الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

صدمة في تيزرت المغربيّة: فيضانات حوّلت مباراة لكرة القدم مأتماً

المصدر: "أ ف ب"
صدمة في تيزرت المغربيّة: فيضانات حوّلت مباراة لكرة القدم مأتماً
صدمة في تيزرت المغربيّة: فيضانات حوّلت مباراة لكرة القدم مأتماً
A+ A-

استفاق سكان قرية #تيزرت جنوب #المغرب على هول الصدمة والحزن، بعد فيضانات حوّلت مباراة لكرة القدم مأتما، حيث أودت السيول بسبعة اشخاص، وفق حصلية رسمية نشرت ليل الأربعاء- الخميس.

ولا يزال البحث جاريا، الخميس، عن ضحايا محتملين آخرين، بينهم رجل ستيني في عداد المفقودين، بحسب معلومات استقتها وكالة "فرانس برس" من مصادر محلية.

وكانت طائرة مروحية تحلق صباحا فوق المنطقة التي جرفتها السيول، بينما تجمع سكان القرية الواقعة بضواحي مدينة تارودانت قبالة مسجد تقام فيه صلاة الجنازة ظهر الخميس.

وتخيم على القرية أجواء حزن وصدمة "من جراء الكارثة المفاجئة التي لم يتوقعها أحد"، بحسب شهادات نقلها مراسل وكالة "فرانس برس".

وقال شاهد عيان: "عمري 64 عاما، ولم أر في حياتي كارثة مثل هذه".

وأعرب ناجون، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، عن شعور بالحسرة لكون التحذيرات التي وصلت من سكان قرى مجاورة، عبر اتصالات هاتفية، لم تؤخذ على محمل الجد، حتى فوجئوا بسيول أودت بالضحايا في لحظات.

وقال اسماعيل زيزي، قريب أحد الضحايا: "كان الشباب يتابعون المباراة في شكل عادي، رغم أن أنباء وصلت عن احتمال حدوث فيضان، إثر تساقط امطار غزيرة (...) ثم غمرت السيول فجأة أرض الملعب، فبدأ كل يحاول النجاة بنفسه".

وكان الملعب يستضيف المباراة النهائية لدوري هواة في كرة القدم اعتاد سكان القرية إقامته كل صيف. ويقع الملعب المفتوح في ممر واد، لكن جمعية محلية بادرت إلى تهيئته ببناء مدرجات وغرفة للملابس "بجهود ذاتية".

وانتهت الأشغال منتصف آب، بحسب الناشط في جمعية "أصولي" الانمائية لطفي خالد.

ويضطر هواة كرة القدم في المناطق الجبلية، مثل قرية تيزرت، أحيانا إلى اختيار منبسطات تقع في ممرات وديان خطرة لممارسة هوياتهم المفضلة.

وأوضح المسؤول في هذه الجمعية الواقعة في قرية قريبة من تيزرت أن تساؤلات طرحت حول مخاطر بناء منشآت فوق أرض تقع على ممر الوادي. "لكن أصحاب المشروع كانوا مطمئنين الى كون السيول لم تغمره منذ سنوات طويلة".

وحاول الضحايا الاحتماء من السيول بالصعود فوق سطح بناية تتخذ مستودعا للملابس. لكن السيول جرفت سبعا منهم، هم شاب في السابعة عشرة وستة مسنين.

وأظهرت مقاطع فيديو مشاهد للسيول تتقدم بسرعة لتغمر الملعب في شكل كامل، وتجرف كل شيء في طريقها.

وأعلنت السلطات المحلية، ليل الأربعاء- الخميس، فتح تحقيق "بإشراف النيابة العامة حول ظروف هذا الحادث وملابساته وتحديد المسؤوليات".

وتساءلت تعليقات عدة،  على مواقع التواصل الاجتماعي، غداة الكارثة عن مسؤولية الترخيص ببناء تلك المنشآت في منطقة خطرة.

ونشرت صفحة تتابع أخبار التراس اندية الكرة المغربية على الفايسبوك، صورة للاعبي الفريقين، وهم يدخلون الملعب قبيل بدء المباراة، وعليها عبارة "إنا لله وإنا إليه راجعون"، داعية إلى "محاسبة المسؤولين".

وحذّرت مديرية الأرصاد الجوية، في نشرة، من "زخات رعدية قوية" بعد ظهر الأربعاء والخميس في عدد من المناطق جنوب المملكة، بينها مدينة تارودانت ونواحيها. وأشارت إلى أن هذه الأمطار يحتمل أن تكون مصحوبة بالبرد ورياح عاصفة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ الامطار المنهمرة بغزارة أعقبت موجة جفاف كبيرة، ما جعل الفيضانات اكثر عنفا.

والفيضانات شائعة في المغرب. ففي نهاية تموز، قتل 15 شخصا اثر انهيار في التربة، تسببت به فيضانات على طريق جنوب مراكش.

وفي 2014، أودت فيضانات بنحو 50 شخصا، مخلفة خسائر مادية هائلة جنوب المملكة.

وحذر تقرير للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية (رسمي) عام 2016 حول التحولات المناخية، من أن "الفيضانات هي الخطر الرئيسي في المغرب من حيث عدد الضحايا".

واعتبر أنها أضحت معطى "بنيويا" في المغرب، بينما تتزايد الظواهر الطبيعية القاسية في العالم من جراء التغيرات المناخية.

ودعا إلى ضرورة "إعادة النظر في المعايير المعتمدة، سواء في ما يتعلق بتصاميم مشاريع البناء أو البنى التحتية القائمة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم