لبنان بعلبكي لـ"النهار": لسنا أحراراً وإن مُسَّ بالفنّ انتهينا

يتجدّد حضور المايسترو لبنان بعلبكي في مدينة الشمس، بعد لقاء العام الفائت مع جورج خباز. "نكهة السنة مختلفة"، فاعتلى المسرح نحو 150 عازفاً شكّلوا أوركسترا ضخمة، في افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية مع مارسيل خليفة. يتحّدث قائد الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية عن "وهجٍ خفت" في مهرجانات صيف 2019. "الأعمال الفريدة قليلة. ضعف التمويل عامل جوهريّ".تربط المايسترو علاقة قُرب بمارسيل خليفة: "أعرفه منذ 10 سنوات". نُخبره بأنّ جدلية رفض عزف النشيد الوطني باتت قديمة، وليس الهدف نكء الماضي، فيردّ: "المسألة متعلّقة بالإفلاس الاجتماعي والثقافي. لو أننا وطن متماسك، لما وجدنا أنفسنا ننجرف خلف نقاشات هشّة. ما حدث في سهرة خليفة كان ليمرّ عابراً في بلد آخر. هذا رأي شخصي لفنان له موقف سياسي واجتماعي وثقافي، فشاء الاعتراض على عصر القعر. الفنان ليس مُرغماً على أداء النشيد الوطني. هذه مسألة تتعلّق بالسياسيين، فيفتتحون به مؤتمراتهم وخطبهم. لكلّ منّا حقّ إبداء الرأي، وللآخر حقّ الاعتراض. المرفوض هو التعرُّض للكرامات الإنسانية". يحملنا الحديث إلى إشكالية "مشروع ليلى" وما أثير من أخذ وردّ حول قضية الحرّيات. المايسترو واضح: "يحقّ للمعترض على المسّ بالشعائر الدينية القول أنا ضدّ. لكنّ التهجّم ممنوع، فتُقلب القضية وتصبح تعدياً مقابل تعدٍ. الناس تتلهّى بأي نقاش. راقبوا السوشيل ميديا. لبنان قرية صغيرة مركونة على باب فرن. كلّ يوم قضية، وفي اليوم التالي تتبخّر. وضعنا الاقتصادي والسياسي والاجتماعي منهار تماماً، وهذا ينعكس على الحرّيات. في الأزمات، تطفو عقلية القبائل والعشائر، وتحاول كل مجموعة السيطرة. هنا أهمية الفنّ في كونه حامي...