الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الزمن الجميل مئتا عملٍ فنّي منه في متحف مونمارتر الباريسي

أوراس زيباوي - باريس
الزمن الجميل مئتا عملٍ فنّي منه في متحف مونمارتر الباريسي
الزمن الجميل مئتا عملٍ فنّي منه في متحف مونمارتر الباريسي
A+ A-

يقام حاليا في "متحف مونمارتر" الباريسي معرض يضم مئتي عمل فني بين لوحات زيتية ومائيات ورسوم باستيل وملصقات دعائية أنجزها فنانون طليعيون في حي مونمارتر في الدائرة الثامنة عشرة خلال الفترة الممتدة بين 1880 و 1916. إنها المرحلة التي عرفت بـ"الزمن الجميل" لأنها شهدت العديد من التحولات الإيجابية على الأصعد الاجتماعية والسياسية والثقافية، غيرت من ملامح عاصمة الأنوار وتجسدت في استعمال السيارة والكهرباء في موازاة إقامة المعارض العالمية وانتشار المقاهي والمسارح والملاهي وقاعات السينما.

أما حي مونمارتر فكان عند نهاية القرن التاسع عشر من الأحياء الشعبية التي يسكنها العمال والفقراء، لكن أحواله تبدلت مع استقطابه فنانين وفنانات أقاموا في بيوته ذات الطابع الريفي وصار بعضهم في ما بعد يتمتع بشهرة عالمية، منهم بيكاسو وبيار بونار وتولوز لوتريك.

شهد الحي أيضا انتشار المقاهي والملاهي، منها ملهى "مولان روج" أو "الطاحونة الحمراء" المخصص للاستعراضات الغنائية الراقصة وهو يحتفل اليوم بمرور مئة وثلاثين عاما على تأسيسه.

اللوحات المعروضة توثّق بريشة مبدعين كبار سيرة حي مونمارتر وتبيّن كيف ساهم هؤلاء في ولادة فن جديد، هو على قطيعة مع الفن الأكاديمي الكلاسيكي. من أجمل صالات المعرض، تلك المخصصة للفنانة الفرنسية سوزان فالادون (1865-1938) التي عاشت في مونمارتر مع والدتها وابنها. قبل أن تمتهن الفن كانت موديلا لعدد من الفنانين، فتعلمت منهم تقنيات الرسم والتلوين وتمكنت من أن تبتكر أسلوبها الخاص المميز إلى أن صارت أول امرأة تنتسب إلى الجمعية الوطنية للفنون الجميلة. تختصر لوحاتها المعروضة تنوع أعمالها بين الطبيعة الصامتة والمشاهد الطبيعية وبورتريهات النساء ومنهن الصديقات والراقصات في ملاهي مونمارتر. بفضل متانة أعمالها وجرأة مواضيعها، تمتعت منذ مرحلة العشرينات من القرن الماضي بشهرة كبيرة ودخلت أعمالها المتاحف المعروفة.

إنها المرة الأولى الأولى تُعرَض فيها المجموعة الفنية الخاصة لمدير شركة "إنسايت وايرلس" للاتصالات ديفيد وايزمن وزوجته المحامية والناشطة الثقافية جاكلين ميشال، اللذين أمضيا أكثر من ربع قرن في جمع هذه الأعمال. من الأكيد ان الافتتان بالفن الفرنسي الحديث وبحيّ مونمارتر خصوصاً كان من الأسباب التي دفتعهما الى خوض هذه المغامرة الجميلة المستمرة الى اليوم. ما يميز هذه المجموعة هو التفاتها الى الملصقات وجرائد تلك المرحلة التي تجسد نبض الحياة الليلية في باريس ومدى انتشار الملاهي والمسارح، والأجواء البوهيمية والرومنسية لحيّ تحول مع الأيام إلى معلم سياحي يقصده الملايين سنويا.






حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم