الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد استقالة رئيس الوزراء... إيطاليا تستعد لبدء مشاورات جديدة

المصدر: "أ ف ب"
بعد استقالة رئيس الوزراء... إيطاليا تستعد لبدء مشاورات جديدة
بعد استقالة رئيس الوزراء... إيطاليا تستعد لبدء مشاورات جديدة
A+ A-

يباشر رئيس الجمهورية الإيطالي سيرجيو ماتاريلا من مقره في قصر كيرينالي، اليوم، المشاورات مع القوى السياسية كافة، ومن ضمنها يسار الوسط، لتلقّي مقترحاتها بشأن تشكيل ائتلاف حاكم جديد، مع السعي إلى تفادي عقد انتخابات مبكرة في الخريف مهما كلف الأمر.

ويريد رئيس الجمهورية، الذي يمتلك بموجب النظام البرلماني الإيطالي مفاتيح حل الأزمات الحكومية، المسارعة في حلّ الأزمة، بعد استقالة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي أمس الثلثاء، وفق الصحافيين المختصين في شؤون الرئاسة الإيطالية المعروفة بتكتمها.

وأوضح الصحافي من صحيفة "لاستامبا" والمتابع للشؤون الرئاسية أوغو ماغري أنّ "ماتاريلا لن يضيع الوقت ولن يسمح خصوصاً بأن يقوم الآخرون بتضييعه. سيطلب الوضوح والإيجاز من أجل تفادي مناورات المماطلة"، مشيراً إلى أن المشاورات تبدأ اليوم عند الساعة 14,00 ت غ ويفترض أن تنتهي مساء غدٍ الخميس.

ويستقبل الرئيس رئيسي مجلس الشيوخ والبرلمان، ثم الكتل البرلمانية كافة. وتنتهي المشاورات الخميس بلقاء مع حركة خمس نجوم التي حققت الغالبية (32 في المئة) في الانتخابات البرلمانية في 2018.

ورغم تقدمه في استطلاعات الرأي بنسبة تأييد تتراوح بين 36 و38 في المئة، مقابل 15 إلى 16 في المئة لحركة الخمس نجوم، لا يملك زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني سوى نسبة 17 في المئة من مقاعد البرلمان.

وبدأت الأزمة في إيطاليا في 8 آب الجاري مع انسحاب سالفيني من الائتلاف الحكومي بعد 14 شهراً من تشكيله مع حركة الخمس نجوم التي اتهمها بمعارضة كل مقترحاته، وطالب حينها بإجراء انتخابات برلمانية مباشرةً.

ومن بين سلسلة خيارات يمكن لرئيس الجمهورية اللجوء إليها، الدعوة لانتخابات مبكرة كملاذ أخير إذا تعذر تحقيق غالبية ضرورية لتشكيل ائتلاف جديد.

لكن ماتاريلا متردد بشأن خطوة الدعوة لانتخابات مبكرة في وقت تعاني فيه #إيطاليا، ثالث اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، من صعوبات اقتصادية وديون، وعليها أن تقدم مشروع موازنتها لعام 2020 إلى المفوضية الأوروبية بالتزامن مع الموعد المحتمل لتلك الانتخابات في الخريف.

وسيصغي الرئيس لاقتراحات كافة الأطراف قبل أن يتخذ قراراً قبل يوم الجمعة.

من جهته، أعلن الحزب الديموقراطي (يسار الوسط)، على لسان رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي، عن استعداده دراسة فكرة التحالف مع حركة خمس نجوم لتشكيل حكومة "مؤسساتية" يقودها من جديد كونتي. لكن هذه الفكرة لا تحظى بتأييد في أوساط الحزب الديموقراطي.

ويقول محللون أنّ ماتاريلا يمكن أن يمنح تأجيلاً موجزاً حتى الأسبوع المقبل لطرح الحل إذا رأى أن هناك احتمالاً لإجراء تحالف غالبية جديد.

ويرى محللون أنّ رئيس الوزراء، الذي وصفه زعيم حركة النجوم الخمس لويجي دي مايو "بخادم الأمة الذي لا يمكن لإيطاليا الاستغناء عنه"، قد خرج أقوى من هذه الأزمة.

لكن هذه الفكرة لا تحظى بتأييد في أوساط الحزب الديموقراطي الذي أبدى رئيسه نيكولا زينغاريتي تردّداً بشأن حكومة ثانية برئاسة كونتي على اعتبار أنّ حكومته الأولى قدمت تنازلات بشأن تشديدات أمنية دفع نحوها سالفيني عندما كان في الحكومة.

أما العائق الآخر فهو خشية حركة النجوم الخمس من ماتيو رينزي الذي يمكن أن يغتنم الفرصة للسعي إلى تولي رئاسة الحزب الديموقراطي من جديد.

وتجتمع قيادة الحزب الديموقراطي اليوم عند الساعة 11,00 (9,00 ت غ). ويمكن لرئيس الجمهورية أيضاً دراسة فرضية اقترحها رئيس الوزراء السابق ورئيس المفوضية الأوروبية السابق رومانو برودي، تنصّ على تشكيل تحالف بين اليمين واليسار، على طريقة التحالف الحكومي في ألمانيا، يكون موالياً لأوروبا بحزم، أسماه "حكومة أورسولا".

لكن أيضاً تحيط الشكوك بإمكانية تحقيق تحالف مماثل سيضم حزب سيلفيو برلوسكوني "إلى الأمام إيطاليا" (فورتسا إيطاليا).

كما اعتبر الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني المقرب من برلوسكوني أن تشكيل حكومة مماثلة "أمر مستحيل"، وذلك في مقابلة مع وكالة فرانس برس، مفضلاً تحالفاً لـ"اليمين الليبرالي".

وإذا لم يتم التوصل لاتفاق، يبقى أمام ماتاريلا خياران، الأول حكومة تقنيين بهدف اعتماد الموازنة والتحضير لانتخابات في ربيع 2020، أو حكومة "رئاسية" تكون مهمتها الوحيدة تنظيم انتخابات مبكرة في تشرين الأول المقبل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم