الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

النظام السوري يقترب من حدود تركيا ترامب: أعلن فرض عقوبات على أنقرة

النظام السوري يقترب من حدود تركيا ترامب: أعلن فرض عقوبات على أنقرة
النظام السوري يقترب من حدود تركيا ترامب: أعلن فرض عقوبات على أنقرة
A+ A-

أعلن النظام السوري أن قواته دخلت مدينة منبج شرق الفرات في شمال سوريا، وذلك استباقاً لتقدم المعارضة المسلحة السورية والجيش التركي نحو المدينة وريفها، ويواصل الطرفان السباق للسيطرة على مناطق عدة.

وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" أن وحدات من الجيش السوري دخلت مدينة منبج بريف حلب الشمالي، المحاذية للحدود مع تركيا.

ويسيطر "مجلس منبج العسكري"، الذي يضم مقاتلين محليين ويرتبط بالإدارة الذاتية الكردية، على المدينة منذ صيف 2018، بعد انسحاب الوحدات الكردية منها بموجب اتفاق وقعته واشنطن مع تركيا في حينه.

وقال قيادي محلي إن القوات الحكومية "دخلت المدينة وانتشرت على خطوط الجبهة".

وتقع منبج على مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية. وسبق لوحدات من الجيش السوري أن انتشرت في كانون الأول على تخومها بناء على طلب كردي أيضاً لردع هجوم لوحت تركيا بشنه آنذاك. إلا أن وجودها كان "رمزياً" استناداً الى "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وشاهد مصور لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" المئات من مقاتلي الفصائل الموالية لأنقرة لدى تجمعهم بعد ظهر الإثنين في قرية غرب مدينة منبج مع تعزيزات تركية.

وبثت قناة الجزيرة" الفضائية القطرية في وقت سابق، أن المعارضة السورية والجيش التركي سيطرا على أولى القرى في محيط منبج بريف حلب الشرقي، وأن الجيش التركي يمهد للتقدم البري بغارات جوية وقصف مدفعي.

وسبق للمعارضة السورية والجيش التركي ان سيطرا على أربع قرى وتلة على محور تل أبيض في ريف الرقة بعد مواجهات مع "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد)، كما سيطرا على معسكرات الصالحية والليبية وتل البنات والبحوث العلمية وقرية الصالحية على محور رأس العين في ريف الحسكة.

وقال قيادي في المعارضة السورية، إن السيطرة على مدينة تل أبيض وأجزاء واسعة من ريفها لم تلقَ مقاومة واسعة من "قسد" التي لجأت إلى القتال عبر أنفاق أقامتها داخل المنازل والمدارس.

النظام يتدخل

وتحدثت "سانا" عن دخول وحدات من قوات النظام بلدة تل تمر الواقعة على مسافة نحو 30 كيلومتراً من رأس العين في ريف الحسكة الشمالي لمواجهة "العدوان التركي"، واقتربت نحو ستة كيلومترات من الحدود التركية.

كما تحدثت عن دخول القوات مدينة الطبقة وريفها ومطارها العسكري وبلدة عين عيسى في ريف الرقة، وعن رفع العلم السوري على عدد من المؤسسات في مدينتي القامشلي والحسكة.

وكانت الإدارة الذاتية الكردية التابعة لـ"قسد" قد أصدرت بياناً جاء فيه نه تم الاتفاق مع النظام على أن يتدخل جيشه وينتشر على طول الحدود السورية- التركية.

وقال مسؤول قوات الدفاع في الإدارة الذاتية الكردية عصمت شيخ حسن، إن الإدارة توصلت إلى اتفاق مع روسيا يقضي بتسليم مدينة عين العرب (كوباني) إلى النظام السوري، وأن من المتوقع دخول قوات النظام ليلاً إلى المدينة.

وفي المقابل، صرح مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ياسين أقطاي، بأن تركيا ماضية في عمليتها العسكرية "نبع السلام" على رغم ما أذيع عن اتفاق بين "قسد" والنظام السوري.

كما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحافي باسطنبول، إن بلاده لا تواجه مشاكل في عملية "نبع السلام" بالنسبة الى مدينتي عين العرب ومنبج، وإنها أجرت اتصالات مع الولايات المتحدة وروسيا في شأن هاتين المدينتين، مشيرا إلى أن انقرة اتفقت قبل سنة مع واشنطن على انسحاب "التنظيمات الإرهابية" من منبج خلال 90 يوما، وهو ما لم يتحقق بعد.

وأوضح أن الجيش التركي لن يدخل منبج وأنه سيكتفي بتقديم الدعم لقوات المعارضة السورية وقوات العشائر السورية.

ضغوط دولية

وليلا، اعلن الرئبس الاميركي دونالد ترامب فرض عقوبات على تركيا قائلا ان وزارة التجارة الاميركية ستوقف مفاوضاتها في ما يتعلق بصفقات تتجاوز 100 مليار دولار.

واضاف ان الضرائب المفروضة على الصلب المستورد من تركيا سترتفع بمقدار 50 في المئة.

واكد قائلا:"انا جاهز تماما لتدمير الاقتصاد التركي اذا استمرت انقرة في هذا النهج الخطير والمدمر".

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أن فريق الأمن القومي الرئاسي سيجتمع الاثنين لتقويم هذا الملف. وأضاف: "من الواضح أن الأوان لم يفت بعد لفرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا". ولاحظ أن "الوضع معقد"، مذكراً بأن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي.

وقال السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام إن الكونغرس سيقوم سريعاً بتحرّك يلقى دعم الحزبين الجمهوري والديموقراطي. وأبلغ شبكة "فوكس نيوز" الأميركية للتلفزيون، أن إردوغان "ارتكب أكبر خطأ سياسي في حياته". وشدد على أنه "لم أرَ في حياتي دعما كهذا من الحزبين. جميعنا طفح كيلنا من إردوغان".

وقالت زعيمة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إنها اتفقت مع جمهوريين على ضرورة اصدار قرار يلغي قرار ترامب "الخطير" بسحب القوات من شمال سوريا. وأوضحت ان الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس يمضون في مشروع قرار فرض عقوبات واسعة على تركيا بسبب عمليتها العسكرية، معتبرة أن الاجراءات التي يخطط لها البيت الأبيض ليست كافية.

واشارت الى أنه "نظراً الى أن الرئيس أعطى الضوء الأخضر للأتراك للقصف وتالياً اطلاق عنان داعش فعلاً، علينا أن نضع مجموعة عقوبات أقسى من تلك التي يقترحها البيت الأبيض".

وعلى رغم دعوة الأكراد واشنطن إلى تحمل "مسؤولياتها" حيالهم، تلقت كل القوات الأميركية في شمال سوريا والتي يبلغ عديدها نحو ألف رجل أوامر بمغادرة البلاد. وقال مسؤول أميركي: "إننا ننفذ هذا الأمر"، الذي يستثني نحو 150 عسكرياً أميركياً في قاعدة التنف بجنوب البلاد.

وفي لوكسمبور، نددت دول الاتحاد الأوروبي بالعملية العسكرية التي تشنها تركيا في سوريا، من دون إعلان حظر رسمي على بيعها أسلحة على رغم دعوة عدد من دول الاتحاد الى ذلك.

وقد أوقف عدد من الدول الأوروبية بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا مبيعاتها من الأسلحة لتركيا بسبب الهجوم في سوريا، كما أطلقت دعوات لفرض حظر أوروبي شامل على بيع الأسلحة لأنقرة. ص9

وفي موسكو، قال الكرملين إنه لا يريد التفكير في احتمال حصول اشتباك بين القوات الروسية والتركية في سوريا، وأن موسكو على تواصل منتظم مع أنقرة بما في ذلك على المستوى العسكري.

وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي، بأن موسكو حذرت كل أطراف الصراع السوري فعلاً من أجل تفادي أي عمل من شأنه تصعيد الوضع أو الإضرار بالعملية السياسية الهشة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم