الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عيادات صينية "تعالج" المثلية الجنسية بالصدمات الكهربائية في الخصيتين: انها مؤلمة كثيراً!

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

تعمد عيادات في الصين الى "علاج" المثليين جنسيا من خلال الصدمات الكهربائية على اعضائهم التناسلية وهم يشاهدون افلاما اباحية، في ممارسة مثيرة للجدل تلقى اعتراضا واسعا في صفوف الخبراء والناشطين الحقوقيين.


ويقول شاب في الخامسة والعشرين من العمر يدعى زهانغ رافضا الكشف عن اسم عائلته: "اردت ان اصبح شخصا طبيعي الميول الجنسية، فقررت ان اجرب هذه الطريقة".
ويضيف: "فعلت ذلك حتى لا اصيب عائلتي بخيبة الامل"، فلجأ الى واحدة من الطرق الاشد قسوة التي يقول مبتكروها انها تعيد الانسان المثلي الى ميوله للجنس الآخر.
ويروي ما كان يجري معه في جلسات "العلاج" تلك، ويقول: "كنت اشاهد افلاما اباحية، وعندما اتفاعل معها اتلقى صدمة كهربائية ضعيفة (في الخصيتين) لكنها مؤلمة كثيرا".
وظلت الصين تعتبر المثلية الجنسية مرضا نفسيا حتى العام 2001، ومنذ ذلك الحين بدأ المجتمع الصيني يبدي تسامحا مع هذه الظاهرة وتقبلا للاشخاص المثليين.
لكن المثليين ما زالوا يتعرضون لضغوط اجتماعية كبيرة، ولا سيما ضمن العائلة التي ترفض بشدة ان يتخلى احد ابنائها عن الانجاب، ولا سيما في ظل سياسة الطفل الواحد التي تفرضها السلطات الصينية.
وهذه الطرق المتبعة في الصين لتغيير الميول الجنسية، تندرج ضمن سلسلة من المحاولات التي عرفها العالم اعتبارا من مطلع القرن العشرين، على يد اطباء ومحللين نفسيين، لكن معظم الخبراء باتوا يعتبرونها اليوم غير مجدية، بل مؤذية احيانا.
رغم ذلك، ما زالت هذه "العلاجات" تلقى رواجا في سنغافورة وبريطانيا والولايات المتحدة والصين.
وصرح مسؤولون عن خمس عيادات صينية انهم يعتمدون طرقا "لمعالجة الانحراف الجنسي" من بينها علاجات كيميائية وعلاجات بواسطة التنويم المغناطيسي او الشحنات الكهربائية.
تستمر جلسة الصعق الكهربائي الواحدة 30 دقيقة، ويقول القيمون عليها انها لا تستخدم الا في "الحالات الاكثر استعصاء".
غير ان هذه الطرق كانت محل تنديد من الجمعية الاميركية للطب النفسي، التي اشارت في العام 2009 الى المخاطر الناجمة عنها، وانضم اليها في العام 2012 الفرع الاميركي من منظمة الصحة العالمية الذي شكك في جدواها من الناحية العلمية، واعتبرها "غير مقبولة من الناحية الاخلاقية".
ويحاول ناشطون صينيون ايصال الفكرة هذه عينها، فاعتبر مركز المثليين والمتحولين جنسيا في بيجينغ ان هذه الطرق "تصيب الصحة الجسدية والنفسية باضرار بالغة، ولا تفعل شيئا سوى انها تفاقم النقص بالثقة في النفس لدى الشخص المعني".
ويسعى هذا المركز الى اقناع الصينيين ان المثلية الجنسية ليست مرضا، وان المثليين الراغبين في تغيير ميولهم الجنسية تحت ضغط اجتماعي غالبا ما يقعون فريسة لمشاريع تجارية ترفع شعارات الطب والطب النفسي.
رغم ذلك، يبدي كثير من المثليين رغبتهم في تجربة هذه "العلاجات"، وخصوصا انهم يرغبون في استعادة علاقاتهم الاسرية الجيدة التي تدهورت اثر ادراك اهلهم واقاربهم ميولهم المثلية.
لكن الامور لا تجري كما يشتهون، فالجلسات التي خضع لها زهانغ اضعفت رغبته الجنسية، وادخلته في اكتئاب حاد، ثم فقد عمله ووجد نفسه غارقا في الديون لتسديد فاتورة العيادة، ثم بدأت فكرة الانتحار تراوده.
ويقول: "اصبت بآلام مبرحة في الرأس، ولم اعد قادرا على التحمل. لم اكن اتمنى شيئا سوى ان اموت".
بعد ذلك قرر ان يتوقف عن هذه العلاجات وان يواجه واقعه، وان يواجه اهله وعائلته بهذه الحقيقة: "انا مثلي جنسيا وانا لم ارتكب في ذلك جرما".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم