينة ذي القبة الزرقاء المسمّى باسم والده رفيق الحريري، الذي شغل منصب رئيس الوزراء واغتيل في عام 2005. اندلعت هتافات "الثورة الثورة" مع انتهاء كلمة الحريري، فتوجّه المزيد من الناس إلى ساحة الشهداء، حاملين الأعلام اللبنانية هاتفين "الشعب يريد إسقاط النظام".

فما كان من اللبنانيين إلّا أن صبّوا غضبهم على هذه الصفحة وأغرقوها بالتعليقات التي تطالبها بمراجعة الأخبار والتدقيق فيها قبل نشرها والحفاظ على مصدقيتها والموضوعية بنقل الخبر. كما دعوا إلى التقدّم بإبلاغ عن الصفحة وحظرها.    

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم