السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

انطلاقة متوترة للمؤتمر الدولي حول سوريا

المصدر: وكالات
A+ A-

اتسم اللقاء الاول لمسؤولين في النظام السوري ومعارضين له في الخارج في مدينة مونترو السويسرية من اجل وقف دورة العنف في سوريا، بحرب كلامية وخصوصا في شأن مصير الرئيس بشار الاسد الذي يرفض وفده ان يكون هذا الامر مطروحا للنقاش. وشهد المؤتمر بداية صعبة في أجواء متوترة، الى تبادل للتهم بـ"الخيانة" وتلاسنابين الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون ووزير الخارجية السوري وليد المعلم.


قال الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون في خطابه الافتتاحي امام ممثلي نحو 40 دولة ومنظمة بينها وفدا النظام والمعارضة: "بعد نحو ثلاث سنوات طويلة من النزاع والمعاناة في سوريا، اليوم هو يوم أمل". ولفت الى "اننا نواجه تحديات استثنائية"، داعياً المشاركين السوريين تحديدا الى "انطلاقة جديدة". وأضاف: "ان هذا المؤتمر يشكل فرصة لتظهروا وحدتكم... ان جميع السوريين يتجهون بأنظارهم اليكم اليوم... امامكم انتم ممثلي المعارضة والحكومة السورية فرصة هائلة .. وعليكم مسؤولية تجاه الشعب السوري". ورأى ان على القوى الدولية "ان تبذل كل ما في وسعها لمساعدتهم على تحقيق هذه الاهداف". وتساءل: "كم من القتلى سيسقطون في سوريا بعد... اذا اهدرت هذه الفرصة؟" وخلص الى ان "لا بديل من وضع حد للعنف... دعونا نثبت للجميع ان العالم يمكنه ان يوحد صفوفه".
وشدد وزير الخارجية الاميركي جون كيري في كلمته على أن لا مكان للأسد في الحكومة الانتقالية لأنه فقد شرعية القيادة. وقال: "نرى خيارا واحدا فقط... التفاوض على حكومة انتقالية تشكل بتوافق متبادل... هذا يعني أن بشار الأسد لن يكون جزءا من هذه الحكومة الانتقالية. ليست هناك أي طريقة ممكنة لأن يسترد شخص قاد ردا وحشيا على شعبه شرعية الحكم".
بينما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من "محاولات تفسير هذه الوثيقة بشكل او بآخر"، في اشارة الى الدعوة لتأليف حكومة انتقالية في سوريا عبر الاتفاق الذي توصلت اليه القوى الكبرى عام 2012 في ختام مؤتمر جنيف 1. ولاحظ ان تسوية النزاع الجاري في سوريا "لن تكون سهلة ولا سريعة"، مبرزا "المسؤولية التاريخية" التي يتحملها اطراف النزاع. وكرر موقف موسكو عن وجوب عدم تدخل "لاعبين خارجيين" في شؤون سوريا الداخلية، إلا أنه اعتبر أيضا إن إيران التي لا تشارك في مؤتمر جنيف 2 يجب أن تكون جزءاً من الحوار الدولي.


المعلم
وفي موقف تحد، وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمته ممثلي المعارضة السورية الجالسين قبالته بـ"الخونة" و"عملاء لأعداء" سوريا. وقال ان من يريد "التحدث باسم الشعب السوري لا يجب ألا يكون خائنا للشعب وعميلا لاعدائه". وتوجه الى المعارضة السورية المشاركة في المؤتمر قائلاً: "ماذا فعلتم يا من تدعون انكم تتحدثون باسم الشعب السوري؟ أين أفكاركم وبرنامجكم عدا المجموعات الارهابية المسلحة؟... انا على يقين انكم لا تملكون اي شيء وهذا جلي للقاصي والداني".
وأضاف: "من يريد ان يتحدث باسم الشعب السوري فليتفضل إلى سوريا... من يريد أن يتحدث باسم الشعب السوري فليصمد ثلاث سنوات تحت الإرهاب ويقاوم ويقف ثابتا في وجهه... ثم فليتفضل إلى هنا ليتحدث باسم الشعب".
وخاطب وزير الخارجية الاميركي: "لا أحد في العالم، سيد كيري، له الحق في إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سوريا إلا للسوريين أنفسهم".
وفي معرض دفاع المعلم الطويل عن سياسة النظام السوري، تدخل الامين العام للامم المتحدة مقاطعا بحجة انه تجاوز الدقائق العشرين المخصصة له. ورد المعلم بأن بان نفسه تحدث 25 دقيقة وأنه يريد التعبير عن موقف بلاده وواصل كلامه.


الجربا
ودعا رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" احمد الجربا الوفد الحكومي السوري الى توقيع وثيقة "جنيف1" من اجل "نقل صلاحيات" الاسد الى حكومة انتقالية. وقال: "اننا نوافق بشكل كامل على مقررات جنيف 1... ونريد أن نتأكد ان كان لدينا شريك سوري في هذه القاعة مستعد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوري وطني مثلنا... انني أدعوه الى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف1 بحضوركم جميعاً الآن، لنقم بنقل صلاحيات الأسد كاملة، بما فيها الصلاحيات التنفيذية والأمن والجيش والمخابرات إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سوريا الجديدة". ثم سأل: "سؤالي واضح ومباشر، هل لدينا هذا الشريك؟"
وأوضح انه "حضرنا إلى جنيف2 استناداً الى موافقتنا الكاملة على نص الدعوة التي وصلتنا من السيد بان كي- مون الأمين العام للأمم المتحدة والتي تنص على تطبيق وثيقة جنيف 1 وإنشاء هيئة الحكم الانتقالية التي هي موضوع مؤتمرنا هذا، وهي موضوعه الوحيد”. واكد ان المعارضة تعتبر هاتين النقطتين “مقدمة لتنحية بشار الأسد ومحاكمته مع كل من أجرم من رموز حكمه، وأي حديث عن بقاء الأسد بأي صورة من الصور في السلطة هو خروج بجنيف 2 عن مساره”.


سعود الفيصل
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان "من الضروري ان نحذر... من اي محاولات لتغيير مسار هذا المؤتمر في محاولة لتحسين صورة النظام وادعاء محاربته للارهاب". وافاد ان "حضور المملكة المؤتمر جاء بناء على الضمانات والتأكيدات التي تضمنتها دعوة الامم المتحدة، وهي ان هدف جنيف 2 تطبيق اتفاق جنيف 1”. واعتبر ان “من البديهي الا يكون لبشار الاسد او من تلطخت ايديهم بدماء السوريين اي دور في هذا الترتيب”. واضاف ان “الامل يحدونا بأن يتم التعامل مع الازمة بعيداً من محاولات الاستقطاب والاسترضاء التي كبلت مجلس الامن” في الملف السوري. ودعا الى ان يتبنى مجلس الامن “ما يتم التوصل اليه من اتفاق” في المؤتمر “وضمان تنفيذه”.
واسترعى الانتباه أن سعود الفيصل خاطب الجربا بلقب “فخامة الرئيس”، ووصف الائتلاف بأنه “الممثل الشرعي للشعب السوري”، وقد خرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم من القاعة لدى إلقائه كلمته.


فابيوس
وفي كلمات اخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان هدف المؤتمر “البحث عن حل سياسي لسوريا يتعلق بهذه السلطة الانتقالية التي تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية... لا يتعلق الامر باجراء نقاش عام حول سوريا، ولا باطلاق تهجمات وشعارات دعائية ولا كسب الوقت ولا القاء الخطب عبر تكرار كلمة الارهاب”. إلى وقف النار على الفور في سوريا وفتح ممرات انسانية لايصال المساعدات الى المدنيين. ورأى أن حكومة الأسد “تتحمل مسؤولية كبيرة عن هذا الموقف وأيضا عن صعود الارهاب الإجرامي الذي تقول إنها تحاربه لكنها في واقع الأمر متحالفة معه”.
وندد فابيوس لاحقاً امام الصحافيين بـ”المهاترات الطويلة والعدائية” للمعلم في مونترو. وقارن تصريحات المعلم بـ”الموقف المسؤول والديموقراطي لرئيس الائتلاف”.


سجال بين بان والمعلم في مونترو


(أب)


قرع الجرس خمس مرات خلال القاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف 2، منذرا بانتهاء الوقت المخصص له، الا أن رئيس الديبلوماسية السورية رفض الامتثال، الامر الذي أثار سجالاً حاداً بينه وبين الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون:
■ بان: هل يمكن أن تنهي من فضلك؟
- المعلم: وصلت الى هنا بعد 12 ساعة في الطائرة، يلزمني بضع دقائق اضافية لانهاء كلمتي. هذه سوريا.
■ بان: كم من الوقت يلزمك بعد؟
- المعلم: أعتقد 5 الى 10 دقائق.
■ بان: لا، لا. سأعطيك فرصة ثانية للكلام.
- المعلم: لا، لا يمكنني تجزئة كلمتي. يجب أن أتابع... سأبذل جهدي لاكون سريعاً.
■ بان: هل يمكنك الانتهاء في دقيقة أو دقيقتين؟
- المعلم: لا، لا أستطيع أن أعدك، يجب أن أنهي كلمتي... أنت تعيش في نيويورك، وأنا أعيش في سوريا. يحق لي أن أقدم الرواية السورية هنا في هذا المنتدى. بعد ثلاث سنوات من المعاناة، هذا حق لي.
■ بان: يجب أن نجري حوارا بناء ومتناسقا، أرجوك توقّف عن النبرة النارية.
- المعلم: انه بناء، أعدك، دعني أنهي كلمتي.
■ بان: في دقيقتين أو ثلاث أرجوك، سأعطيك فرصة ثانية.
- المعلم: تحدثت 25 دقيقة، أحتاج الى التحدث 30 دقيقة على الاقل.
بعد دقائق من معاودة المعلم كلامه، قاطعه بان مجددا. فقال له المعلم إنه بقيت له جملة واحدة فحسب فطلب منه بان التزام وعده، فرد المعلم: "سوريا تلتزم دائما وعودها"، الامر الذي أثار ضحك الوفد السوري خلفه وابتسامة ساخرة من الأمين العام.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم