الإثنين - 20 أيار 2024

إعلان

الروماتيزم يصيب الشباب وقد يسبّب عاهة

كارين اليان
كارين اليان
الروماتيزم يصيب الشباب وقد يسبّب عاهة
الروماتيزم يصيب الشباب وقد يسبّب عاهة
A+ A-

عادةً ما نعتقد أن الروماتيزم يصيب الإنسان بمرحلة عمرية متقدمة. أما من الناحية الطبية، فهو من المشاكل الصحية التي تصيب الشباب، ما يزيد من أهمية الوعي في هذا الشأن بهدف التشخيص المبكر للحصول على العلاج الفاعل الذي أصبح اليوم متطوراً وقادراً على ضبط المرض وأعراضه بشكل ناجع. تؤكد الطبيبة الاختصاصية في أمراض المفاصل والروماتيزم في مركز بلفو الطبي الدكتورة جانين مناسا أن ثمة حاجة إلى التدخل المبكر لمواجهة مشكلة الروماتيزم لدى الشباب لتجنب الوصول إلى تلك المراحل التي يعيق فيها المرض الحركة ومتابعة الحياة الروتينية بشكل طبيعي.

من المتعارف عليه بين الناس أن أي التهاب في المفاصل هو عبارة عن روماتيزم، فيما توضح الدكتور مناسا أن الروماتيزم ليس مرضاً واحداً يمكن التحدث عنه، بل يتضمن 150 إلى 200 نوع منه. كما تبرز الحاجة إلى توضيح أن الروماتيزم لا يصيب المفاصل حصراً كما يتصوّر كثر، بل قد يصيب العين والدماغ والكبد وأي موضع آخر، فلا تعتبر المفاصل وحدها المعنية بهذا المرض. "في الواقع، الروماتيزم يبدو من الناحية الطبية بمثابة إشارة إلى وجود مشكلة داخلية في الجسم، وغالباً ما تكون لها أبعاد أخرى. فقد تسبب التهاباً في الشرايين، في اليد، أو الدماغ أو القلب. كما قد تظهر مشكلات جلدية والتهابات في العينين. وبالتالي يصعب حصر الروماتيزم في إطار ضيق لاعتباره يتفرع إلى مشاكل عديدة أخرى".

التهاب المفاصل في نوعين أساسيين

ثمة نوعان أساسيان لا بد من التركيز عليهما في إطار التهاب المفاصل، بحسب الدكتور منسّى. فالنوع الأول الذي تتم الإشارة إليه طبياً بالروماتيزم يصيب الصغار في السن من أطفال وشباب في أي من المراحل العمرية. فقد يصيب طفلاً في عمر السنتين. أما مع التقدم في السن فتتدهور حالة المفاصل ويحصل ضمور فيها وفي العضلات والأوتار وغيرها. فتكون المشكلة هنا ناتجة عن التقدم بالعمر وتَنتج عامةً عن تكلّس أو نشاف المفاصل. ومن الضروري التمييز بينهما لاعتبارهما مختلفين تماماً، مع الإشارة إلى أن التهاب المفاصل يمكن أن يصيب أي موضع في الجسم.

بين الأعراض والأسباب

قد يسبّب التهاب المفاصل ألماً وحرارة زائدة في الموضع المعني، وتورّماً وإعاقة في الحركة وصولاً إلى صعوبة استعمال المفصل. مع الإشارة، بحسب الدكتور مناسى، إلى أن كثراً ممن يشعرون بهذه الأعراض هم من طلاب الجامعات أو الأمهات الشابات. وكما في معظم المشاكل الصحية التي يمكن التعرض لها، يلعب العامل الجيني هنا أيضاً دوراً مهماً فيعطي استعداداً للإصابة، فيما تأتي عوامل داخلية وخارجية لتساهم أكثر في ظهور المشكلة. "من العوامل الخارجية التي تلعب دوراً في ظهور المشكلة لدى من لهم استعداد لتلك البيئة التي يمكن التواجد فيها والهواء الذي يمكن تنشقه والنمط الغذائي والتعرض للشمس. كما أن ثمة عوامل داخلية هي الأمراض والحمل والتعرض لصدمة عاطفية أو لتوتر حاد، فلهذا أثر واضح وكبير على جهاز المناعة. أما الرياضة فلها دور إيجابي في التهاب المفاصل لأثرها الإيجابي على العضلات. كذلك في حال التهاب المفاصل الناتج عن التقدم بالسن، من المؤكد أن الرياضة تساهم إيجاباً لاعتبارها تساهم في تقوية العضلات وتساعد على تحسين نوعية المفاصل. إذ يمكن تخطي هذه المشكلة مع التقدم بالسن، بممارسة الرياضة، خصوصاً أنها من المشاكل التي ترتبط بالمفاصل والعضلات والدم والأوتار كمجموعة". في المقابل، تصحّح الدكتورة مناسا إحدى الأفكار الشائعة الخاطئة وهي دور البرد في زيادة حالة الروماتيزم سوءاً والألم المرافق له. فعلى الرغم من أن معظم المرضى يشكون من ذلك ويربطون بين هذين العاملين، فما من إثبات علمي لوجود علاقة بينهما.

العلاج الفاعل والأكيد

تشدد الدكتورة مناساعلى أهمية التوجه إلى الطبيب الاختصاصي في أمراض المفاصل والروماتيزم بشكل خاص لمعالجة الحالة لدى ظهور أي من هذه الأعراض. مع الإشارة إلى أن تشخيص بعض أنواع الروماتيزم أحياناً قد لا يكون سهلاً إلا من خلال التحدث مع المريض. كما أن ثمة وسائل عدة للتشخيص كالتصوير الشعاعي والفحص العيادي وغيرهما. "النهضة الكبرى في مجال الطب قد تكون حصلت في أمراض الروماتيزم، فيما لم تكن الأدوية متوافرة لهذه الحالات قبل سنوات. أما بفضل العلاجات المتوافرة اليوم، فيمكن للمريض متابعة حياته بشكل طبيعي. لكن لا بد من التوضيح أنه كما بالنسبة إلى معظم الأمراض يصعب الشفاء التام منها، إنما يمكن ضبط المرض والأعراض الناتجة عنه لمتابعة حياة طبيعية. لذلك يعتبر العلاج المبكر أساسياً".





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم