الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حكاية مجهول يعيش في خيمة بشوارع صعيد مصر (صور)

المصدر: "النهار"
المنيا-مصر- أحمد علم الدين
حكاية مجهول يعيش في خيمة بشوارع صعيد مصر (صور)
حكاية مجهول يعيش في خيمة بشوارع صعيد مصر (صور)
A+ A-

لا مأوى له ولا مسكن، يجوب شوارع المنيا في صعيد #مصر، وجهه مليء بالألم والشقاء، مثقل بهموم الدنيا، معاناته رسمت التجاعيد مبكراً على جبهته، يختبئ من الدنيا داخل خيمة صغيرة من "البلاستيك"... شخص مجهول الهوية أطلق عليه المارة عدة أسماء "سيد - أيمن - علي"، يبدو أنه لا يتخطى العقد الرابع من عمره، وترى فيه ملامح العزة والأصل الذي ينتمي إليه، فربما هو من أسرة ميسورة الحال، فلا يقبل المساعدات بأي حال.

حينما تمر بجواره ستسمع هذه العبارات التي يرددها دوماً، "منك لله يا هيام… جبتلك كل حاجة… اتجوزتك وخليتك أحسن واحدة في الدنيا… ما حرمتكيش من أي حاجة… كل الناس صدقتك وكذبتني أنا"... عبارات يكررها هذا الرجل دائماً، حين تسمعه ستظن أنه تعرض لأزمة أسرية وعاطفية، وربما أن تلك الصدمة هي ما جعلته زاهداً في الدنيا، مشرداً في طرقات الصعيد.

حاول أكثر من مرة التعرض للنساء التي تمر في شارع 26 يوليو بالضرب، وهو ما دفع أهالي المنطقة لإبعاده، إلا أنه يعود مرة أخرى إلى خيمته التي أصبحت موطناً له.

حاولت "النهار" التقرب منه وتوجيه بعض الأسئلة له، ولكنه قابل تلك الأسئلة بصمت تام، ليخرج علينا أهالي المنطقة ببعض المعلومات عن هذا الشخص.

بحسب روايات الأهالي، فإنه حل على المنطقة للمرة الأولى في الأول من شباط من العام 2010، يطلقون عليه "سيد"، لا يتحدث باللهجة الصعيدية فربما أتى من القاهرة أو الإسكندرية، لا يتحدث سوى بالعبارات التي ذكرناها سابقاً، اتخذ من مصطبة رخامية مسكناً له، حتى صنع له أهالي المنطقة خيمة من "المشمع البلاستيك" لتحميه من برودة الشتاء، وحرارة الصيف.

كان كثيف الشعر، يرتدي جلباباً ممزقاً، حتى أخذه فاعل خير لأقرب مسجد وقام بتنظيفه وتهذيب شعره وأعطاه ملبساً وجلباباً، وبين الحين والآخر يمر أمن المنطقة ويعطوه المأكل والمشرب، وينصحوه بعدم التعرض إلى السيدات.

وفي ذات ليلة نفد صبرهم عليه بعدما تعدى بالضرب على سيدة مرت من أمام خيمته، فاصطحبوه إلى الطريق الزراعي وتركوه هناك، ولكنه عاد مرة أخرى إلى موطنه، خيمته التي يسكنها بعد مرور 7 أيام بلا مأكل أو مشرب "بحسب رواية أهالي المنطقة".

وفي ظل حملة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، "حملة بلا مأوى" لجمع المشردين في دور رعاية، رفضت الحملة ضمه ورعايته بحجة أنه لا يمتلك بطاقة هوية، ليس هذا هو السبب الوحيد فحسب ولكن كونه مريضاً نفسياً لا يستطيع خدمة نفسه في أي دور رعاية، وهو ما كان سبباً رئيسياً في عدم اصطحابه داخل سيارة "بلا مأوى"، وظل المجهول في مأواه.. خيمته التي يستوطنها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم