الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

روسيا تملأ الفراغ الأميركي وتمنع احتكاكاً سوريّاً - تركيّاً

روسيا تملأ الفراغ الأميركي وتمنع احتكاكاً سوريّاً - تركيّاً
روسيا تملأ الفراغ الأميركي وتمنع احتكاكاً سوريّاً - تركيّاً
A+ A-

تدافع "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) المؤلفة في معظمها من مقاتلين أكراد بشراسة عن بلدة رأس العين الحدودية في شمال شرق سوريا، بعد أسبوع من هجوم تركي واسع غيّر خريطة التحالفات في البلاد، وقت أعلنت موسكو أن قواتها تسيّر دوريات في محيط مدينة منبج بريف حلب لمنع احتكاك تركي مع قوات النظام السوري.

وهو اليوم السابع للهجوم التركي على القوات الكردية في شمال سوريا والذي تسبّب بموجة نزوح ضخمة وأجبر منظمات إغاثة دولية على تعليق عملها.

ويعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة اليوم في شأن الهجوم التركي، هو الثاني خلال أسبوع، بناء على طلب قدمته دول أوروبية بينها فرنسا وألمانيا.

وعلى رغم الضغوط الدولية، حافظ أردوغان على لهجة التحدي، إذ كتب مقالاً في صحيفة "الوول ستريت جورنال" قال فيه: "سنضمن ألا يغادر أي مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية شمال شرق سوريا".

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن "قسد" شنت هجوماً مضاداً على القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في منطقة رأس العين الحدودية.

وتحدث مراسل لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" عند أطراف المدينة عن اشتباكات عنيفة مستمرة.

وأوضح مدير "المرصد" رامي عبد الرحمن أن "صمود قوات سوريا الديموقراطية في رأس العين ناتج من تحصينات وأنفاق يتحركون عبرها، فضلاً عن تعزيزات لم تتوقف عن الوصول إليها".

وتمكنت تركيا ومقاتلون سوريون موالون لها خلال أسبوع من الهجوم، من السيطرة على منطقة حدودية تمتد بطول 120 كيلومتراً من محيط بلدة رأس العين شمال الحسكة، وصولاً إلى مدينة تل أبيض شمال الرقة. وتمكنت من التقدم في بعض المناطق إلى عمق يتخطى 30 كيلومتراً.

وفي موازاة ذلك، تابعت قوات النظام لليوم الثاني انتشارها في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، استناداً الى اتفاق بين الطرفين تم برعاية روسية.

ورفع جنود سوريون، كما قال "المرصد"، العلم السوري داخل مدينة منبج في شمال محافظة حلب، غداة دخولهم إياها ليلاً.

وأكد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الثلثاء مغادرة قواته منطقة منبج.

وباتت قوات النظام موجودة بشكل رئيسي في منبج وبلدتي عين عيسى (الرقة) وتل تمر (الحسكة) وهي تنتشر في مناطق حدودية أخرى.

ويعد هذا الانتشار الأكبر من نوعه لقوات النظام في مناطق سيطرة الأكراد منذ انسحابها تدريجاً منها بدءاً من عام 2012، محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، ولا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.

وأعلن الموفد الروسي الخاص الى سوريا ألكسندر لافرنتييف أن روسيا لن تسمح بمواجهات بين الجيشين التركي والسوري عند خط التماس بينهما في المناطق الحدودية.

ورأى أنه ليس من حق تركيا أن تنشر قواتها بصفة دائمة في سوريا. وأضاف أنه بموجب اتفاقات سابقة، يمكن الجيش التركي التوغل إلى مسافة تراوح بين خمسة وعشرة كيلومترات فقط داخل الأراضي السورية.

وشدد على أن موسكو لا توافق على العملية العسكرية التركية في سوريا.

ولم يجد الأكراد، بعد تخلي واشنطن عنهم، خياراً أمامهم سوى التوجه نحو دمشق لطلب مؤازرتها. وتصر الإدارة الذاتية على أن الاتفاق "عسكري" ولن يؤثر على عمل مؤسساتها.

واستناداً الى "المرصد" فإن الهجوم التركي أسفر عن مقتل نحو 71 مدنياً و158 مقاتلاً من "قسد". كما دفع 160 ألف شخص إلى النزوح عن منازلهم، استناداً إلى الأمم المتحدة.

وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية توقف منظمات الإغاثة الدولية عن العمل وسحب موظفيها من مناطقها، محذرة من "تفاقم الأزمة الإنسانية" في منطقة تضم أساساً مخيمات نازحين تؤوي عشرات الآلاف.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية توجّه مزيد من طواقم المنظمات الدولية غير الحكومية إلى العراق وتعليق عملياتها. ولا يشمل ذلك وكالات الأمم المتحدة.

مساع أميركية

وفيما تمضي تركيا في هجومها العسكري، كشف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية في مؤتمر صحافي، أن واشنطن تعتزم التركيز على مسعى ديبلوماسي لوقف النار في سوريا.

وقال إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستواصل الضغط على تركيا بينما تقوّم الموقف، مشيراً إلى أن في الإمكان زيادة العقوبات إذا لم تحلّ الأزمة. وأوضح أن أميركا لا تزال تسيطر على المجال الجوي في شمال شرق سوريا. وأشار الى أنه لم تلاحظ حتى الآن عمليات هروب كبيرة ناجحة لعناصر من تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) المحتجزين.

وصرح الناطق العسكري الاميركي الكولونيل مايلز ب. كاغينز بأن القوات الاميركية قد استكملت انسحابها من مدينة منبج. وقال إنه خلال عملية الانسحاب أبقت القوات الاميركية الاتصالات مفتوحة مع الأتراك والروس ليتم الانسحاب بسلام.

وأوردت وكالة "إنترفاكس" الروسية المستقلة أن وزيري الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو والاميركي مارك إسبر أجريا محادثة هاتفية في شأن الوضع في سوريا.

وأعلن مسؤول أميركي أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس سيتوجه إلى تركيا خلال الساعات الـ 24 المقبلة سعياً إلى وقف الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير مايك بومبيو بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي برهم صالح في التوغل العسكري التركي في سوريا ورغبة الولايات المتحدة في إنهائه فوراً.

ضغوط أوروبية

وعلى غرار فرنسا والمانيا، أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب تعليق صادرات الأسلحة إلى تركيا "التي يمكن أن تُستخدم" في الهجوم.

كما أعلنت الحكومة الاشتراكية في اسبانيا تعليق صادرات الاسلحة الى تركيا ودعتها الى وقف عمليتها العسكرية فوراً في شمال سوريا.

وحذّرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدول الأوروبية من نقل المشتبه في انتمائهم إلى التنظيم الجهادي من سجون المقاتلين الأكراد إلى العراق، حيث تجري محاكمات "غير نزيهة" يتخللها الكثير من الانتهاكات.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لودريان أنه سيزور العراق لاجراء محادثات مع السلطات العراقية "والأكراد" في شأن "الأمن في المخيمات التي يعتقل فيها الجهاديون الأجانب".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم