السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

خلف النقاش الإحصائي التهويلي: يريدون مسيحيي لبنان ديكوراً...

ميشال نجيب أبو نجم
Bookmark
خلف النقاش الإحصائي التهويلي: يريدون مسيحيي لبنان ديكوراً...
خلف النقاش الإحصائي التهويلي: يريدون مسيحيي لبنان ديكوراً...
A+ A-
لا يستقيمُ النقاش في الدور المسيحي اللبناني – لم يعد إلا لبنان في المشرق له دور سياسي رائد فيه- من دون الإلتفات إلى ظواهر ومواقف راهنة تعبِّر عن بواطن الأمور والمكنونات الغائبة في الصدور، والتي تُشهر عند لحظة الحقيقة.جوهر الحقيقة، أو أقله الإنطباع المتكوّن، أنَّ القوى السياسية في البيئات الإسلامية تريد في العمق مسيحيي لبنان مجرد ديكور في هذا البلد، أو كائنات يتفرجون عليها في السيرك من أجل المتعة. كائنات "سيركية" يتفرجون عليها ويصفقون فرحاً بلهوها. يريدونهم حلوى ما بعد الغداء والعشاء وزينةً للطاولة الكبرى التي اقترعوا فيها على ثيابهم. دوركم آفَلْ فلم المكابرة بتكريس الحضور والدور؟!لمن ينتفض على هذا الكلام القاسي، ينبغي عليه أن يبتعد عن الكليشيهات والأكاذيب المتبادلة والشعارات العفِنة ويقارب الأمور كما هي، أو يقدم البرهان المعاكس.لقد صُمت آذاننا بالإيمان بالدور المسيحي والطليعي و"النهضوي" الذي يشكل امتداداً للدور الذي لعبوه في يقظة دول المشرق والعرب منذ القرن التاسع عشر، نتيجة عوامل ثقافية واقتصادية سمحت لهم بأداء هذا الدور. هذا الدور هو "حاجة" للبيئات الإسلامية، والحاجة مهمة للحفاظ على الدور، لكنه ذلك المشروط بعدم المشاركة الحقيقية في السلطة، بما يعني التعبير عن كيانية المسيحيين وذاتيتهم كما هي من دون أن يقود ذلك إلى رفع "سيوف داموكليس" عليهم بأشكالٍ مختلفة.لقد صُمت آذاننا منذ الطائف من أركان القوى التي حكمت بعد سيطرةٍ سورية عسكرية وأمنية وتحكُّمٍ كامل بالقرار السياسي، بالتمسك بالمناصفة ووقف "العد" وغيرها من الشعارات التهريجية. لكن الوجه الآخر غير المُقال للتمسك بالمناصفة هو اشتراط انضواء القوى والشخصيات المسيحية تحت عباءة القوى السياسية الممثلة للبيئات الإسلامية على اختلاف مذاهبها، وليس أن تنوجد بذاتيتها وتطالب بموقعها الذي حفظه لها الدستور في النظام التوافقي الذي ارتضاه اللبنانيون لإدارة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم