التقرير الأسبوعي لبنك عوده: احتياطيات مصرف لبنان تواصل ارتفاعها وسط انفراجات سياسية

وسط رسائل مشجعة بعثها البنك الدولي بشأن دعم النمو في لبنان واستقراره الاقتصادي، وفيما تشهد الأسواق المالية في البلدان الناشئة ضعفاً في أدائها على وقع أزمة الأرجنتين والهبوط الحاد في سعر صرف "البيزو" ومخاوف من انتقال العدوى إلى أسعار العملات في الأسواق الناشئة الأخرى، شهدت الأسواق المالية اللبنانية خلال هذا الأسبوع الذي اقتصر على يومي عمل فقط تصحيحاً تراجعياً للأسعار في سوق سندات الأوروبوند، فيما سجلت أحجام تداول خفيفة في سوق الأسهم ترافقت مع تراجع طفيف في الأسعار، وشهدت سوق القطع نشاطاً خجولاً في حين واصلت الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان ارتفاعها خلال النصف الأول من آب، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، سلكت سندات الأوروبوند اللبنانية منحى تنازلياً، متبعة المنحى التراجعي لأسعار سندات الدين في الأسواق الناشئة بعد النتائج غير المتوقعة للانتخابات الرئاسية التمهيدية في الأرجنتين وهبوط سعر صرف "البيزو" مقابل الدولار إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، ومخاوف من تداعيات هذه الأزمة على أداء الأسواق المالية في البلدان الناشئة. في هذا السياق، ارتفع متوسط المردود المثقل في سوق سندات الأوروبوند اللبنانية بمقدار 100 نقطة أساس ليبلغ 12.20%. كذلك، اتسع هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات بمقدار 75 نقطة أساس هذا الأسبوع ليبلغ 1070 نقطة أساس. وعلى صعيد سوق الأسهم، سجل نشاط خجول خلال يومي عمل، وأقفل مؤشر الأسعار على تراجع طفيف نسبته 0.1%. وفي سوق القطع، سجلت حركة تداول خجولة لصالح العملات الأجنبية، في حين واصلت الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان مسلكها التصاعدي الذي بدأته في شهر تموز 2019 لتبلغ 37.25 مليار دولار في منتصف آب وسط انفراج سياسي داخلي ودعم دولي للمسار الإصلاحي.

الأسواق

في سوق النقد: ارتفع معدل الفائدة من يوم إلى يوم من 15% في نهاية الأسبوع السابق إلى 25% يوم الجمعة، وذلك لأسباب تقنية مرتبطة بإقفال الأسواق المالية لثلاثة أيام نتيجة عطلة الأعياد وسعي المصارف لتأمين حاجتها من السيولة بالليرة اللبنانية داخل أروقة سوق النقد. في موازاة ذلك، سجلت الودائع المصرفية المقيمة نمواً قيمته 209 مليار ليرة خلال الأسبوع المنتهي في 1 آب 2019، وفق آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان. ويعزى هذا النمو إلى زيادة الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 157 مليار ليرة وسط ارتفاع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 191 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 34 مليار ليرة، إضافة إلى نمو الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 52 مليار ليرة (أي ما يعادل 34 مليون دولار). في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) أكبر اتساع أسبوعي لها منذ بداية شهر تموز 2019 بما مقداره 764 مليار ليرة وسط نمو في حجم النقد المتداول بقيمة 307 مليار ليرة وارتفاع في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 248 مليار ليرة.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الأولية للمناقصات بتاريخ 15 آب 2019، أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 5.85%) وفئة الثلاث سنوات (بمردود 7.50%) وفئة السبع سنوات (بمردود 9.0%). في موازاة ذلك، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 8 آب 2019 اكتتابات بقيمة 116 مليار ليرة، توزعت بين 64 مليار ليرة في فئة السنة (بمردود 6.50%) و52 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات (بمردود 8.0%). في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 53 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بنحو 63 مليار ليرة.

في سوق القطع: اتسمت سوق القطع بمناخ من الهدوء خلال هذا الأسبوع الذي اقتصر على يومي عمل فقط نتيجة عطلة الأعياد، حيث سجل نشاط خجول لصالح العملات الأجنبية. في موازاة ذلك، أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 15 آب 2019 أن الموجودات الخارجية لدى المركزي واصلت مسارها التصاعدي الذي بدأته في شهر تموز 2019، إذ سجلت نمواً مقداره 164 مليون دولار خلال النصف الأول من آب لتبلغ 37.25 مليار دولار في منتصف الشهر، مراكمة نمواً إجمالياً قيمته 854 مليون دولار منذ نهاية حزيران 2019 في ظل العمليات الجديدة التي قام بها مصرف لبنان في تموز ووسط انفراجات على الساحة السياسية الداخلية. يجدر الذكر هنا أن استمرار نمو الموجودات الخارجية لدى المركزي تزامن مع تأكيدات من قبل البنك الدولي على دعم استقرار اقتصاد لبنان.

في سوق الأسهم: سجلت بورصة بيروت حركة خجولة جداً خلال يومي عمل. إذ بلغت قيمة التداول الاسمية زهاء 650 الف دولار، بحيث استحوذت الأسهم المصرفية على 87% منها، بينما نالت أسهم "سوليدير" الحصة المتبقية البالغة 13%. وعلى صعيد الأسعار، سجل مؤشر الأسعار تراجعاً أسبوعياً طفيفاً نسبته 0.1%. فمن أصل خمسة أسهم تم تداولها، تراجعت أسعار ثلاثة أسهم، في حين ارتفع سعر سهم واحد وظل سعر سهم واحد مستقراً. في التفاصيل، قادت أسهم "سوليدير ب" الأسعار نزولاً في بورصة بيروت هذا الأسبوع، حيث انخفضت بنسبة 4.8% إلى 5.93 دولار، تلتها أسهم "سوليدير أ" بتراجع نسبته 1.6% إلى 6.26 دولار، فأسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة -0.3% إلى 7.30 دولار. في المقابل، ارتفعت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 0.3% إلى 3.80 دولار، في حين ظلت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" مستقرة على 7.20 دولار.

في سوق سندات الأوروبوند: إن التحسن في الأسعار الذي شهدته سوق سندات الأوروبوند اللبنانية نحو نهاية الأسبوع السابق على وقع حل الأزمة الحكومية لم يجد له امتداداً هذا الأسبوع. إذ سجلت سندات الدين اللبنانية تصحيحاً تراجعياً في الأسعار وسط ضعفٍ طاول الأسواق الناشئة عموماً (كما يستدل من خلال اتساع JP Morgan EMBIG Z-spread بنحو 10.0% أسبوعياً) على أثر النتائج غير المتوقعة للانتخابات الرئاسية التمهيدية في الأرجنتين والتي طرحت مخاوف بشأن إمكانية تخلف الأرجنتين عن سداد ديونها وتساؤلات حول السياسات المالية التي ستعتمد في الفترة المقبلة، ما استتبع هبوطاً حاداً في سعر "البيزو" الأرجنتيني. وهذا ما أثار القلق من تداعيات هذه الأزمة على أسعار العملات في الأسواق الناشئة وانعكس سلباً على أداء أسواقها المالية. في هذا السياق، سجلت سوق سندات الأوروبوند اللبنانية انخفاضاً في الأسعار على طول منحنى المردود تراوح بين 0.25 دولار و4.88 دولار. عليه، ارتفع متوسط المردود المثقل من 11.20% في نهاية الأسبوع السابق إلى 12.20% في نهاية هذا الأسبوع، علماً أنه أعلى إقفال أسبوعي له هذا العام. كذلك، أقفل متوسطBid Z-spread المثقل على 1123 نقطة أساس في نهاية هذا الأسبوع مقابل 1010 نقطة أساس في نهاية الأسبوع السابق، وسط تراجع في المردود على سندات الخزينة الأميركية. في موازاة ذلك، وعلى صعيد كلفة تأمين الدين، اتسع هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات من 980-1010 نقطة أساس في نهاية الأسبوع السابق إلى 1050-1090 نقطة أساس في نهاية هذا الأسبوع.