السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أصحاب المحلات المتضرّرة في وسط بيروت يتحدّثون لـ"النهار" عن حجم الخسائر

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
أصحاب المحلات المتضرّرة في وسط بيروت يتحدّثون لـ"النهار" عن حجم الخسائر
أصحاب المحلات المتضرّرة في وسط بيروت يتحدّثون لـ"النهار" عن حجم الخسائر
A+ A-

أشرقت الشمس على وسط بيروت بعد يومين من تظاهرة تبعث الأمل في أرجاء العاصمة والوطن، فكشفت الأضرار التي أصابت بعض المحلات، كردّ فعل من شباب غاضب على قسوة واقعه. ننقل إليكم ما يقوله بعض أصحاب المحلات عما أصاب أرزاقهم. 

بعض أصحاب المحلات سارعوا عند ساعات الصباح الأولى للكشف على أرزاقهم، ومعاينة الأضرار التي لحقت بجنى عمرهم، منهم عامر البحصلي الذي بدا محله ليلاً يحترق وكما قال لـ"النهار": "كنت أتابع ما يجري، اعتقدت أن النار التهمته، لكن في الصباح تبين أنّ الزجاج كان يعكس حريقاً في ورشة على الجهة المقابلة". وأضاف وهو يحتسي فنجان قهوة داخل محله، فيما يجلس عدد من موظفيه من دون عمل، بعدما تم التخلص من الحلويات بسبب الهواء الملوث الذي انتشر في الأجواء نتيجة إحراق الإطارات وغيرها". 90 في المئة من مطالب المتظاهرين محقة، ولا أحد يمنكه إنكار أن البلد في حالة تعب، وأن الناس جاعت، لكن لماذا التكسير؟ المرافق العامة سيعاد إصلاحها من جيوبنا، في حين المتضرر من تخريب المؤسسات الخاصة هم موظفون من الشعب، فهل يريد من يقوم بهذه الأفعال زيادة المحتاجين لاسيما وأنه في الاساس (الشغل خفيف)؟". 


وأقف أمام مبنى العسيلي الذي لم تبقَ واجهة من دون أن يطالها التكسير، عبّر الحارس إيلي عساكر عن حزنه الشديد لما فعله بعض المتظاهرين وشرح: "منذ عشرين سنة أعمل هنا، في الأمس غادرت عند الساعة العاشرة مساء، لتبدأ بعدها موجة التخريب". وأضاف: "سبق وحصلت اعتصامات لكن لم يتخللها ما شهدناه في الساعات الماضية، نحزن على بلدنا، نريد رجلاً كما الرئيس رياض الصلح ليكون لدينا وطن".


الصورة واحدة

أمام محله لبيع المجوهرات، كان إيلي علم يراقب العمال الذين يقومون بإصلاح الواجهة، حيث قال: "كنت أراقب طوال الليل رزقي أونلاين عن طريق كاميرات المراقبة، حطم متظاهرون الكاميرتين الخارجيتين، فيما استمررت في متابعة ما يقترفون من خلال كاميرا ثالثة داخل المحل، كسروا الزجاج وحاولوا خلع الباب الحديد، لكن كما علمت من أحد معارفي الذي كان متواجداً في المكان، وقفت امرأة فتحت يديها لحماية محلي، ومنعت المخربين من متابعة تحطيمه في محاولة لسرقته، مع العلم أني كنت قد نقلت البضاعة في وقت سابق تحسباً لذلك". وأشار: "هؤلاء ليسوا متظاهرين، بل مندسين لتخريب التظاهرة، فالمتظاهرون السلميون الذين نزلوا إلى الشارع خلال النهار يعبرون عني ويطالبون بحقوقهم وحقوقي، لذلك أتمنى أن نستطيع إلغاء المخربين للوصول إلى حقوقنا". على بُعد أمتار محل للتزيين النسائي يعود إلى زينب شعيتاني التي قدمت لمعاينة ما طاله من أضرار حيث عبرت عن غضبها من التعرض لأرزاق الناس وقالت: "الوضع صعب على كل المواطنين، لكن هذا لا يعني أن يتم تكسير وسرقة الأرزاق، ما فعله المخربون في الأمس لا يقل بشاعة عما قام به السياسيون، والآن أسأل المخربين هل بعد ما فعلوه حصلوا على مطالبهم"، مشيرة إلى "أنا مع المظاهرات السلمية التي تعبر عن وجعنا بطريقة حضارية".

كذلك تعرض محل puma للكسر والسرقة، لم يبقَ من البضاعة سوى كراتين فارغة، وبحسب ما قاله شاب كان متواجداً عندما اقتحمه متظاهرون: "كانوا مجموعة واحدة، تقاسموا الأحذية، بعضهم استبدل حذاءه بآخر جديد، وسرق حذاءين أو أكثر، فيما عمل البعض الآخر على بيع الأحذية المسروقة على الفور بعشرين ألف ليرة".


مع الثورة لا الفوضى

وفي صورة معاكسة عمد عدد من الناشطين على تنظيف الساحة، منهم رئيسة جمعية بيروت ماراثون مي الخليل التي قالت: "واجبنا الوطني أن نبقى نحافظ على البيئة"، لافتة إلى أنها "نزلت اليوم مع فريق عمل بيروت مارثون كواجب، نحن نشعر بفخر بالحركة التي تحصل على مساحة الوطن لكن التخريب لا مبرر له". وختمت: "عند الألم تضيع الاتجاهات، وكما هو معروف الحصول على الحرية يفترض دفع ثمن كبير، وأتمنى أن نصل إلى وطن نفتخر به". في حين قالت جويل الحايك من سكان الجميزة "نزلت بمفردي لأساعد في تنظيف بلدي، لأني أرفض أن أراه متسخاً، أنا مع الثورة لا الفوضى".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم