السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

توجّه لتناول الفطور مع والدته... الموت خطف حسن قبل أوانه

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
توجّه لتناول الفطور مع والدته... الموت خطف حسن قبل أوانه
توجّه لتناول الفطور مع والدته... الموت خطف حسن قبل أوانه
A+ A-

أراد تناول الفطور مع والدته التي تعمل في محل لبيع الملابس، ركب دراجته النارية وانطلق، وهو في طريقه قصد محطة للتزود بالوقود، وما إن انتهى وأراد إكمال طريقه، حتى فوجئ بشاحنة تسير إلى الخلف، فدهسته ليفارق الحياة قبل أن يتسنى له وداع والدته... هو حسن الرشعيني الذي كُتب عليه أن يسجّل اسمه بالدم على لائحة الموت على طرق لبنان.

لحظات الكارثة

"ما خطّط له حسن يوم الجمعة الماضي أفسده سائق شاحنة"، وفق ما قال ابن خالته علي دلباني لـ"النهار"، شارحاً: "لم يتمكن من الوصول إلى حيث تعمل والدته في بلدة الكرك لتناول الفطور معها وإكمال طريقه من بعدها إلى مكان عمله في أحد المطاعم. كان الموت أسرع، فخطفه من بيننا بواسطة شاحنة كانت تسير إلى الخلف، لم ينتبه سائقها له، أراد حسن الابتعاد عنه إلا أنه سقط عن دراجته، فدهسه، جاءت الضربة على صدره، لفظ بسببها آخر أنفاسه على الفور".

انتهاء الحلم

"منذ صغره وحسن (من ميسلون سكان الكرك) معروف بعصاميته، عمل في عدة مطاعم لإكمال علمه، وتخرج العام الماضي من إحدى المهنيات. كان طموحه كبيراً ببناء مستقبل زاهر. حاول مراراً الحصول على وظيفة في إحدى إدارات الدولة، لكن عدم وجود واسطة حال دون ذلك، وقد اضطر لشراء دراجة نارية من أجل التنقل من وإلى عمله، وكون طرق لبنان بمعظمها غير صالحة للسير، كانت نهايته". وقال علي مضيفاً: "في غفلة انتهى كل شيء، رحل عن عُمرٍ ناهز التسعة عشر عاماً، ليترك غصّة ولوعة في قلب والدته التي صُدمت بهول المصاب، فمن كانت تنتظره لتكحّل عينيها برؤيته وتتبادل أطراف الحديث معه، صُعقت بخبر موته بهذه الطريقة الشنيعة".

وداع مرير

يوم السبت الماضي زُفّ حسن إلى مثواه الأخير. "حُمل على الأكفّ ليوارى في الثرى ويرقد للمرة الأولى بعيداً عن حضن والديه وأشقائه الخمسة، مع العلم أنه كان مقرّباً جداً من والدته، فقد كان يحاول القيام بكل ما في وسعه لإسعادها ورسم الابتسامة على وجهها، لتجد نفسها قد خسرته. لا كلمات يمكن أن تعبّر عن وجعها، فمن حلمت أن يكبر أمام عينيها لتفرح بتخرجه من الجامعة، وجدت نفسها مجبرة على فراقه"، وفق ما قاله علي... أصدقاء حسن نعوه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، فعبّروا عن ألمهم لفقدانه. منهم من كتب: "يا كوكبا ما كان أقصر عمره... بكرت كتير الرحيل".. انضم حسن إلى قافلة طويلة من الضحايا الذين تربّص بهم الموت وهم على طريق "الحياة"!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم