الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

غابات الأمازون تحترق... فما هي النتائج المنتظرة؟

جورج كرم
غابات الأمازون تحترق... فما هي النتائج المنتظرة؟
غابات الأمازون تحترق... فما هي النتائج المنتظرة؟
A+ A-

تعدّ غابات الأمازون المطيرة من أكبر غابات العالم مساحة. تقع في شمال أميركا الجنوبية، في حوض النهر الذي تحمل اسمه، وتمتدّ على مساحة واسعة من البرازيل وعلى عدد من الدول الأخرى المجاورة أبرزها فنزويلا، كولومبيا، بوليفيا والبيرو.

لطالما كانت هذه الغابات الإستوائية مقاومة للحرائق، فكانت هذه الظاهرة موسمية ونادرة بالنسبة لها حتى السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الحرائق تزداد من حيث التردد والحجم، فبلغت ذروتها في هذا العام، وتجاوزت، بحسب المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء، 72 ألف حريق، وهو رقم قياسي يسجل زيادة بنسبة 84 % على الحرائق التي اندلعت العام الماضي.

ويُعتبر تقلّص مساحة الغابات المطيرة نتيجة الحرائق، كارثياً. فمن الناحية الإيكولوجية، تعتبر وسطاً يعجّ بالكائنات الحيّة، فبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تحتوي هذه الغابات على أكثر من نصف أنواع الحيوانات والنباتات والحشرات الموجودة على كوكب الأرض. أما من الناحية البشرية، فهي تعدّ موطناً للعديد من الجماعات التي استقرّت فيها على مدار مئات السنين، فاكتسبت العديد من المعارف العلمية في ما يختص بتنوع الغابة الحيوي، لذلك فإن اختفاء هذه الجماعات يشكل خسارة ثقافية للمجتمع البشري.

كما تؤدي هذه الغابات دوراً من الناحية الهيدروجيولوجية، من خلال تخفيفها لقوة الجريان السطحي الذي تتسببه الأمطار الإنقلابية (التصاعدية) الغزيرة التي تكثر في المناطق الإستوائية، وبالتالي تحدّ من السيول والفيضانات وانجراف التربة كما تسهّل عملية تسرّب المياه إلى داخل الأرض وتغذية الطبقات الجوفية.

ولهذه الغابات تأثير واضح في المناخ، فهي بمثابة خزان طبيعي ضخم لغاز ثاني أكسيد الكربون، أحد أهم الغازات الحابسة للحرارة. فالهكتار الواحد منها يمتص خمسة أطنان من هذا الغاز في السنة، ومع احتراق هذه الغابات، تعود كل الكميات المخزونة من هذا الغاز دفعة واحدة إلى الغلاف الجوي. وبحسب دراسة نشرت في مجلة Ecology Letters، فإن ارتفاع درجات الحرارة العالمية قد يمنع عملية تجدّد الغابات بعد الإحتراق، وبالتالي تتحول الغابات المطيرة بشكل تدريجي إلى مجمعات نباتية ثانوية (أعشاب السافانا) أقل قدرة على تخزين ثاني أكسيد الكربون. كل ذلك يساهم في تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري وتفاقمها بنسبة لم يسبق لها مثيل، ما يؤدّي إلى تزعزع استقرار المناخ العالمي.

والغابات المطيرة تساعد في ارتفاع الرطوبة الجوية، فوفقاً لأبحاث معهد الأبحاث الحكومي (INPA) ، يمكن لشجرة يبلغ قطرها 10 أمتار توفير أكثر من 300 ليتر من المياه يومياً في صورة بخار تطلقه في الغلاف الجوي، لذا زوال هذه الغابات سيتسبب بتراجع كمية الأمطار السنوية الهاطلة على المستوى المحلي، وبالتالي التسبب بالجفاف.

أخيراً، وبغضّ النظر إذا ما كانت ظاهرة الاحتباس الحراري هي المتهم الأول بحرائق الأمازون، أو أن المسؤولية تقع على عاتق السلوك البشري الذي لم يعر اهتماماً لكل الاعتبارات البيئية، تبقى النتيجة واحدة وهي وفقاً للصندوق العالمي للطبيعة (WWF): "بدون الغابات الإستوائية المطيرة من المحتمل أن يكون تأثير الاحتباس الحراري أكبر، وقد يكون تغيّر المناخ أسوأ في المستقبل". 

دكتور متخصّص في علم المناخ

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم