الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اتفاق أميركي - تركي على تجميد "نبع السلام" مقابل انسحاب كردي إلى عمق 32 كيلومتراً

اتفاق أميركي - تركي على تجميد "نبع السلام" مقابل انسحاب كردي إلى عمق 32 كيلومتراً
اتفاق أميركي - تركي على تجميد "نبع السلام" مقابل انسحاب كردي إلى عمق 32 كيلومتراً
A+ A-

أعلنت الولايات المتحدة أنها توصلت إلى اتفاق مع تركيا على إعلان نظام لوقف النار في شمال شرق سوريا، وبدء العمل على سحب القوات الكردية من منطقة الأعمال القتالية.

وصرح نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية مايك بومبيو، عقد عقب محادثات أجرياها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة: "اتفقت الولايات المتحدة وتركيا اليوم على إعلان وقف النار في سوريا".

وأوضح أن تركيا وافقت على تعليق الأعمال القتالية في شمال شرق سوريا في إطار عملية "نبع السلام" مدة 120 ساعة، لإتاحة انسحاب "وحدات حماية الشعب" الكردية من المنطقة.

وأضاف أن الولايات المتحدة بدأت العمل على سحب القوات الكردية، وأن من المخطط له أن يخرج المقاتلون الأكراد من منطقة عمقها 20 ميلاً. وأشار إلى أن الاتفاق ينص على عدم تورّط تركيا في أي عملية عسكرية في مدينة عين العرب (كوباني).

وشدد على أن "الولايات المتحدة تحملت التزامات مشتركة بالتوصل إلى حل سلمي والاتفاق على مستقبل المنطقة الآمنة عبر العمل على مستوى المجتمع الدولي لضمان السلام والأمن في هذه المنطقة الحدودية بسوريا". وذكر أن الجانبين أكدا سعيهما لتحقيق هدف القضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).

وكشف أنه أبلغ ترامب التوصل إلى الاتفاق، وأنه أعرب عن شكره البالغ على إعلان وقف النار.

وأفاد أن الولايات المتحدة لا تنوي اتخاذ أي إجراءات تقييدية جديدة في حق تركيا بسبب عمليتها في سوريا في مرحلة تنفيذ الاتفاق، وأن ترامب وافق على سحب العقوبات الأميركية المفروضة على الطرف التركي بعد تطبيق الصفقة.

وأكد أن الولايات المتحدة بدأت العمل مع "وحدات حماية الشعب" على انسحابها من المنطقة، وأن هذه العملية ستجري بالتنسيق بين واشنطن وأنقرة. وقد تلقت الولايات المتحدة ضمانات من الأكراد لانسحابهم المنتظم من شمال شرق سوريا، علماً أن العلاقات القوية بين الولايات المتحدة والقوى الكردية ستستمر.

على صعيد آخر، قال بنس إن الولايات المتحدة لن تنفذ أي أعمال قتالية في شمال شرق سوريا، كما لا تنوي نشر أي قوات برية في هذه المنطقة.

وتعليقاً على الاتفاق، صرح ترامب في ولاية تكساس: "ما حدث نتيجة مدهشة... وحصلنا على كل ما حلمنا به، وسنتمكن من إعادة قواتنا إلى الوطن، سنستطيع السيطرة على داعش".

وقال: "أود أن أشكر الجميع، وكجماعة أريد أن أشكر الأكراد، وهم سعداء جداً بهذا الحل لأنه بصراحة أنقذ حياتهم. وفعلنا شيئاً عظيماً بالنسبة إلى شريكنا... هذا يوم عظيم بالنسبة إلى الولايات المتحدة وتركيا... وشركائنا الأكراد والحضارة كلها". وخلص إلى أنه "لن تكون ثمة حاجة إلى فرض العقوبات" على تركيا.

كذلك أعرب عن شكره لأردوغان، وقال في هذا السياق: "إنه صديق بالنسبة إليه، وأنا سعيد بأنه لن تظهر هناك مشكلة بيننا، وبصراحة هو زعيم رائع ورجل قاس وقوي، وقد قام بالشيء الصحيح وأشيد به وسأشيد به". وأشار مع ذلك إلى أنه لا يزال منفتحاً على زيارة أردوغان للولايات المتحدة، والتي كان من المخطط له أن يقوم بها في 13 تشرين الثاني المقبل.

وسبق لترامب أن هدد بـ"تدمير اقتصاد تركيا في حال تجاوزها الحدود" المسموح بها خلال عمليتها العسكرية. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزارتي الدفاع والطاقة ووزراء الدفاع والطاقة والخارجية في تركيا على هذه الخلفية، إلا أن كثيراً من السياسيين الأميركيين يدعون إلى اتخاذ إجراءات أشد قسوة تستهدف القطاع العسكري التركي ورئيس الدولة شخصياً.

وقال عضوا مجلس الشيوخ ليندسي غراهام وفان هولن إنهما "سيواصلان بكل قوة" العمل على تشريع لفرض عقوبات على تركيا رغم إعلان وقف النار.

وجاء في بيان أميركي - تركي مشترك عقب محادثات رفيعة المستوى في أنقرة، أن الجيش التركي سيفرض "منطقة آمنة" في شمال سوريا، وأن الطرفين اتفقا على وقف النار موقتاً في الحملة التي تشنها تركيا على فصائل كردية مسلحة بشمال شرق سوريا.

وأبلغ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مؤتمراً صحافياً، أنه تم تعليق عملية "نبع السلام" العسكرية 120 يوماً لا وقفها تماماً لمراقبة انسحاب التنظيمات المسلحة. وشدد على أن التعليق ليس وقفاً للنار.

وقال أيضاً إن أنقرة اتفقت مع الجانب الأميركي على سحب الأسلحة الثقيلة من القوات الكردية وتدمير مواقعها، وأن أنقرة لم تقدم أي تعهد في شأن كوباني.

وأعلن أن وضع منبج وبعض المناطق الأخرى سيناقش مع روسيا بعد دخول القوات السورية إليها، وأن الهدف هو إنشاء منطقة آمنة بطول 444 كيلومتراً وبعمق 32 كيلومتراً حتى حدود العراق شرق نهر الفرات بسوريا.

وعلق القيادي الكردي آلدار خليل في مقابلة مع قناة "العربية" التي تتخذ دبي مقراً لها على الاتفاق بقوله: "سنلتزم وقف النار وسندافع عن أنفسنا إذا تعرضنا لهجوم". وأضاف: "نرحب بوقف المعارك في شمال سوريا وسنصدر بياناً تفصيلياً". وذكّر بأن "أردوغان يريد التوغل 32 كيلومتراً في سوريا وسبق لنا أن رفضنا" ذلك.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم