الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الوقاية من الانتحار ممكنة... هذه العلامات التحذيرية تدعو للتدخل السريع #ما_تخبّي_احكي

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
الوقاية من الانتحار ممكنة... هذه العلامات التحذيرية تدعو للتدخل السريع #ما_تخبّي_احكي
الوقاية من الانتحار ممكنة... هذه العلامات التحذيرية تدعو للتدخل السريع #ما_تخبّي_احكي
A+ A-

تزايدت حالات الانتحار بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في لبنان، وبلغ عددها بناء على تقرير الأمن الداخلي حتى تموز 2019، 110 حالات، ما يدعو للتساؤل حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الواقع. قد تكون الأسباب المحيطة عديدة، وقد ترتفع المعدلات في مختلف المراحل العمرية، ومن بين الفئات الأكثر عرضة هي تلك التي تراوح بين 10 والـ34 سنة، ويُشكّل الإنتحار ثاني أكبر سبب لوفاة الأشخاص في هذا العمر. لكن العامل الجيني ووجود مرض نفسي يلعبان دوراً كبيراً في الميل إلى الافكار الانتحارية، وتتفاقم هذه بسبب عوامل بيئية وظروف حياة ضاغطة، بحسب ميا عطوي الاختصاصية في المعالجة النفسية واحدى مؤسسي جمعية Embrace التي تعنى بالصحة النفسية والتوعية حول الانتحار.

مع ارتفاع معدلات الانتحار في السنوات السبع الأخيرة بحوالى 30% من عام 2012، من الطبيعي التساؤل حول الأسباب المحتملة لذلك، وهل إن تراجع الوضع الاقتصادي هو السبب الرئيسي، كما يشاع؟ توضح عطوي أنه يصعب تحديد سبب واحد للانتحار، إذ إن عوامل عديدة قد تجتمع لتدفع شخصاً إلى الانتحار. وتظهر الدراسات أن نسبة 90 في المئة من الأشخاص الذين يفكرون بالانتحار أو يقدمون على هذه الخطوة يواجهون مشاكل نفسية او اضطرابات تؤثر بهم حتى يصلوا إلى هذه المرحلة. "لكن لا يمكن أن ننكر دور العوامل الخارجية التي قد يتعرّض لها الشخص والضغوط الحياتية وما ينتج عنها من توتر تولّد تلك الأفكار الانتحارية. وبالنسبة للشخص، يأتي الميل إلى الانتحار كوسيلة للتخلص من الوجع والصعاب عندما يجد أنه لم يعد قادراً على التحمّل أكثر". كما لا يمكن أن ننكر أن العامل الجيني يضطلع بدور مهم في الميل إلى الانتحار، خصوصاً أن ثمة أمراضاً نفسية عديدة قد تقود شخصاً إلى الانتحار، وهي ترتبط بالعامل الوراثي كالاكتئاب والاضطراب الثنائي القطبين والإدمان على الكحول والمخدرات والفصام. "أظهرت الدراسات أن الميل إلى الانتحار قد يزيد لدى شخص يعاني أمراضاً نفسية، وقد شهد انتحار شخص قريب في العائلة، فيترك ذلك أثراً طويل الأمد على الشخص الذي يصبح أكثر عرضة فيما يعيش مشاعر من الذنب لعدم قدرته على مساعدة هذا الشخص وإنقاذه من الموت. وبالتالي تكون التجربة هنا مختلفة تماماً عما يحصل لدى فقدان شخص قريب لأي سبب آخر".

ترتفع النسب في فئة عمرية معينة

صحيح أن الشخص الذي يقدم على الانتحار قد يكون من أية فئة عمرية، لكن تظهر الارقام أن معدلات الانتحار أو التفكير بالانتحار، ترتفع بشكل خاص في لبنان بين الشباب الذين تراوح أعمارهم بين سن الـ 20 و39. وبالتالي فالنسبة ترتفع بشكل خاص بين الشباب، وتُشكّل الفئة العمرية بين 50 و59 ثاني أعلى نسبة بين الوفيات.

بين نيّة الانتحار والإقدام عليه

ليس صحيحاً أن من ينوي الانتحار لا يُعلم الآخرين بذلك، بحسب عطوي. إذ يكفي أن يعبّر الشخص عن نية الانتحار أو إنهاء حياته في أية فترة من حياته حتى تبرز ضرورة أخذ ذلك بعين الاعتبار. إذ تعتبر هذه من العلامات التحذيرية المهمة ولا بد من أخذها بعين الاعتبار لأنه قد يقدم على هذه الخطوة في أية لحظة. فالتعبير عن ذلك يستدعي طرح الأسئلة على الشخص حول هذا الموضوع حتى لا يتعذب أكثر وحده. وتُشجع عطوي على السؤال المباشر حول الموضوع إذ إن ذلك لن يزيد من الأفكار الانتحارية أو يُشجع على المبادرة، بل على العكس سيريح الشخص الذي في أكثر الأحيان يعاني من التفكير لوحده ويخجل الحديث بالموضوع. 

[[embed source=annahar id=6202]]

في طلب المساعدة

توفر جمعية Embrace اليوم خدمة الخط الوطني الساخن بالتعاون مع وزارة الصحة الذي تستقبل فيه الاتصالات من أشخاص يطلبون المساعدة سواء لأنفسهم أو لآخرين مقربين يفكرون بالانتحار، فيعمل المتطوعون على التحدث مع المعنيين والاستماع إليهم بهدف مساعدتهم. ولا تنكر عطوي أنه في البداية لم تكن الأمور واضحة حول ما إذا كان الأشخاص فعلاً سيقومون بالاتصال طلباً للمساعدة في هذا الإطار، إلى أن تبين أن ثقافة استخدام الخط الساخن موجودة فعلياً في مجتمعنا إلى حد ما، خصوصاً بعد الحملات التي قامت بها الجمعية، ما حفز الأشخاص على الاتصال لأنهم يحتاجون إلى هذه الخدمة ليجدوا من يستمع إليهم ويساندهم لأنهم قد لا يجدون في محيطهم من يتحدثون إليه في هذا الموضوع أو لأنهم يترددون في ذلك.

علامات تحذيرية تدعو للتدخل السريع

ثمة علامات تحذيرية تدعو إلى التدخل لمساعدة شخص تظهر لديه هذه العلامات. ولا بد من أن يتم التدخل سريعاً في هذه الحالة:

- تعبير الشخص عن رغبة بالموت أو إنهاء حياته

- الانعزال عن المحيط

- التصرف بتهور زائد

- إهمال الذات والشكل والأنشطة التي كان يحبها

- الاكتئاب والحزن الزائد واليأس والعصبية الزائدة

- -فقدان الأمل بالحياة وعدم وجود جدوى لها.

في حال ملاحظة أي من هذه العلامات، تؤكد عطوي أنه لا بد من التحدث مع الشخص في هذا الموضوع ومحاولة تشجيعه على التعبير عما يشعر به وما يفكر به من أفكار سوداوية. كما يحتاج في هذه الحالة إلى التحفيز للجوء إلى العلاج النفسي بأسرع وقت ممكن لمعالجة أية مشكلة نفسية يعانيها. عندها يشعر الشخص بأن ثمة من يساعده ويقف إلى جانبه ويمكن للأمور أن تتحسن.

اتصالات على الخط الساخن

من جهتها، توضح المديرة التنفيذية في الجمعية ليا زينون أن معظم الاتصالات التي ترد إلى الجمعية هي لأشخاص بين 20 و29 سنة، ومن بعدها الفئة العمرية بين 10 و19 سنة. فيما تشير الأرقام إلى أن معظم الأشخاص الذين يقدمون فعلياً على الانتحار هم بين سن 30 سنة و39 فيما يطلب المساعدة من هم أصغر سناً. كما تشير زينون إلى الحرص على تدريب المتطوعين في ورش عمل 3 مرات في السنة، وهم من مجالات مختلفة شرط أن يكونوا قد تخطوا سن الـ21 سنة. "يتم تدريب المتطوع على طريقة التواصل ليشعر المتحدث بالارتياح، تضاف إلى ذلك الناحية النفسية الخاصة بالمتطوع حتى لا يتأثر نظراً لطبيعة الاتصالات التي ترده بشكل متواصل والحالات الصعبة التي يتعامل معها".

[[embed source=annahar id=6199]]

عن Embrace

بدأت الجمعية، بحسب زينون، كصندوق مالي تابع للمركز الطبي التابع للجامعة الاميركية في عام 2013 حتى أصبحت جمعية خيرية في عام 2017 تعنى بالصحة النفسية وبتوعية الناس ومساعدتهم على الاهتمام بصحتهم النفسية. في عام 2017 أطلق "خط الحياة" على الـ1564 بالتعاون مع وزارة الصحة يمكن الاتصال عليه من الساعة 12 ظهراً حتى الساعة 2 صباحاً في حال مواجهة اضطرابات نفسية أو التفكير بالانتحار.

[[embed source=annahar id=6196]]

*خط الحياة (1564) هو الخط الوطني الساخن للوقاية من الانتحار في لبنان بالتعاون مع وزارة الصحة. يتلقى الخط الساخن الاتصالات بسرية تامة بين الساعة 12 الظهر و 2 صباحاً. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم