السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

قصة الحاكم الذي دمّر حياته طمعاً بالحصول على "إكسير الحياة"

جاد محيدلي
قصة الحاكم الذي دمّر حياته طمعاً بالحصول على "إكسير الحياة"
قصة الحاكم الذي دمّر حياته طمعاً بالحصول على "إكسير الحياة"
A+ A-

يُعتبر تشين شي هوانغ من أقوى الحكام على مرّ التاريخ وأكثرهم قسوة، كان ملكاً لولاية تشين الصينية من 246 ق.م إلى 221 ق.م، وإمبراطوراً لأسرة تشين من 221 ق.م إلى 210 ق.م. وحّد ولايات الدول الصينية الست الكبرى المتصارعة المتنافرة، وأدخل عليها إصلاحات هائلة اكتسحت الفساد والإنحلال والتفكك الذي دام أكثر من 500 سنة بعد سقوط سلالة زو الحاكمة. وكانت هذه الإصلاحات من الأسس التي أبقت على الصين وعلى تراثها الحضاري ووحدتها الجغرافية حتى اليوم. كانت الصين قبله ممزقة، وكان أمراؤها يتصارعون ويتقاتلون، فعاشت هذه الإمارات في ظروف حربية مهلكة، إلا أن بوجوده تغيّر كل شيء. أما على الصعيد الشخصي، فكان الواقع مختلفاً جداً.

وبحسب موقع History Collection، كان هوانغ يعاني من حالة نفسية شديدة وهي الرعب والخوف من الموت، وبسبب التغييرات الهائلة التي حصلت في الصين وتحوله إلى زعيم كبير، زاد خوفه أكثر على نفسه وأراد أن يعيش ويحكم للأبد، إلى درجة أنه اقتنع بهذه الفكرة وقرر البحث عن إكسير الحياة الذي يبعده عن شبح الموت. لم يكتف الحاكم بانتظار المعجزة أن تحصل، بل تواصل مع فلاسفة وكيميائيين ومشعوذين للحصول على المشورة منهم، واستمر في رحلة البحث حتى قام أحد المشعوذين بإعطائه حبوب زئبق كحلّ موقت لإطالة العمر لأن خلطة الإكسير تحتاج إلى وقت لاختراعها. إلا أنه حصل ما لم يكن في الحسبان، فأدى تناول الملك للزئبق يومياً إلى إصابته بالتسمم والمرض، ما حولّه إلى شخص مجنون بكل معنى الكلمة، وأصبح الموت هاجساً مرعباً أكثر وأكثر. وبسبب ذلك، انعزل هوانغ عن العالم ولم يتواصل مع أي شخص سوى بضعة من رجاله المقربين. وفي تلك الفترة، أصدر العديد من الأوامر الغريبة، مثل دفن العلماء والباحثين وهم على قيد الحياة، كما قام بنفي ابنه الذي كان الوريث المباشر له.

في نهاية الأمر، وكما كان متوقعاً، أدى الزئبق إلى مقتل هوانغ الذي توفي بعمر 49 عاماً فقط، وذلك أثناء قيامه بجولة بين المقاطعات، وقد اكتُشفت جثته في مقصورته الملكية من قبل كبير حرسه والذي نقل الخبر بسريّة إلى المستشار الإمبراطوري، في العاشر من أيلول عام 210 ق.م. وبذلك يكون الإمبراطور قتل نفسه وبعمر صغير، طمعاً بالحصول على إكسير الحياة. وبعد وفاته، لم يتم الإعلام عن مصيره للشعب، بل استمر حرسه بالإدعاء بأنه حيّ، إذ كان يتم إرسال الطعام والتقارير الرسمية إلى المقصورة كل يوم، وذلك لأن المستشار لم يرغب بأن يصل الابن الأكبر إلى كرسي الحكم بسبب علاقته السيئة مع والده ومعه. وحتى يتم إخفاء رائحة الجثة قاموا بوضع عربتي أسماك أمام وخلف المقصورة. وفي النهاية قام المستشار بتزوير وثيقة تأمر الابن بأن ينتحر، ورتبّ لأن يستلم الحكم شخص مضمون أكثر، وبالفعل تم ذلك.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم