السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تعرّفوا إلى الحرب الإنكليزية الزنجبارية الأغرب في التاريخ!

جاد محيدلي
تعرّفوا إلى الحرب الإنكليزية الزنجبارية الأغرب في التاريخ!
تعرّفوا إلى الحرب الإنكليزية الزنجبارية الأغرب في التاريخ!
A+ A-

في مثل هذا اليوم، أي في 27 آب، من العام 1896، اندلعت الحرب الإنكليزية الزنجبارية، والتي تعتبر من أغرب الحروب التي حصلت في التاريح. بدأت الحرب بعد وفاة السلطان حمد بن ثويني البوسعيدي الموالي للبريطانيين بتاريخ 25 آب، فاستولى ابن عمه ونسيبه خالد بن برغش على الحكم، الأمر الذي اعتبره البريطانيون تمرّداً عليهم. ولما كان هؤلاء يميلون إلى تولية السلطة لحمود بن محمد، وحسب بنود معاهدة عام 1886، فإن حالة ارتقاء عرش السلطنة تكون بموافقة القنصل البريطاني، لذا فإن خالد لم يفِ بتلك الشروط، ما اعتبره البريطانيون إعلان حرب، وأرسلوا إنذاراً نهائياً إلى خالد بن برغش ليتنازل عن الحكم. إلا أن برغش رفض طلبهم وشكل جيشاً عداده 2,800 رجل معهم يخت مسلح للسلطان كان راسياً في الميناء، وأوكلت لهذه القوة مهمة تحصين القصر.

انتهت مدة الإنذار في تمام الساعة 09:00 بتوقيت شرق إفريقيا يوم 27 آب، وخلال هذا الوقت جهز الإنكليز 3 طرادات وزورقي مدفعية، و150 بحاراً من البحرية الملكية بالإضافة إلى 900 من الجنود الزنجباريين، وتجمعوا في منطقة الميناء. كان آمر البحرية الملكية الأميرال هاري راوسون، بينما خضع الجيش الزنجباري لإمرة العميد في الجيش الزنجباري لويد ماثيوز. أما القوة التي أعدها السلطان خالد لحماية القصر فقد كانت مكونة من المتطوعين المدنيين وحرس القصر السلطاني بالإضافة إلى المئات من العبيد والخدم. تمترس المدافعون خلف بعض القطع المدفعية والرشاشات الموجودة أمام القصر والموجهة صوب السفن البريطانية. بحلول الساعة 09:02 من صباح 27 آب بدأت سفن الجيش الملكي بقصف القصر وتدمير مدفعية المدافعين، وتم إغراق اليخت السلطاني مع سفينتين صغيرتين بواسطة قوة من البحرية، وحصل بعض إطلاق النار المتقطع باتجاه القوة الزنجبارية الموالية للبريطانيين لدى تحركها باتجاه القصر وتم قصف العلم المرفوع أعلى القصر. ثم أعلن وقف إطلاق النار عند الساعة 09:40، وبهذا أصبحت هذه الحرب أقصر حرب في التاريخ التي لم تتجاوز مدتها الـ40 دقيقة.

الغرابة لا تتوقف هنا فقط، بل تكبدت قوات السلطان حوالي 500 شخص ما بين قتيل وجريح، ولم يخسر البريطانيون سوى جريح واحد من البحارة، ما اعتبر أنها من أكثر الحروب التي لا يوجد فيها تكافؤ بين موازين القوى. هرب السلطان عند المستشار الألماني حيث حصل على حق اللجوء ونفي إلى دار السلام في تنجانيقا. وقام الإنكليز بعد ذلك بتنصيب السلطان حمود بن محمد على الحكم وشكلوا له حكومة إسمية. أنهت تلك الحرب زنجبار كدولة لها قدر من الاحترام وبدأ عصر من الهيمنة البريطانية المباشرة عليها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم