الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

دقيقة صمت وحدت الوفدين في جنيف 2

موسى عاصي
A+ A-

انتهى مؤتمر جنيف 2 حول سوريا بنتائج ترضي الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي وحده، وربما كان السيناريو الذي يحتفظ به لنفسه ويسير على أسسه خطوة خطوة، حقق مبتغاه بإحضار طرفي الأزمة السوريين الى المفاوضات وفي قاعة واحدة. وهذا يعتبره الممثل الخاص المشترك اختراقاً لحال الخصام والعداء المستمرة منذ ثلاث سنوات.


وأقصى الايجابية، في أيام جنيف الثمانية، استمر دقيقة واحدة وقف خلالها الطرفان صامتين احتراماً لأرواح الشهداء الى أي جهة انتموا. وقد جاء طلب هذه المبادرة من المعارضة واستجاب له الوفد الحكومي. وقبل ظهر اليوم، تُعقد جلسة ختامية، يناقش فيها الابرهيمي مع الطرفين ما يمكن أن يتضمنه البيان الختامي و"الدروس المستخلصة من جولة التفاوض الأولى".


الوفد الحكومي
في جلسة امس، سجل الوفد الحكومي نقطة لمصلحته بفرض بند "مكافحة الارهاب" ووقف العنف على طاولة النقاش، بعد أيام من رفض الوفد الآخر دخول ما تسميه المعارضة "مسرحية سياسية". وقدم الوفد الحكومي مشروع بيان يدعو الى التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، والى ايجاد آلية يتم التوافق عليها من أجل "تحقيق الامن والاستقرار والسلام وعودة الهدوء الى سوريا". وتضمن المشروع أربع نقاط:
1 - العمل بشكل جدي ووثيق وفوري لمكافحة الارهاب وملاحقة التنظيمات الارهابية المسلحة في كل الأراضي السورية ووضع الآليات التنفيذية لتحقيق الهدف.
2 - دعوة جميع الدول لتحمل مسؤولياتها والتزامها المساعدة على مكافحة الارهاب ومنع ووقف تمويل الاعمال الارهابية ومنع رعايا تلك الدول أو المقيمين على أراضيها من توفير الاموال لاستخدامها في الاعمال الإرهابية ووضع حدٍ لتجنيد الارهابيين والامتناع عن تزويدهم السلاح أو تدريبهم، الى وقف التحريض الاعلامي لتبرير تلك الاعمال.
3 - أن تعمل دول الجوار لسوريا لضبط حدودها بشكل فعال لوقف تدفق الارهابيين والسلاح.
4 - تبادل المعلومات الامنية المتعلقة بتحركات الارهابيين وشبكاتهم ووثائق سفرهم والاتجار بالأسلحة.
وأفادت أوساط شاركت في المفاوضات، إن الجلسة كانت على مستوى عالٍ من الاحتدام (بعد دقيقة الصمت الأولى)، وخصوصاً بعدما عرض الوفد الحكومي ورقته لمكافحة الارهاب والردود التي تلقاها من الوفد المعارض الذي وصف هذه الورقة بانها "مسرحية سياسية". وقالت الاوساط أن رئيس الوفد السوري بشار الجعفري جدد الحملة على السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد، واصفاً أياه بـ"الشيخ فورد السلفي". واضافت ان الوفد الحكومي اقترح حلاً أمنياً على اساس تأمين مدينة تلو المدينة، وأن يترك المسلحون في هذه المدن سلاحهم، "وإلا سيكون مصيرهم إما الجنة أو تركيا". ونصح الوفد المعارض بعدم العودة الى سوريا "خوفاً عليهم من انتقام داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام)"، التي هددت كل من يشارك في جنيف 2.
وعلم أن الوفد الحكومي طالب مجدداً بتوسيع وفد المعارضة في جولة المفاوضات المقبلة ليشمل أطيافها كافة، كما طالب بحصر الجلسات المقبلة في فترة قبل الظهر "اذ لا حاجة الى الجلسات التشاورية بعد الظهر".


 


وفد المعارضة
أما وفد المعارضة، فكان جاهزاً للعرض الحكومي، وقالت مصادره ان المعارضة واجهت الطرح الذي قدمه الجعفري بمداخلة تحدثت عن "تاريخ النظام السوري منذ العام 1964، وعن وجود القوات السورية في لبنان منذ العام 1975 وعما ارتكبه هذا النظام في لبنان". وأوضحت ان المعارضة تملك وثائق مثبتة عن وجود علاقة بين النظام السوري و"داعش" و"أن هناك معتقلين اعتقلتهم داعش ووجدناهم لاحقاً لدى النظام". واستند الوفد الى تقرير اعدته منظمة "هيومان رايتس ووتش" ونشرته أمس، وهو يحمل النظام السوري مسؤولية جرائم ارتكبت خلال الفترة الماضية من طريق استخدام سلاح "البراميل".
وصرح الناطق الرسمي باسم وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي في مؤتمره الصحافي بعد الجلسة ، بان هناك خلافاً كبيراً مع النظام في تفسير جنيف1، "فالنظام يريد تنفيذ النقاط المتعلقة بملف العنف، ونحن في رأينا أن هذا الطريق عكس التسلسل الحقيقي والمنطقي، او وضع العربة امام الحصان. "وقف اطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار، هذه النقاط مهمة، لكن آلية تنفيذها هي تشكيل الهيئة الانتقالية".


جنيف 3
في هذه الاثناء، وتحضيراً لجنيف3، أبلغت اوساط الوفد المعارض لـ"النهار" ان احتمال التغيير في أعضاء الوفد وارد، وأن هذا التغيير، في حال حصوله، لن يعدل المُعطى السياسي المطروح انما التغيير سيكون"تقنياً فقط". وعلمت "النهار" ان الوفد المعارض طالب الابرهيمي بضمّ ضباط من "الجيش السوري الحر" وآخرين من المجموعات المسلحة الى الوفد. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحافيين ان للمعارضة "الحق في استدعاء من تشاء".
ولن تكون الفترة الفاصلة بين 31 كانون الثاني و11 شباط فترة استراحة بالنسبة الى الإبراهيمي، الذي سيتوجه اليوم مباشرة بعد اختتام جنيف2 الى ميونيخ للقاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري من أجل تقويم جولة مفاوضات جنيف 2. وتوقعت أوساط ديبلوماسية في جنيف أن يعمل الوزيران خلال الفترة الفاصلة للضغط على فريقي المفاوضات السوريين من أجل تسهيل مهمة الابرهيمي في الجولة المقبلة.
وفي هذا الاطار ترددت معلومات كثيرة عن لقاءات بعيدة من الاعلام عُقدت في العاصمة السويسرية برن بين مسؤولين أميركيين وروس وإيرانيين وشخصيات سورية من الطرفين المتنازعين، لكن الابرهيمي نفى هذه المعلومات وعلق عليها ساخراً: "سيكون ذلك عظيماً كي استطيع العودة الى منزلي، لكن استطيع القول ويا للأسف ان هذا الخبر لا أساس له من الصحة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم