الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الجيش التركي يضغط على الاكراد ونزوح عشرات الآلاف

الجيش التركي يضغط على الاكراد ونزوح عشرات الآلاف
الجيش التركي يضغط على الاكراد ونزوح عشرات الآلاف
A+ A-

خاضت "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) أمس، اشتباكات عنيفة لمنع القوات التركية من التقدم في مناطق سيطرتها بشمال شرق البلاد، غداة بدء أنقرة هجوماً واسعاً دفع عشرات الآلاف من السكان إلى النزوح.

وحذرت منظمات إغاثية دولية من أزمة إنسانية جديدة، وقت عقد مجلس الأمن بطلب من دول أوروبية عدّة جلسة طارئة مغلقة للبحث في الهجوم التركي.

وتحدثت "قسد" و"المرصد السوري لحقوق الانسان" عن اشتباكات عنيفة على محاور عدة في شمال شرق سوريا، تركزت في منطقتي رأس العين في ريف الحسكة الشمالي وتل أبيض في ريف الرقة الشمالي.

وسيطرت القوات التركية وفصائل سورية موالية لها، استناداً إلى المرصد، على سبع قرى حدودية، معظمها قرب بلدة تل أبيض، وسط قصف مدفعي كثيف. كما شنت طائرات تركية غارات على المنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين.

والمنطقة الممتدة من تل أبيض غرباً إلى رأس العين شرقاً ذات غالبية عربية. وتوقّع محللون في وقت سابق أن يقتصر الهجوم التركي على هذه المنطقة في مرحلة أولى.

وشاهد مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" صباحاً على الطريق الدولي المؤدي إلى رأس العين أوتوبيسات محمّلة بمقاتلين من "قسد" في طريقها إلى جبهات القتال.

وأحصى المرصد منذ الأربعاء مقتل تسعة مدنيين و23 من مقاتلي "قسد" جراء الهجوم.

وفي الجانب التركي، قتل ستة مدنيين، بينهم رضيع سوري وطفلة، بقذائف اتهمت السلطات مقاتلين أكراداً بإطلاقها.

وأسفر الهجوم منذ الأربعاء عن حركة نزوح واسعة، وأحصى المرصد فرار أكثر من 60 ألف مدني من مناطق حدودية في اتجاه مدينة الحسكة جنوباً ومحيطها.

ردود الفعل

وحذرت 14 منظمة إنسانية وإغاثية في بيان مشترك من أزمة انسانية جديدة في شمال شرق سوريا، حيث يعيش 1,7 مليون شخص، استناداً إلى الأمم المتحدة.

ودعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تركيا الى "أن تنهي في أسرع وقت" هجومها، محذراً اياها من "خطر مساعدة داعش (تنظيم "الدولة الاسلامية") في إعادة بناء خلافته".

واستدعت وزارة الخارجية الفرنسية سفير تركيا في باريس.

وفي طهران، جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران "التي تعبر عن قلقها" من تداعيات هذه العملية على الصعيد الإنساني، "تشدد على ضرورة الوقف الفوري للهجمات وانسحاب الوحدات العسكرية التركية المنتشرة على الأراضي السورية".

وتظاهر الآلاف من الأكراد العراقيين منددين بأردوغان. وأقدم المتظاهرون في أربيل على إحراق العلم التركي، رافعين أعلام كردستان و"وحدات حماية الشعب" الكردية، وصوراً لزعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوج ألان.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل "تدين بشدة"، "اجتياح تركيا" للمناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، محذراً من "تطهير عرقي" للأكراد. وقال إن "إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".

لكن أردوغان خاطب منتقديه قائلاً: "أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر، أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل إليكم 3,6 ملايين مهاجر" سوري.

وأضاف: "سنفعل ما هو ضروري مع السجناء من تنظيم الدولة الاسلامية... من يجب أن يبقوا في السجن سنبقيهم فيه، وسنرسل الاخرين الى بلدانهم الاصلية، إذا قبلت هذه".

معتقلو "داعش"

وأعلنت الإدارة الكردية أن القصف التركي طاول الأربعاء سجناً يقبع فيه مقاتلون أجانب من التنظيم في مدينة القامشلي، فيما أفاد المرصد أن القصف استهدف محيطه.

وتعتقل "قسد" 12 ألف رجل من التنظيم، كما قال مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر. وبين هؤلاء ما بين 2500 وثلاثة آلاف أجنبي من 54 دولة.

ويتوزع هؤلاء على سبعة سجون مكتظة في مدن وبلدات عدّة، بعضها عبارة عن أبنية غير مجهزة وتخضع لحراسة مشددة.

وكشفت صحيفة "الواشنطن بوست" أن القوات الأميركية تسلمت من الفصائل الكردية عشرات من أبرز المعتقلين "الدواعش"، بمن فيهم بريطانيان، لمنعهم من الهروب من السجون الواقعة في شمال سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر، أن العسكريين الأميركيين تسلموا نحو 40 معتقلاً يعتقد أنهم من القادة البارزين في "داعش"، وبينهم البريطانيان ألكسندر كوتي والشافعي الشيخ، وهما عضوان من مجموعة كانت تضم أربعة مسلحين أطلق عليها "بيتلز" نسبة إلى الفريق الغنائي البريطاني الشهير، بسبب لكنتهم البريطانية.

جلسة لمجلس الامن

وبعد جلسة طارئة ومغلقة لمجلس الامن حول التطورات في سوريا، حذرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة كيلي كرافت تركيا، من أنها ستواجه عواقب لهجومها على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا إذا لم تعمل على حماية السكان واحتواء "داعش". وقالت: "ستكون هناك عواقب للتقاعس عن التزام قواعد حماية المدنيين الضعفاء والتقاعس عن ضمان عدم استغلال داعش هذه الأفعال للعودة".

وطالب الاعضاء الاوروبيون في مجلس الامن بوقف الهجوم التركي في سوريا.

وأوضح ديبلوماسيون ان الدول الاوروبية الخمس، فرنسا والمانيا وبلجيكا وبريطانيا وبولونيا، لم تنجح حتى الآن في دفع جميع أعضاء المجلس للانضمام الى بيانها، الذي يؤكد "القلق البالغ" لدى الاوروبيين من الهجوم التركي، ولكن من دون التنديد به.

دمشق: لا حوار مع الاكراد

وهاجم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد "قسد" قائلاً إنها خانت بلادها واتهمها بتبني أجندة انفصالية منحت تركيا ذريعة لانتهاك سيادة البلاد.

وسئل هل تعاود دمشق الحوار مع القوات التي يقودها الأكراد، فأجاب بأن هذه "فصائل مسلحة قامت بخيانة وطنها وارتكاب جرائم ضدها". وأضاف لمجموعة من الصحافيين في مكتبه بدمشق: "لن نقبل أي حوار أو حديث مع من رهن نفسه للقوى الخارجية. لن يكون لعملاء الولايات المتحدة أي موطئ قدم على الأرض السورية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم