الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"أثناء القدّاس في كاتدرائيّة القدّيسة تريزيا في ليزيو، أمطرت وروداً في عيدها"؟ FactCheck#

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
"أثناء القدّاس في كاتدرائيّة القدّيسة تريزيا في ليزيو، أمطرت وروداً في عيدها"؟ FactCheck#
"أثناء القدّاس في كاتدرائيّة القدّيسة تريزيا في ليزيو، أمطرت وروداً في عيدها"؟ FactCheck#
A+ A-

"عجيبة"، وفقا للزعم او لما أوحت به صفحات وحسابات. "اثناء القداس في كاتدرائية #القديسة_تريزيا في #ليزيو، في عيدها، أمطرت ورودا داخل الكنيسة". وقد ارفقت هذه الصفحات منشورها هذا بفيديو يوثق تلك اللحظات. في وقت عبّر مستخدمون كثر عن دهشتهم "روعة"، و"ليتمجد اسم الله"، و"شفاعتك يا قديسة تريزيا"... ادرك احدهم ان "الناس فاهمين أن ده من السما"، بينما القصة "منّا معجزة". FactCheck#

النتيجة: نعم، هذه المشاهد صُوِّرت في "ختام القداس الاحتفالي بعيد القديسة تريزيا الطفل يسوع في بازيليك ليزيو في 29 أيلول 2019"، على ما يؤكد #الاب_أوليفييه_روفراي P.Olivier Ruffray، رئيس بازيليك القديسة تريزيا في ليزيو لـ"النهار". غير ان "مطر الورود" الذي يشاهد في الفيديو ليس أعجوبة او "عجيبة" كما ذكرت او اوحت به صفحات وحسابات وتعليقات، بل "بتلات الورود تلك القيت من قبب البازيليك، كتقليد كنسي، رمزا لما وعدت به القديسة قبل موتها بأن ترش علينا نعماً ستحصل لنا عليها من يسوع المسيح، بواسطة صلاتها وشفاعتها". وبمشاهدة الفيديو على مهل، يمكن ملاحظة أيد وهي تلقي بالبتلات من القبب العالية. 

"النّهار" سألت ودقّقت من أجلكم

الوقائع: في الساعات الماضية، تكثف تناقل فيديو "القداس في كاتدرائية القديسة تريزا في ليزيو" على صفحات وحسابات ذات طابع مسيحي خصوصا. 1,37 دقيقة... وخلالها، تشاهد بتلات ورود تنثر في الارجاء، في وقت يظهر موكب اساقفة وكهنة مغادرا (الهيكل في الخلفية)، على وقع عزف اورغن. وقد ارفق الفيديو بالشرح الآتي (بحرفيته): "اثناء القداس في كاتدرائية القديسة تريزيا في ليزيو، في عيدها، أمطرت ورودا داخل الكنيسة". وايضا "عجيبة... اثناء القداس في كاتدرائية القديسة تريزيا في ليزيو...". والمشاركات في الفيديو على قدم وساق، والتفاعل معه واسع. 

التدقيق:

-نعم، هذا الفيديو التُقِط في بازيليك القديسة تريزيا في #ليزيو بـ#فرنسا (هنا موقع Sanctuaire de Lisieux)، وتحديدا "في ختام القداس الاحتفالي بعيد القديسة تريزيا، والذي اقيم الساعة 10,30 قبل ظهر الأحد 29 أيلول 2019، والذي ترأسه رئيس اساقفة رئيس أساقفة كيبيك كبير اساقفة كندا الكاردينال جيرالد سيبريان لاكروا"، وذلك بتأكيد الاب أوليفييه روفراي P .Olivier Ruffray، رئيس بازيليك القديسة تريزيا في ليزيو لـ"النهار".

في واقع الامر، يُشاهَد الكاردينال لاكروا في الفيديو (الدقيقة 1,17)، ويُسمع وهو يقول مبتسما: C’est Magnifique اي هذا رائع (1,24)، في اشارة الى بتلات الورود التي ملأت الأرجاء.

-كلا. تساقط بتلات الورود في الارجاء ليس "اعجوبة"، كما ذكرت او اوحت به صفحات وحسابات، بل "تقليد نقيمه في ختام القداس الاحتفالي بعيد القديسة تريزيا، كرمز لما وعدت به القديسة قبل موتها بأن ترش علينا نعماً ستحصل لنا عليها من يسوع المسيح، بواسطة صلاتها وشفاعتها"، على ما يوضح الاب روفراي خلال اتصال أجرته به الـ"النهار".

بمشاهدة الفيديو على مهل، يمكن ملاحظة أيد وهي تلقي بالبتلات من القبب (التوقيت 0,02، 0,05، 0,39، 1,31).  

-في 30 أيلول من كل سنة، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بـ"دخول القديسة تريزيا الحياة". 30 أيلول 1897 هو تاريخ رقادها ودخولها السماء. القديسة تريز الطفل يسوع والوجه الاقدس، والتي تعرف ايضا بـ"تريزيا الصغيرة" (1873- 1897)، راهبة كرملية، "معلمة المبتدئات"، اشتهرت بسيرتها "قصّة نفس"، وايضا بـ"طريق الطفولة الروحية". قال عنها البابا بيوس العاشر انها "اعظم قديسة في الازمنة الحديثة"، واعلنها البابا بيوس الحادي عشر قديسة (17 ايار 1925) وشفيعة المرسلين. وفي 19 ت1 1997، اعلنها البابا يوحنا بولس الثاني "معلمة وملفانة للكنيسة".

الى جانب "قصّة نفس" Histoire d'une âme ومخطوطات اخرى، اشتهرت القديسة تريزيا بأقوال، منها "عندما سأصبح في السماء، غالبا ما يكون علي ان املأ يدي الصغيرتين صلوات واماتات كي اتيح لنفسي لذة رشها امطار نعم على النفوس"... "ستكون شبه امطار من ورود... بعيد موتي، توجهن صوب صندوق البريد، فتجدن فيه بطاقات سلوان" (المحاورات الاخيرة، او الدفتر الاصفر).

عند هذين "الوعدين للقديسة تريزيا"، يتوقف الاب روفراي. "قبل موتها، وعدت بأن ترش أمطارا من الورود عندما تصبح في السماء، وبأن تمضي سماءها في فعل الخير على الارض. وهذان القولان يعنيان ان تريزيا تصلي من أجلنا في السماء. وبتلات الورود التي ترسلها الينا هي النعم التي تحصل لنا عليها من يسوع المسيح، بواسطة صلاتها وشفاعتها".

القول الأول ("سيكون الامر كمطر من الورود") نجده في "المحاورات الاخيرة" او "الدفتر الاصفر"، وهو مؤرخ في 9 حزيران 1897. والقول الآخر ("نعم، اريد ان اقضي سمائي في فعل الخير على الارض، وهذا ليس مستحيلا...") مؤرخ في 17 تموز 1897.   

خلال الأسبوع الذي يسبق الاحتفال بعيدها، "نعمد الى جمع الورود التي وضعها زوار ومؤمنون عند ذخائرها، ثم ننتفها كما كان يحلو للقديسة تريزيا ان تفعل من أجل يسوع"، على قوله. وفي ختام القداس الاحتفالي، عند الخروج من البازيليك، تلقى "بتلات الورود من قبب الكاتدرائية، لرشها على الناس".

هذا التقليد تحييه الكنيسة في ليزيو، "كل سنة، في عيد القديسة تريزيا، وفي الاسبوع الأخير من أيلول"، على ما يفيد الاب روفراي. ويتم ايضا رش بتلات الورود على ذخائر القديسة "لدى حملها من البازيليك الى دير الكرمل في ليزيو، حيث أمضت القديسة حياتها الرهبانية". وهذا ما يحصل ايضا لدى زيارة ذخائر القديسة مختلف البلدان، "بحيث يعمد الناس الى القاء بتلات الورود عليها، لأنهم يعرفون ان البتلات ترمز الى النعم التي وعدت القديسة بان تحصل لنا عليها من يسوع المسيح".

-هنا بعض أشهر أقوال للقديسة تريزيا: 

*مهمتي أن اجعل الناس يحبون الله كما أحبه أنا، وان أدل النفوس الى طريقي الصغير، طريق الطفولة الروحية. 

*أن يحيا المرء من الحب يعني، مع يسوع، ان يتسلق جبل الجلجلة، ويعني النظر الى الصليب كأنه كنز. 

*القداسة لا تكمن في هذه الممارسة او تلك. انها تقوم في حالة قلب تجعلنا متواضعين، صغارا، بين يدي الرب، واعين ضعفنا، زاثقين حتى التجرؤ برأفة الآب. 

*إنما سمائي هي تمكني من أن استمطر، على النفوس، نعم يسوع وألسنة نار حبه، نعما والسنة وحدها تعرف كيف تلهب القلوب وتثلجها. 

*أنا لا أموت، أنا أدخل الحياة.  

النتيجة: صحيح ان هذه المشاهد صُوِّرت في "ختام القداس الاحتفالي بعيد القديسة تريزيا في بازيليك ليزيو في 29 أيلول 2019"، على ما يؤكد الاب روفراي. الا ان الايحاء او القول بان "مطر الورود" الذي يشاهد في الفيديو "عجيبة"، خاطىء كليا. "بتلات الورود تلك القيت من قبب البازيليك، كتقليد رمزا لما وعدت به القديسة قبل موتها بأن ترش علينا نعماً ستحصل لنا عليها من يسوع المسيح، بواسطة صلاتها وشفاعتها". 

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم