بعاصيري: لبنان يتطلع لمواكبة الأونيسكو إنشاء "أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي"

أعلنت المندوبة الدائمة للبنان لدى الأونيسكو ونائبة الرئيس عن المجموعة العربية السفيرة سحر بعاصيري، خلال إلقائها كلمة لبنان أمام المجلس التنفيذي للأونيسكو في دورته الـ 207 الاخيرة، عن تطلع لبنان إلى الأونيسكو لإنشاء "أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي". وأشارت إلى قرب إطلاق لبنان بالتعاون مع الأونيسكو مشروع إدخال تعليم "برمجة الكومبيوتر" إلى المدارس الرسمية من "منطلق إيمانه بالحاجة إلى تزويد الأجيال الجديدة لغة هذا الزمن".

وأثنت بعاصيري على مبادرة المديرة العامة للأونيسكو "مستقبلات التعليم" التي أطلقتها في نيويورك على هامش الجمعية العامة الأخيرة للأمم المتحدة، تكريسًا للدور القيادي للأونيسكو في مسؤوليتها عن الهدف الرابع للتنمية المستدامة أي التعليم، وعلى موضوعي العلوم المفتوحة وإنشاء أداة لضوابط اخلاقية للذكاء الاصطناعي.

ودعت إلى أن تستعيد الأونيسكو وهجها الثقافي بدعوة كبار مفكري العالم إلى حوارات حول التحديات والمسائل الكبرى التي تواجه الإنسانية"، ولتكون المنظمة عن حقّ "ضميرًا للعالم".

وأشارت بعاصيري إلى أهمية مسألة العلوم المفتوحة والمضي في وضع المعايير الخاصة بها "والتي ندعمها من منطلق إيماننا بديموقراطية المعرفة وبحق الوصول اليها وجني فوائدها، ومن ان ذلك قد يكون أحد المداخل الاساسية لتضييق الهوة بين الدول النامية والمتطورة. وشددت على دعم إنشاء أداة لوضع المعايير الأخلاقية للذكاء الاصطناعي.

وقالت بعاصيري، إن لبنان الذي لا يزال يواجه تحدي تأمين التعليم لمئات الألوف من اللاجئين في عمر الدراسة، يواصل السعي، رغم محدودية موارده، الى تطوير نظمه التعليمية بما يؤمن الحاجات الأساسية وفي الوقت نفسه يواكب تحولات العصر. وها هو على وشك ان يطلق بالتعاون مع الاونيسكو مشروع ادخال تعليم برمجة الكومبيوتر الى المدارس الرسمية. كما انه يعمل على نشر المعرفة العلمية مع التركيز على الشباب الى جانب إقامة نقاشات مفتوحة حول تأثير الابتكار والذكاء الاصطناعي على بناء القدرات والتدريب وفرص العمل.

أضافت، لكن على أهمية هذه المبادرات والبرامج الأخرى المستمرة والمناقشات المتواصلة حولها، ولبنان معني بالكثير منها مثل برامج الشباب وتمكين المرأة في العلوم ومنع التطرف العنيف وغيرها، فإن هذا يجب الا يحجب الدور الرؤيوي الذي لطالما اضطلعت به المنظمة، ويجب ان تستعيده في استشراف آفاق التحولات المتسارعة في عالمنا واستكشاف أفضل السبل للتعامل معها. فاذا أردنا الأونيسكو ان تكون فعلا مختبرا رياديا للافكار، لا بد من إيجاد مساحة خاصة لحشد افضل الطاقات الفكرية في العالم ومحاورتها.