السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

من التاريخ... الأتراك يقتلون 40 ألف كردي في عام واحد!

حسام محمد
من التاريخ... الأتراك يقتلون 40 ألف كردي في عام واحد!
من التاريخ... الأتراك يقتلون 40 ألف كردي في عام واحد!
A+ A-

تضجّ وسائل الإعلام العالمية والعربية بالحديث عن الهجوم التركي الشرس ضد الأكراد المتواجدين على الأراضي السورية، في حين يعود بعضها إلى التاريخ للكشف عن بعض حكايا الصراع التركي الكردي الذي ذهب ضحيته الآلاف عبر الزمن.

وفي هذا نشر موقع "العربية" تقريراً عمّا وصفه بإحدى أسوأ الإبادات بحق الأكراد من قبل الأتراك في التاريخ، عائداً بالزمن إلى عامَي 1937 و1938، مسلطاً الضوء على منطقة كردية كانت ضمن الدولة التركية تُعرف بمنطقة درسيم.

فقر أدّى إلى تمرّد

بحسب التقرير، فإنّ منطقة درسيم كانت في الثلاثينيات من القرن الماضي منطقة كردية، ذات طابع خاص، اختلفت عن بقية المناطق الكردية الأخرى في تركيا والبلدان المجاورة، حيث اعتمدت غالبية سكان هذه المنطقة على لهجة كردية مميزة، تُعرف بالزازاكية بينما كانوا في معظمهم من الطائفة العلاهية.

وكانت درسيم تعاني من فقر شديد، نتيجة للنظام الإقطاعي الذي كان يسودها في ظلال الدولة العثمانية التي كانت تهمِّش سكان هذه المنطقة إلى حد كبير، الأمر الذي دفع أكرادها في النهاية إلى التمرد على قوانين الدولة التركية، ممتنعين عن دفع الضرائب والالتحاق بالخدمة العسكرية، وغيرها من الأمور المفروضة على سكان الدولة العثمانية بشكل عام.

استفزّ هذا التمرد المسؤولين الأتراك، متخذين إياه ذريعة لفرض خارطة ديموغرافية جديدة في درسيم، حيث قاموا بتهجير الآلاف من الأكراد بشكل قسري إلى أماكن بعيدة نائية، كما قام الرئيس التركي حينها مصطفى كمال أتاتورك، بإعادة تقسيم أراضي المنطقة وفرض أسامٍ جديدة عليها.

إضافة إلى ذلك، أعطت حكومة أتاتورك صلاحيات كبيرة للحاكم المحلي الخاص بـ درسيم، حيث أصبح قادراً على اتخاذ إجراءات عديدة دون الرجوع إلى سلطة أعلى، أهمها طرد من يشاء من السكان الأكراد.

شكوى أشعلت النيران

تقدّم أهالي درسيم بشكوى إلى حكومة أتاتورك، عبر موفد منهم، طالب بتغيير سياسة الدولة تجاه المنطقة، إلّا أنّ الحكومة اعتقلته وأعدمته بشكل فوري، الأمر الذي دفع أكراد درسيم إلى مهاجمة مراكز أمنية تركية، مشعلين الشرارة التي أدت إلى إبادتهم.

معركة طاحنة

اتخذ النظام التركي حينها من الهجمات الكردية التي قال إنّها طالت مناطق عسكرية، ذريعة للتدخل بقوة عسكرية أبادت درسيم، حيث حشد نحو 30 ألف جندي استعداداً لاجتياح المنطقة.

وعلى الرغم من أنّ أكراد درسيم أرسلوا بوفد جديد إلى الحكومة لخفض التصعيد، إلا أنّ الحكومة أعدمت الوفد كاملاً، والذي كان من بينهم شاب يبلغ من العمر 16 عاماً فقط.

حملة ضخمة استمرت لأشهر

لم تكن الحشود العسكرية مجرد تهديدات، إذ هاجمت القوات منطقة "درسيم" هجوماً ساحقاً مطلع عام 1938، مستخدمين أقصى ما ملكوا من قوة وإمكانيات، حيث قُصفت المنطقة بالطائرات الحربية التي كان النظام التركي قد اشتراها من النازيين، كما تحدثت بعض التقارير عن استخدام القوات التركية لأسلحة كميائية خطرة.

وعلى الرغم من أنّ التقارير الرسمية أشارت حينها إلى وقوع نحو 13 ألف كردي قتيلاً أمام هذا الهجوم الساحق الذي استمر لأشهر، إلّا أنّ تقارير بريطانية أخرى أكدت أن العدد الحقيقي يزيد على 40 ألف قتيل كردي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم