قمّة ترامب-روحاني المحتملة... لماذا قد لا تكون أفضل من قمم ترامب-كيم؟

يذكر كتاب "الوصول إلى نعم: التفاوض للوصول إلى اتّفاق بدون استسلام" لروجر فيشر وويليام يوري وللنسخ المنقّحة (2011) بروس باتون هذه الواقعة ضمن سلسلة طويلة من أمثلة التفاوض السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. الكتّاب الثلاثة مؤسّسون مميّزون لمشروع هارفارد للتفاوض، وهو مشروع يهدف الى تحسين نظريّة وتدريس وممارسة التفاوض وحل النزاعات. والمشروع جزء من برنامج التفاوض في كلية هارفارد للقانون ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا وكلية سيمونز وجامعة تافتس الأميركيّة.اختلاف الترجمات والتفاسيرمن أبرز المشاكل التي تعترض المتفاوضين بحسب الكتاب (ترجمة ونشر وتوزيع مكتبة جرير) هي سوء الفهم. شرح فيشر ويوري وباتون ما حصل سنة 1980 مع فالدهايم: "كلمة compromise (حل وسط) تفتقد ظاهراً في اللغة الفارسية إلى المعنى الإيجابي الذي تحظى به الكلمة الإنكليزيّة ومعناها ‘حل بمنتصف الطريق يمكن للطرفين التعايش معه‘، ولكن لها معنى سلبيّ فقط بالفارسية كما بالمثال ‘لقد انتقصت نزاهتنا‘. وبالمثل، كلمة mediator (وسيط) تفيد معنى ‘المتطفل‘ وهو شخص يقتحم المكان غير مدعوّ له".ويضيف الكتّاب: "أعيقت بشكل جدي جهوده حين أذاع المذياع الوطني الإيراني والتلفاز بالفارسيّة تعليقاً عند وصوله لطهران: I have come as a mediator to work out a compromise (أتيت متطفلاً لأعمل على الوصول لحلّ ينتقص منكم). وخلال ساعة، رجمت سيارته بالحجارة على يد الإيرانيين الغاضبين".يمكن تذكّر هذا المثل اليوم بعد ارتفاع أسهم دخول الولايات المتّحدة وإيران مرحلة جديدة من تخفيف التوتّر يمكن أن تنتهي بلقاء بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني، وفقاً لما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد قمة مجموعة السبع. القمّة الأميركيّة-الإيرانيّة بعيدة من أن تكون مؤكّدة. ولو حصلت، ستكون بعيدة من إنتاج ثمار إيجابيّة غير استمرار حالة التهدئة....