السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مانيفست عاجل: من مواطن إلى مواطنيه صباح هذا اليوم الإثنين

عقل العويط
عقل العويط
مانيفست عاجل: من مواطن إلى مواطنيه صباح هذا اليوم الإثنين
مانيفست عاجل: من مواطن إلى مواطنيه صباح هذا اليوم الإثنين
A+ A-

الخارج من منزله في الفجر، للمرّة الأولى يُسمَع يقول لنفسه: عبثًا أعود صفر اليدين إلى منزلي. أكان منزلي بيتًا، عشيقةً، زوجةً، أولادًا، عشيرةً، قريةً، مدينةً، مذهبًا، طائفةً، حزبًا، تيّارًا، ميليشيا، أم كان إرهاباً وسلاحًا، أم كان خصوصًا وأيضًا وطنًا زائفًا وجمهوريّةً فاشلةً بلا كرامة أو سيادة.

الخارج من منزله في الفجر، للمرّة الأولى يُسمَع يقول لنفسه: عبثًا أعود إلى منزلي – إذا عدتُ - إلّا مع الفجر. فكيف يطلع الفجر؟

الخارج الذي خرج في الفجر على صنمه، للمرّة الأولى يقول لنفسه، ويقول للصنم: عبثًا أعود إليك أيّها الصنم، إذا لم أكن حاملًا في رحابة يديَّ وفي حنكة قلبي وعينيَّ، ما يجعلني قادرًا على ترجيف إرهابكَ أيّها الصنم.


الخارج الذي خرج على سيّده ومخدومه في الفجر، للمرّة الأولى يقول في نفسه، ويقول لنفسه: لقد تركتُ كلّ شيءٍ ورائي، عارفًا أنّي عبثًا أعود إلى سيّدي ومخدومي، إلّا إذا استحصلتُ بيديَّ الإثنتين هاتين على صكّ الخروج النهائيّ من ربقة هذا اللعين الفاسد السارق الذي يدمّر ويفسد ويسرق، ويزعم أنّه يبني ويحمي ويؤوي ويحرّر.

الآن، في هذا الوقت الفاصل بين الفجر واللافجر، بين الخيانة واللاخيانة، يقول الخارج الذي تمرّد على نفسه، وخرج عليها: لا يُرى شيءٌ واضحٌ في الأفق. لكنّي أريد أنْ أرى بعينيَّ هاتين، لا بعينَي الصنم. وها أنا أرى في خلفيّة المشهد، ذئابًا عميقةً تُطيل أمد الليل وتلجم انفلات الفجر.

الآن في هذا الوقت الفاصل بين استمرار الإرهاب وعدم استمراره، ثمّة في خلفيّة المشهد، يقول الخارج الذي تمرّد على نفسه، وخرج عليها، ثمّة ذئابٌ عميقةٌ وهائلة، تجثم في الخفاء، وتتحفّز لتمكر بنجمتي الوحيدة العزلاء المتطلّعة إلى التملّص من إرهاب الإرهابيّ الكاذب اللعين الفاسد السارق.

الآن في هذا الوقت الفاصل بين اللحظة والأبد، بين البصيص والعدم، يُرى الخارج من منزله، في المشهد الأماميّ من المشهد، ذاهبًا بيديه العاريتَين، وعينيه العاريتَين، إلى مصيره الأبيض، وعلى روحه وثيابه أثرٌ هائلٌ من شبق الوقت الخارج على كلّ وقت.

يقول الخارج المتمرّد على ذاته، وعلى أصنامه: أريد أنْ أصبح مواطنًا، في هذا الليلة الفاصلة بين الليل والفجر.

يقول هذا الطفل الذي ولد للتوّ، من طريق الانتفاض والتمرّد على ذاته، ومن طريق تحطيم سجن الصنم وقفصه وعبوديّته وإرهابه: أريد أنْ أصير مواطنًا سيّدًا حرًّا مستقلّا لأشهد انبلاج لبنان السيّد الحرّ المستقلّ مع انبلاج هذا الفجر المستحيل.

ويقول هذا المتمرّد على رحم صنمه، وكاسر إرهاب تمثاله، منبِّهًا مواطنيه المولودين للتوّ: احذروا الصنم اللئيم الذي كنتُ أعبده. واحذروا أصنامكم لأنّهم من أهل اللؤم. ولأنّهم متحفّزون ومتّحدون!

صباح هذا اليوم الإثنين، 21 تشرين الأول، إليكم مانيفست المواطن إلى مواطنيه: إنّهم متّحدون ومتحفّزون للانقضاض عليكم. فاتّحدوا. وتحفّزوا!

[email protected]




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم