الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الغرق أكثر رعباً من الحرب

سمير عطاالله
Bookmark
الغرق أكثر رعباً من الحرب
الغرق أكثر رعباً من الحرب
A+ A-
يقول جورج أورويل، شكسبير النثر الانكليزي، إن أهوال الحرب العالمية الأولى لم تبعث فيه الشعور الرهيب الذي انتابه لدى غرق "التيتانيك" قبل سنوات قليلة: ذلك الشعور بالغرق في العدم. الحروب شعور عام ليست في قوة الفزع الفردي. معارك لها هدنة أو نهاية. سقوط ختامه قيامة بصرف النظر عن آلام الطريق. أما الشعور بأنك تتفرج على غرقك ببطء، وأن القاع هو النهاية، فقد جعل اورويل يهتز عندما شعر "كمن حملك أحدهم ورفعك فوق المياه، ثم رماك".تتبادل الطبقة السياسية التهم حول الغرق فيما المياه المالحة قد تخطت جميع الصدور. في مطالعة أخرى من مطالعاته الخالدة، يحمِّل أورويل هذه الطبقة في انكلترا مسؤولية الانزلاق إلى اليمّ: "ليست انكلترا تلك الجوهرة التي تلمع دائماً في أقوال شكسبير، ولا ذلك الجحيم الذي يتحدث عنه جوزف غوبلز. إننا نشبه عائلة متواطئة في مؤامرة صمت على مصادر دخلها. شبابها مبعدون عموماً عن المشاركة، ومعظم السلطة في ايدي اعمام متهورين وعمات مريضات. تلك الطبقة الحاكمة كانت تستعين في شؤون الادارة بحديثي النعمة، المغرورين". من اجل الدقة في الوصف، يستخدم اورويل التعبير الفرنسي Parvenus، حديثي النعمة.التشابه بين انكلترا الماضية والدول المصابة ينتهي هنا. فالعائلة الانكليزية المتهافتة سرعان ما تتحد في وجه أي خطر خارجي أو عميل داخلي. ويروي أورويل أن الصحف المأجورة لم تكن تستأهل أي ملاحقة. فالناس لم تكن تمد يداً لشرائها عن الأرصفة.كان أورويل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم