السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

انقسام إسرائيلي حيال الفخ لـ"حزب الله" وتحذير للبنان

انقسام إسرائيلي حيال الفخ لـ"حزب الله" وتحذير للبنان
انقسام إسرائيلي حيال الفخ لـ"حزب الله" وتحذير للبنان
A+ A-

على رغم تراجع التوتر الذي شهدته الحدود اللبنانية - الإسرائيلية الأحد بعد التصعيد الخطير وتبادل قصير لإطلاق النار، لا يزال احتمال حصول مواجهة جديدة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي قائماً، وسط معلومات عن توجيه وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس تحذيراً إلى لبنان بواسطة ألمانيا.

وعادت الحياة في القرى الحدودية الإسرائيلية الى طبيعتها ومارس السكان نشاطاتهم طبيعياً. لكن آثاراً لتصعيد الاحد بقيت في الاماكن التي وصلت إليها صواريخ الحزب، إذ أمكنت رؤية حقول محترقة، بينما نصب حاجز تفتيش عسكري في منطقة أفيفيم.

ورأى معلقون اسرائيليون أن نتائج التصعيد تتيح للجانبين الخروج من التوتر، بينما انقسموا حيال كشف "مناورة التضليل"، أو "الفخ” الذي نصبه الجيش الاسرائيلي لـ"حزب الله".

وليست "المناورة" التي تحدث عنها الاعلام الاسرائيلي إلا عملية اجلاء زائفة لجريحين وهميين أعد لها الجيش سلفاً لإيهام الحزب بأنه أصاب هدفه وأن عمليته نجحت.

وكان الحزب سارع الاحد الى الاعلان عن استهداف آلية عسكرية إسرائيلية "وقتل وجرح من فيها".

وبثت القنوات الاسرائيلية مشاهد لعمليات اجلاء في مكان الهجوم، وصوراً لجنود يحملون جرحى مضرجين بدماء على نقالات إلى هليكوبتر.

ولزم الجيش الاسرائيلي الصمت حيال حصيلة هجوم "حزب الله" ، ورد على الهجوم بقصف أطراف مارون الراس الحدودية بعشرات القذائف المدفعية. وبعدما انجلى "دخان" القصف، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه لم يسقط له أي ضحايا.

عندها، كثرت التكهنات عما حصل. وأفاد اعلاميون اسرائيليون لاحقاً أن عملية الإجلاء كانت وهمية ومعدة سلفاً لايهام الحزب بسقوط ضحايا.

ولم يتبدد الغموض الا بعدما صرح وزير الهجرة يؤاف غالانت بعد القصف المتبادل بساعة بأن "لا مصابين في الجانب الإسرائيلي".

وتبين أمس أن الجيش الإسرائيلي استعد لهجوم الحزب منذ يوم السبت في 25 آب، عندما قصفت اسرائيل خلية إيرانية يعتقد أنها كانت تستعد لإطلاق طائرة مسيرة مفخخة لشن هجوم عليها.

وأقر وزير الخارجية الاسرائيلي بأن نقل هليكوبتر إسرائيلية "جنديين جريحين" إلى مستشفى رمبام في حيفا كان "مناورة تضليل"، وخطوة تكتيكية عسكرية شارك في وضعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ودافع زير الطاقة الإسرائيلية يوفال شتاينتس عن كشف إسرائيل "المناورة"، بينما وصفه الوزير السابق نفتالي بينيت بأنه خطأ خطير.

وسبقه عضو الكنيست يائير لبيد منتقداً ما حصل، وكتب في تغريدة أن "الأطفال اليهود في شمال البلاد في الملاجئ لأن نتنياهو اختار خلط الأمن بالسياسة والتباهي عوضه التصرف بصمت وسرية".

وفي مقابل الانقسام حيال "الفخ"، بدا أن ثمة اجماعاً على أن حصيلة التصعيد ترضي الجانبين.

ولاحظ الكاتب الاسرائيلي عاموس هارئيل في صحيفة "هآرتس" أن النتائج تتيح للجانبين الخروج من التوتر، ذلك أن "حزب الله" صفّى حسابه مع إسرائيل بإطلاق صواريخ مضادة للدبابات على موقع للجيش ومركبة عسكرية، وإسرائيل نجحت في إنهاء الحادث من دون إصابات.

وبالشكل الذي تبدو فيه الأمور حالياً، لم يستبعد الكاتب أن تكون جولة العنف قد انتهت، "مع أن الجيش سيضطر إلى الحفاظ على جهوزية عالية على طول الحدود، على الأقل خلال أيام قليلة للتأكد أن حزب الله لا يحضّر لنا مفاجآت أُخرى".

وتحت عنوان "في القدس نتنياهو راض، وفي بيروت نصرالله سعيد"، كتب المحلل العسكري رون بن يشائي في صحيفة "معاريف" أن صدفة انتهاء هجوم "حزب الله" من دون إصابات لم يكن مصادفة.

وقال: "لم تقع إصابات في الجيش لأن قادته ومقاتليه، من رئيس الأركان مروراً بقائد المنطقة الشمالية، الى قادة الفرق قدّروا بصورة صحيحة ما سيفعل نصر الله وعناصره، واستعدوا جيداً، وردّوا بصورة صحيحة". مع ذلك، نبه الى أمرين: الأول، ألّا يكتفي "حزب الله "بهجوم واحد، وأن يرسل عناصره للقيام بعملية انتقام لإيقاع ضحايا بين الإسرائيليين، والثاني أن يحاول قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني تنفيذ عملية انتقامية بنفسه.

وفي خضم النقاش في شأن كشف "الفخ" ونتيجة التصعيد، أعاد المعلقون الاسرائيليون تركيز الأضواء على مشروع تطوير الصواريخ والقذائف إلى صواريخ دقيقة.

وقال بن يشائي إن الإيرانيين و"حزب الله" يحاولون دفع هذا المشروع قدماً بقوة، وبجهد كبير، ومن دون خوف في هذه الأيام تحديداً.

واستناداً الى بيانات الخارجية الإسرائيلية، طلب وزير الخارجية من نظيره الألماني هايكو ماس نقل تهديد إلى الحكومة اللبنانية مفاده أنه "إذا لم توقفوا نشاطات حزب الله ضد إسرائيل، سيتكبد لبنان بكامله خسائر، وسيُصاب بقسوة”.

نصر الله طلب وقف النار!

إلى ذلك، نسبت صحيفة "هآرتس" إلى مسؤول أمني اسرائيلي بارز أن "حزب الله" طلب من اسرائيل وقف تبادل النار الأحد. وقال إن نصرالله بعث بالرسالة عبر دول أخرى طالباً وقف الأعمال العدائية. وأضاف: "تلقينا طلبات من لبنان عبر طرف ثالث يدعونا الى عدم الرد" على النار.

وأوضحت مصادر سياسية وعسكرية أخرى ان الأطراف هم فرنسا ومصر والولايات المتحدة.

وقال المصدر الأمني: "اتصلوا بنا...نصرالله تحرك عبر (رئيس الوزراء سعد) الحريري، طالباً إنهاء الحادث. كان واضحاً بالنسبة إلينا أنه من منظور نصرالله، يريد وقف القتال لأنه أراد انهاء بشرف. لست معنياً باعتبارات نصرالله ما دامت مصالحنا تتقدم في ما يتعلق بالتهديدات".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم