الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إشكال فمكمن مسلّح وجريمة مروّعة... حسين عميص غُدر والسبب "شريط كهرباء"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
إشكال فمكمن مسلّح وجريمة مروّعة... حسين عميص غُدر والسبب "شريط كهرباء"
إشكال فمكمن مسلّح وجريمة مروّعة... حسين عميص غُدر والسبب "شريط كهرباء"
A+ A-

ضحية جديدة دفعت حياتها ثمناً للسلاح المتفلّت في لبنان. هذه المرة كُتب على ابن بلدة عبا الجنوبية حسين خضر عميص أن يفارق الحياة بعدما غُدر بإطلاق النار عليه، ليصاب في رأسه، نقل إلى المستشفى، قاوم الموت لأيام قبل أن يستسلم له يوم أمس، معلناً الرحيل تاركاً ولدين أصغرهما يبلغ من العمر شهرين.

إشكال ومكمن

"خلاف على شريط كهرباء كلّف حسين روحه"، قال صديقه علي ت. لـ"النهار"، مضيفاً: "اشترى حسين شقة في مشروع سكني عائد ليحيى ع، وقبل فترة حصل خلاف بينهما على خلفية طلب يحيى من حسين إزالة شريط كهرباء كان قد وصله إلى حين تركيب عداد كهربائي تقدم بطلب للحصول عليه، خشية من أن يدفع يحيى قيمة الضبط فيما لو سُطّر. حصل تلاسن بين الاثنين تبعه تضارب، انتهى بضرب حسين ليحيى بعصا على رأسه، الأمر الذي دفع بالأخير إلى رفع دعوى على حسين". وتابع: "بعد مرور نحو ثلاثة أسابيع على الحادث، وبالتحديد يوم الأربعاء الماضي، كمن نعمة شقيق يحيى لحسين الذي كان متوجهاً مع ابنته إلى سيارته من نوع رابيد لإيصالها إلى الكشاف، صوّب بندقية كلاشينكوف إليه وأطلق منها طلقتين متفجرتين، الأولى أصابت السيارة فيما أصابت الثانية رأس حسين".


ألم الرحيل

"نقل حسين (32 سنة) إلى مستشفى راغب حرب، حاول الأطباء القيام بكل ما في وسعهم لإنقاذه، إلا أنه في الأمس لفظ آخر أنفاسه عند الساعة الرابعة والنصف من بعد الظهر، أطبق عينيه إلى الأبد ورحل، تاركا ابنةً تبلغ من العمر 4 سنوات وطفلاً يبلغ من العمر شهرين هما في أمسّ الحاجة إليه"، قال علي، موضحاً: "تم توقيف القاتل الذي سُلّم في الأمس إلى القوى الأمنية التي باشرت التحقيق معه". وهذا ما أكده مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" الذي قال: "التحقيق مستمر مع نعمة الذي أطلق النار على حسين من سلاح حربي من نوع كلاشينكوف".

بلدة عبا ارتدت ثوب الحداد على فقيدها الذي كان يعمل في تنجيد فرش السيارات والبرادي الخارجية. وهو، كما قال علي: "من خيرة الشباب، الآدمي، الخلوق والهادئ المعروف بين الجميع بطيب معشره"، لافتاً إلى أن "كل الكلمات لا يمكن أن تصف أخلاقه الحميدة، ولا الحزن العميق على فراقه، فقد كان نعم الأب والصديق والرفيق الذي من الصعب أن تكرر الأيام شبيهاً له". وأضاف: "منذ لحظة غدره إلى اليوم والوضع في البلدة متوتر، وبعد ظهر اليوم سيوارى في الثرى، سنزفّه عريساً من جديد، لكن هذه المرة إلى مثواه الأخير".

لائحة تطول

لائحة ضحايا السلاح المتفلّت تطول. ففي شهر حزيران الماضي أردى الفتى محمد دياب والده حسن قتيلاً في الهرمل، بعدما انتظر خروج والدته إلى عملها في التنظيفات في المدرسة المهنية الرسمية - الهرمل، فيما والده وأشقاؤه نائمون، حمل الكلاشينكوف وتوجه إلى حيث يرقد حسن في غرفة الجلوس، ضغط على الزناد وأصابه بتسع طلقات في ظهره قبل أن يفرّ من المكان، وكان السبب تصرُّف والده الشديد مع والدته وأشقائه. وبعدها بشهر دفع ابن بلدة حربتا البقاعية محمد علي المولى ثمن السلاح المتفلّت بعدما أصيب بعيارين ناريين من طريق الخطأ لتفارق الروح جسده على الفور حين أنهى تناول السحور في منزل صديقه في وادي الزينة وعاد أدراجه إلى منزله في برج أبي حيدر في بيروت، فلم يتمكن من الوصول بعد أن سقط وهو في منتصف الطريق بالقرب من مصلى في السعديات. وقبلها بسنة خسر أحمد زغلول (15 سنة) حياته حين كان متوجهاً إلى عمله حين أوقفه شبان، حكموا عليه بالموت ونفذوا حكمهم على الفور من دون أن يرفّ لهم جفن، أركعوه على الأرض، صوّب أحدهم البندقية إلى صدره مطلقاً النار عليه، خرقت الطلقة شريان قلبه قبل أن تخرج من ظهره، غرق بدمائه لافظاً أنفاسه الأخيرة، وكاميرات هواتف الموجودين تلتقط مشاهد الرعب اللئيمة بدم بارد.

كما لم ينسَ اللبنانيون الفاجعة التي حلت في شهر نيسان من سنة 2017 في بلدة قب الياس، إثر الجريمة المزدوجة التي راح ضحيتها صاحب "إكسبرس" وزبون هما طلال العموري وخليل القطان، بعدما أطلق شاب عشريني طلقتين ناريتين أدتا إلى مفارقتهما الحياة، على خلفية مشادّة كلامية بينه وبين طلال تدخل على إثرها خليل، لتكون نهايتهما في لحظات.

مسلسل السلاح المتفلّت مستمر بعرض حلقاته، فإلى متى سيدفع الأبرياء الثمن من أرواحهم وفلذات أكبادهم؟ وألم يحِن الوقت لتعلن الدولة انتهاء عرضه؟!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم