الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

القرنة السوداء: عين رمانة أو قلوب مليانة؟

المصدر: القرنة السوداء- "النهار"
القرنة السوداء: عين رمانة أو قلوب مليانة؟
القرنة السوداء: عين رمانة أو قلوب مليانة؟
A+ A-

ما إن كشف الناشط البيئي يوسف طوق الانتهاكات البيئية التي تحصل على نسافات #القرنة_السوداء ومياه بركها من مجهولين لم يسمِ أحداً منهم، طالباً حماية المنطقة حفاظاً على الخزّان الجوفي الذي يتغذّى من ذوبان الثلج ومنع تلويثه، مشيراً الى انّه "وفي حال لم يحصل أيّ تطور إيجابي، فسوف نكون عندها مضطرين أن نقوم بأنفسنا بوضع حدّ لهذه الممارسات السلبية، حتى ولو أدّى بنا ذلك للخروج على القانون، لأنّنا نعتبر أنّ حماية الطبيعة والبيئة أهم أولوية، ونتمنّى على جميع مَن يريد أن يُبدي رأيه بصراحة وعلناً، حتى نبدأ بتكوين رأي عام يستنكر التصرفات التي تؤدي الى تدمير الطبيعة وتلويث البيئة"، حتى سارعت بلدية بقاعصفرين ـ #الضنية، الى إصدار بيان وصفه كثيرون بأنّه متسرّع، تستنكر فيه ما اسمته "التهديدات بخصوص جبل المكمل، داعية عقلاء بشرّي للتدخّل ووضع حدّ للموتورين، كما اسمتهم، وجاء في بيان بلدية بقاعصفرين:

"أولاً: يوجه هؤلاء أصابع الاتهام إلى أبناء الضنية، بأنهم يقفون وراء هذه التعديات، التي تسبب تلوثاً للمياه الجوفية، مثل استخدام سيارات الرانج روفر والـatv والسير بها فوق نسافات الثلج في أعالي جبل المكمل. إنّ هذا الأمر عارٍ عن الصحة، بل العكس هو ما يحصل، إذ أنّ بعض أبناء قضاء بشرّي هم من يقومون بهذه الأعمال، ويمكن مراجعة بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي للتأكد من ذلك.

ثانياً: يدّعي هؤلاء أنّ هذه الأرض، أي جبل المكمل والقرنة السوداء تخصّهم، وهذا زعم قديم ـ جديد يخرج به بعض أبناء قضاء بشرّي سنوياً والادّعاء أنّ الجبل والقرنة يقعان ضمن نطاق قضائهم إدارياً، بالرغم من أن هذا الأمر محسوم رسمياً، بعدما ثبتته الخرائط الرسمية، وعلى رأسها خرائط الجيش اللبناني، التي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك، أن القرنة السوداء تقع بمعظمها ضمن نطاق بقاعصفرين.

ثالثاً: إنّ توجيه هؤلاء دعوة للسلطات بهدف حماية جبل المكمل، وقولهم إنها "المرة الأخيرة" التي يوجّهون فيها هذه الدعوة، وإلا سوف يقومون بأنفسهم بوضع حدّ لهذه الممارسات السلبية "حتى لو أدى ذلك للخروج على القانون"، هو أمر بالغ الخطورة تنبغي معالجته قبل أن تتطوّر الأمور نحو الأسوأ، لأنه إعلان مسبق بالتمرّد والعصيان على الدولة، وتهديد للسلم الأهلي، وتجاوز للقوانين والأعراف، وإنذار للمواطنين بعقاب، كأننا نعيش في شريعة غاب أو كأننا عدنا إلى الزمن الأسود للميليشات.

رابعاً: نهيب بالعقلاء من أبناء قضاء بشرّي، أن يتدخلوا ويبادروا إلى وضع حدّ لهؤلاء الموتورين قبل وقوع المحظور، وحرصاً على علاقات حُسن الجوار التاريخية التي نحرص عليها. فالتعديات التي تحصل في جبل المكمل، كائناً من يرتكبها، تقع مسؤولية معالجتها حصراً على البلديات والوزارات المعنية والأجهزة الأمنية". 

ردّ البلدية استوجب توضيحاً وردّاً من طوق، جاء فيه: "آسف كلّ الأسف لسوء فهم النص والصور التي نشرتها حول تخريب وتلويث منطقة المكمل القرنة السوداء. وهذه ليست موجّهة إلى فئة معيّنة، بل إلى جميع الذين يجتاحون عشوائيا بآلياتهم هذه المناطق الطبيعية من أي منطقة أتوا. إنّ همّي الوحيد كان ولا يزال وسيبقى أن أعمل كل ما بوسعي لتأمين بيئة صالحة وهواء نقيّ ومياه نظيفة لجميع أطفال الأرض، مهما كان إنتماؤهم أو لونهم أو دينهم، وتحديداً ربّما لأؤلئك الذين يتسببون بممارساتهم العشوائية بتلويث مياه الشرب التي سيشربون منها وأطفالهم. كما إنني لم أكن يوما أنتمي إلى منطقة محددة أو مذهب أو دين أو حتى وطن واحد، بل إنني أعتبر نفسي مجرّد إنسان ينتمي إلى الإنسانية جمعاء. الأرض والماء والهواء والبيئة هي ملك لجميع البشر من دون استثناء، ومن المفترض أن يسعى الجميع إلى حمايتها لأنها إذا دمرت أو تلوثت سيتأذى الجميع". وختم: "هذا لا يعني أنه لا يمكن لمن يشاء أن يمارس هوايته، ولكن يجب أن يتم ذلك بذوق واخلاق وضمن الشروط التي لا تسبب الضرر للآخرين وللطبيعة". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم