الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"الربيع" اللبناني الى أين؟

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
Bookmark
"الربيع" اللبناني الى أين؟
"الربيع" اللبناني الى أين؟
A+ A-
فاجأت التطورات التي اشعلتها نية الحكومة اللبنانية فرض ضريبة على الواتساب بقيمة 6 دولارات شهريا، المسؤولين اللبنانيين، بحيث أطلقت شرارة انتفاضة شعبية اعادت التذكير الى حد كبير بانتفاضة محمد البوعزيزي في تونس في 2011، الرجل الذي احرق نفسه بما أدى الى اشعال الربيع التونسي. وهو الامر الذي ادى الى تغيير جذري في تونس عبر تحول ديموقراطي كان اخره اجراء انتخابات رئاسية في تونس لقيت تقدير العالم بمنحاها الديموقراطي الى حد كبير. الضريبة على الواتساب بدت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير على خلفية الخفة الكبيرة لدى المسؤولين اللبنانيين في استسهال ايجاد سبل لفرض ضرائب على المواطنين عبر اقتطاعات تضيق عليهم حياتهم بدلا من ان تبحث في العمق في التنازلات التي يتعين على الاحزاب الطائفية التنازل عنها من اجل انقاذ البلد من ازمته الاقتصادية، فيما المناكفات السياسية المستمرة وعدم الثقة بين افرقاء ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية عطلت اي منحى انقاذي حتى الان، علما أن تصنيف لبنان من الوكالات المالية الدولية أنذر مرارا ليس بالخفض فحسب بل بانهيار مالي محتوم ما لم تتخذ الاجراءات الاصلاحية اللازمة.الانتفاضة التي انطلقت في لبنان كانت مهمة لاعتبارات متعددة اذ اعادت التذكير الى حد كبير بالتظاهرات التي شهدتها الساحات في وسط بيروت في 14 آذار 2006، والتي أدت الى انسحاب القوات العسكرية السورية من لبنان بعد ثلاثين سنة من الاحتلال السوري. لكنها أيضا اكتسبت دلالات في غاية الاهمية، اولا لانها للمرة الاولى لم تكن مركزية في العاصمة اللبنانية بل توزعت على كل المناطق اللبنانية على نحو يمكن القول بفدرلة التظاهرات التي كانت معبرة جدا في مناطق الجنوب والبقاع، حيث الغالبية من الطائفة الشيعية. واهمية هذا العامل انه في 14 آذار 2006 او ما عرف بـ"ثورة الارز"، انقسم البلد طائفيا على خلفية سياسية وطائفية ايضا، إذ كانت الطائفة الشيعية او قياداتها مؤيدة للنظام السوري ولبقائه. شمول الانتفاضة ابناء الطائفة الشيعية أظهر أن الوجع واحد لدى اللبنانيين على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، ولكنه أبرز مؤشرات مهمة تكمن في كسر حاجز الخوف لدى أبناء هذه الطائفة إزاء الهالة المحيطة بالمس بزعمائها، أي برئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. هذا كان بمثابة المحظورات في بعلبك والبقاع والجنوب، فيما الانتفاضة عمت النبطية وصور ودخل محتجون ومتظاهرون مكاتب ومنازل نواب من حركة "أمل" الموالية للرئيس بري. فيما جاهر محتجون بمطالب معينة من الامين العام لـ"حزب الله"، لكن الاهم ان الخطاب الذي القاه من بعلبك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم