الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما هو "سور أفريقيا العظيم" الذي سينقذ العالم؟

جاد محيدلي
ما هو "سور أفريقيا العظيم" الذي سينقذ العالم؟
ما هو "سور أفريقيا العظيم" الذي سينقذ العالم؟
A+ A-

تزداد عواقب تغير المناخ حول العالم مع مرور كل دقيقة، وبينما نشعر بأن المستقبل أصبح أسود ولا يمكن تغييره، تقوم بعض الجمعيات والبلدان بمشاريع تمنحنا بعض الأمل، مثل مشروع "السور الأخضر العظيم" الذي تقوده أفريقيا والذي يهدف إلى تنمية ما يقرب من 8000 كم في جميع أنحاء القارة، من أجل الوقوف بوجه تغير المناخ والتصحر، بالإضافة الى تحسين حياة ملايين الأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق. الآن اكتمل 15٪ من الجدار الأخضر الكبير، وبالفعل، تم إضفاء الحياة على المناطق المهجورة والصحراوية بشكل لم يسبق له مثيل. وتعود فكرة إنشاء جدار أخضر مصنوع من الأشجار إلى منتصف القرن الماضي، والتي اقترحها أولاً ريتشارد سانت باربيبيكر وهو ناشط إنجليزي. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ هذا المشروع فعليًا حتى عام 2007، واليوم بدأنا نرى النتائج الأولى لهذه المبادرة.



تم إحياء 40 مليون هكتار من الأراضي المهجورة والصحراوية حتى الآن عبر زرع الأشجار والنباتات، ما يوفر 500000 طن إضافي من الحبوب سنوياً، وهو ما يكفي لإطعام 2.5 مليوني شخص. وإذا استمر تطوير المشروع بهذه الوتيرة، فسوف يكون بمثابة شريان الحياة لبعض أفقر المناطق في أفريقيا، ويعيد الحياة إلى الصحراء، وبذلك يصبح في أهميته أعظم من سور الصين العظيم لأنه قد ينقذ الكوكب والحياة. من المفترض أن يمتد الجدار الأخضر الكبير إلى 1927421.975 مليار فدان، ويضم 232 مليون شخص، وهو سيساعد أيضًا اقتصاد 11 دولة يعبرها. يزرع الآلاف من الناس الأشجار ويشاركون مباشرة في المشروع الذي سيستغرق بالتأكيد أكثر من عقد من الزمن. كما أنه سوف يوفر الأمن الوظيفي للعاملين في هذا المشروع بالإتحاد مع الكثير من الجمعيات، وبالتالي سيساهم أيضاً في الحد من الهجرة في أفريقيا.



بمجرد اكتماله، سيطلق الجدار الأخضر الكبير تغييرات إيجابية متعددة في القارة الأفريقية بما في ذلك حلّ مشاكل التصحر وتدهور الأراضي والجفاف؛ إعادة تأهيل حوالي 8،687 ميلاً مربعاً من الأراضي المتدهورة في المناطق الجافة للأغراض الزراعية؛ إنشاء أنظمة بيئية أكثر استدامة لمناطق الصحراء والساحل من خلال الموارد الطبيعية مثل المياه والتربة والنباتات والحيوانات؛ عزل 250 مليون طن من الكربون ومكافحة تغير المناخ وتلوث الهواء بشكل فعال؛ تحسن كبير في الظروف المعيشية من خلال خلق 10 ملايين وظيفة في المناطق الفقيرة، بالإضافة إلى تأمين الأمن الغذائي لـ 20 مليون شخص يعانون الجوع كل عام. العمل على الجدار الأخضر الكبير يجب أن ينتهي بحلول عام 2030، وبمجرد اكتماله، سيصبح الجدار الأخضر الكبير أكبر هيكل حي على الكوكب، ويبني عالماً أفضل للأجيال الجديدة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم